كلنا تابعنا مصر وما حدث فيها السنوات الاخيرة كلاً بمصطلحه ثورة فثورة أو ثورة وانقلاب ! وانا بصدد الحديث عن مصر ما بين البينين ، أتذكر جيدا حين ردد الرؤساء العرب المتساقطين من سلم سلطتهم أبتدأ بحسني مبارك الذي قال : مصر ليست تونس وانتهاء بالمخلوع صالح الذي ردد : اليمن ليست مصر أو تونس !! وهم بهذا ينسفون مبادئ الوحدة العربية والقومية المبادئ التي كبرت معنا كإرث وكبرنا على ترديدها كشعارات خالدة وحماستنا مع مشاهدة اغاني الزمن الجميل التي كان أجملها أوبريت وطني العربي ومازلنا حتى وقت قريب نستمع الى قصص من سبقوهم في زعامة العالم العربي يقاتلون لها ومن أجلها . نحن كنا نعلم جيدا أننا لسنا مصر ولسنا كتونس ، نعلم أننا نختلف ، ربما هذا الشيء الوحيد الذي اتفقنا مع المخلوع فيه فنحن ندرك أن لكل منا ثقافته عاداته حتى طريقة أعداده لزاده ،لكننا حتما كمصر وتونس نعاني كما تعاني تلك الشعوب من البطالة ، الكثافة العددية ، قلة الماء والكهرباء من نقص المواد والاستنزاف الداخلي والخارجي لثرواتنا من ومن و من … لكن وحدها مصر ومع كل ما عاشته من تخبط وقتل ودمار وتعاقب رئاسي وزعزعه وطنية بين أركانها أتاها ذلك المفرح الذي أتفق عليه الجميع وأن كنت لا أرى شرعية لوصوله لسدة الحكم أو بمعنى أخر لست احد مؤيديه في اليمن لكني وبطبيعة اسس القومية العربية التي غرست في داخلي _ كأبنه لشخصية مخضرمة الفكر _ كان لي كامل الرضا على اختيار شعب موسى لمن يمثلهم في المراحل القادمة من بناء مصر الجديدة كما يرددون وأتمنى أن تكون لديه مفاتيح الحلول. هذا السيسي كان رجل المرحلة بحق ، واصبح الفارس كما يراه اغلبية شعبه نثر الوعود بين يديه ، لون سماء مصر بأحلام لمست سابع سماء ، قاد ثورة سيسية فردية داخل مصر الكبيرة فأنا دهشت وأنا أقلب صفحات المواقع واليوتيوب بعدد الصور التي فيها قوالب شكولاتة تحمل صورته أو أطقم الذهب التي عليها صورة وأسمه وكيف أطلق البعض أسمه على محلاتهم وأبنائهم ، شاهدتهم كيف يرقصون فرحا في ليلة تنصيبه شاهدتهم كيف يضحكون وفي أعينهم بارق أمل به وفيه شاهدته يشارك في مارثون بدراجه عادية كأي شخص ! ويطبطب على ضحية التحرش ليلة التنصيب ! كان رئيس على الطريقة الغربية فنحن وأن كنا نشاهد رؤسائنا يمشون بزهو بيننا في أوقات قلة الا أننا لم نشاهد أحدهم يأكل البرغر أو يجلس في كافية ويغني كما فعل أوباما ومن قبله كلينتون , لوهلة أشعرني ذلك بزهوهم كانت ابتسامتي عريضة وانا أراهم فرحون فحقا نريد الخير للعظيمة مصر . ربما مع استعادتهم لتلك البسمة والفرحة التي غابت عنهم كثيرا وان كانت مؤقته بارقة خير وأمل لنا فمع انتهاء فترة هادي الرئاسية ربما نرى سيسي يمني يفرحنا ! يلامس أحلامنا البسيطة ، يجعلنا نخرج لنحتفل في الشوارع ونردد الاغاني الوطنية التي نسيناها ، نحن كشعب عانى كثيرا ومازال سيعاني دوما نستحق أن نفرح ولو قليلا ، نستحق أن نرى تكريما حقيقيا لشهدائنا ، نستحق أن نرى مطرا يعوض كل سنوات جفافنا التي أنهكتنا ، نستحق أن نفتح نوافذنا للشمس في أمان دون أن يتربص بنا متربص دون خوف . لا أدري أن كان عبد الفتاح السيسي بحجم التوقعات التي علقت عليه ، لا ادري أن كنا سنظل نرى شعب النكتة يضحك بعد أن سئم الضحك عليه ، لا أدري أشر أريد بمن في الارض أم أراد بهم ربهم رشدا. مع يقيني أن لاشي يعوض ما مررنا به لكن كشركاء في الخيبات حسبنا أن نفرح وعلى الامل نحيا .