بإصدارها بيانا رسميا -السبت- أعلنت المحافظات الجنوبية والشرقية في اليمن موقفها الرسمي الرافض للإعلان الدستوري الذي أصدره الحوثيون الجمعة، معتبرة أن هذا الإعلان يشكل انقلاباً على الدولة والشرعية الدستورية. وجاء البيان عقب اجتماع ضمّ قيادات السلطة المحلية والتنفيذية في محافظاتعدن ولحج وأبين، بحضور قيادات المؤسسات الأمنية والمنطقة العسكرية الرابعة، وبعد التشاور والاتصال مع المسؤولين في محافظات الضالع وشبوة وحضرموت والمهرة وسقطرة. وقرر المجتمعون عدم الاعتراف بانقلاب الحوثيين أو التعامل مع نتائجه، أو تلقِّي أي أوامر ممن تم تعيينهم في المناصب العليا بناءً عليه. وأكد البيان أن ما قام به الحوثيون يعد انقلابا على الدولة ومخرجات الحوار الوطني ومسودة الدستور الجديد، وكذلك على اتفاق السلم والشراكة، مما جعله مرفوضا رسميا وشعبيا، وعلى كل المستويات الوطنية، كما أنه يعد مخالفاً لكل الأعراف والمواثيق والمواقف العربية والعالمية. احتجاز الرئيس وشكلت إدانة استمرار الحوثيين في احتجاز الرئيس الشرعي للبلاد عبد ربه منصور هادي ورئيس الوزراء خالد بحاح وبقية الوزراء في حكومة الكفاءات، نقطة إجماع أخرى لمحافظات الجنوب، حيث حمَّل البيان الحوثيين المسؤولية الكاملة عن حياتهم. كما أشار إلى أن السلطات المحلية بالمحافظات الجنوبية والشرقية ستظل في حالة انعقاد دائم وتواصل مع بقية المحافظاتاليمنية الرافضة للانقلاب الحوثي، كما تحيي المواقف الرافضة للإعلان الدستوري من قبل كل أطياف المجتمع السياسي والفكري والنقابي والحزبي والشبابي والنسوي، التي أدانت الانقلاب في كل من تعز ومأرب وصنعاء والحديدة وإب. ودعا البيان المواطنين للتحلي باليقظة والحفاظ على السلم الاجتماعي والسكينة العامة، كما وجّه المؤسسات العسكرية والأمنية واللجان الشعبية للحفاظ على الأمن العام وحماية الممتلكات الخاصة والعامة. وفي تعليق له على ما جاء في بيان قيادات المحافظات الجنوبية، قال سكرتير تحرير صحيفة عدن الغد صالح أبو عوذل إنه بغض النظر عما ورد في البيان، وما عبر عنه من رفض التعامل مع الحوثيين، فإن السلطات المحلية بتلك المحافظات لا تتعامل مع قضية الجنوب باعتبارها قضية دولة تعرضت لاجتياح عسكري، بل تنظر لها من منظور أنها أتت نتيجة انقلاب جماعة الحوثي على سلطة الرئيس هادي. وحذّر أبو عوذل -في حديث للجزيرة نت- من تغير مواقف بعض مسؤولي تلك المحافظات في حال إغرائهم من قبل جماعة الحوثي بالمال والمناصب أو منحهم بعض الامتيازات، معتبرا أن ذلك مرتبط بمستقبل حكم الحوثي المرفوض أساسا من كل الأطراف. قتال الشعب وفي سياق متصل، يرى أبو عوذل أن الحوثيين في موقف صعب، وأنهم قد يمضون لقتال الشعب اليمني الذي يثور عليهم في كل مكان، وأن إعلانهم الدستوري قد كتب بداية النهاية لجماعتهم، فاليمنيون لا يمكن أن تحكمهم أسرة لديها فكر ديني لا يتفق معه أغلب السكان، وليس من حلّ أمامهم إلا العودة إلى صعدة وتسليم ما نهبوه من أسلحة وترك الشعب اليمني يقرر مصيره. وبشأن اتجاهات الوضع في الجنوب في ظل ما يجري من أحداث، قال أبو عوذل إنه لن يكون هناك تغيير كبير، وإن الوضع سيبقى كما هو عليه الآن، إلا أن هناك شيئا قد يحدث هو زيادة المعاناة للمواطن الجنوبي، كون الكثير من قيادات الحراك الجنوبي لديها ارتباطات وثيقة بإيران، ومواقفها خجولة، لأنها سقطت ضحية للمال السياسي الإيراني الذي أضر كثيرا بعدالة القضية الجنوبية. وقال إن في الجنوب مصادر دخل من الثروات النفطية والمصافي وغيرهما مما هو كفيل بسداد ما قد يقدم عليه الحوثيون بقطع الرواتب أو غيرها، ففي الجنوب مقومات دولة غير موجودة في صنعاء التي نهبها الحوثيون.