قصة تتكرر كل يوم , أورق نقدية رثة تهرب منها , تحاول التخلص منها بأي شكل كان ! , تذهب الى البائع لتشتري شيئاً لا تريده أملاً في إسترداد الباقي من " العملات معدنية " ! , تصعد الباص صغير كان أم كبير – باص فوه – تتفحص مالديك من " فلوس " تمد يدك بورقة من فئة مائتين وخمسين ريال , ولأنها تبدو متهالكة يفرزها "المحصل " مجدداً ليختار لك الاسوأ , ولتشرب من نفس الكأس وكما يقولون " الجزاء من جنس العمل " , تأخذها على مضض وتخفي إستيائك . ومن الباص الى أول الشارع ترى المشهد يتكرر , تذهب لصاحب البقالة أو "البوفيه" , تخرج ماجيبك أو حقيبتك من " فلوس " أو تبحث حتى عن " فراطة" , تكتشف أن "الفلوس " المعطوبة قد نفذت , وفي لحظة يتغير شعورك تماماً , لتمد يدك مرة أخرى ولكن هذة المرة بخمسمائة ريال ( تقضقض ) , تعطيها "صاحب المحل" ثم تقف لتنظر نظرة المدهوش الذي ينتظر أن يُخرج الساحر الحمامة من قبعته العجيبة !! , لتعي فيما بعد ذلك وأثناء طريق عودتك الى المنزل أنه تم دس لك مائة وخمسين ريال " تعبانة " بين الأوراق النقدية الجديدة . وهكذا …… لا الموظف , لا صاحب المحل , ولاحتى الطالب المرهون " بمصروفه " ! , لا أحد منهم يهنأ بالمال الذي يحصل عليه في كثير من الأحوال ! , والكل يتخلص من " الريالات الهالكة " كلاً بطريقته , بدءاً من الصغار ( بدلها , ذي عيفة ) , وصولاً للكبار ( هات بصرّفها للكهرباء أو الماء ) ! وبغض النظر عن العامل النفسي للمال والذي لا أراه إلا وإنه يفقد " حلاوته " شيئاً فشيئاً , فهناك الجانب الصحي من هذا الأمر , حيث لايعرف الكثير أن العديد من الأمراض تنتقل عبر تلك الأموال التي تنقالتها الأيدي من شهور لشهور ومن سنين لسنين …ألخ, فمابالكم إن كانت قد " أنتهت فترة صلاحيتها الورقية ! " ,ولانعجب حين نقرأ ونسمع عن أضرار الإحتفاظ بالمال طويلاً في اليد وأن أصغر الجراثيم ضرراً عليها هي الأنفولنزا, والتي تعيش على الورقة الواحدة مدة لاتقل عن 10 أيام , وهذة أقل الجرثيم ضراراً عليها فكيف أكثر ضرراً ؟! , فالأوساخ هي مساكنها ومستعمرتها , وكثيراً من بني البشر " لايدققون " في ضوضاء الحياة و زحمتها . ولا أعرف أين الحكومة منّا , ولماذا على المواطن البسيط أن تُسرق فرحته على المال بالرغم من إنه يكدّ ويشقى ليحصل عليه ! , أليس من حق كل مواطن أن يتمتع برفاهية و مكتنزات وثروات البلاد بدلاً من أن تذهب الى أكف الفاسدين !؟ كما لا أعرف أيضاً لماذا نجدهم يجلسون في قاعات فارهه الفخامة يتداولون العناوين الكبيرة ويعجنون العجين حتى يصبح ماءاً !؟ ثم يأتون بنتائج تأبى إلا أن تخرج إلا بديباجة السلطان , فنأكل شعارات ونشرب شعارت ونحلم بالشعارات , ويظل الإقتصاد مشلولاً والتنمية تنعم بسبات وافر في غرفة الغيبوبة , ويالها من دولة !!! أسعار منخفضة , أموال نظيفة , شوارع صالحه للسير الآدمي , تعليم يواكب التطور – لاتعليم العصور الحجرية – , وبدلاً من صناعة القهر و تشريد المواطن فكرياً على الدولة – إن كانت موجودة بالأساس ! _ أن تقوم بدورها في إجتثات رجالات الفساد من مواقعهم لاأن تثبتهم فيها ! وهذا أقل مايريده المواطن , لا أن تنصاع الدولة وترضخ لمن يريدون أن ينقضوا على ماتبقى من نفسية المواطن , ولتقسم الدولة وتوزع سيادتها وهيبتها وحتى خيرات المظلومين والمحرومين فيها على الحوثيويين وغيره . و حقاً بت لم أعد أرى أملاً في الأفق لا القريب منه ولا البعيد , بيد أننا نعلق قلوبنا بالله أن يخلص البلاد والعباد من شر الفساد الذي جثى على صدور البسطاء طويلاً