حينما قام وتشكل حلف قبائل حضرموت قبل عام ونيف ، استبشرنا نحن أبناء حضرموت خيراً , وتطلعنا إلى واقع جديد تفرضه مطالب الحلف ومن خلفه شعب حضرموت عامة من المهرة إلى باب المندب ، ومطالب الحلف مطالب مشروعة ومستحقة لأبناء حضرموت ، ومن أهمها أن يبسط أبناء حضرموت أيديهم على شئونهم ويتولون إدارة أمورهم بأنفسهم ، إلا أن قوى النفوذ والهيمنة لم ترى في هذه المطالب العادلة والمستحقة التي تحفظ لأبناء حضرموت كرامتهم وحقهم في أحياء عيشة وحياة كريمة ، فحضرموت بالنسبة لهم مستباحة ومقدراتها يعبثون بها كيفما يشاءون حتى أنهم في سبيل هذا استباحوا أيضاً الدماء الحضرمية الزكية فلم يردعهم دين ولم تردعهم نخوة عربية ولم تردهم حكمة يمانية يتشدقون بمسماها ولا نرى لها أثرا . فالحلف لم يبارح خطه الأول وظل واقفا شامخا مناديا لقوى السلطة في صنعاء بتحقيق مطالبه المشروعة والعادلة ، ولم يلقى أذن صاغية ولا قلوب واعية ، وظلت الهيمنة بعنجهيتها السابقة على الأرض الحضرمية ، ركيزة ظلم واحتلالا واستباحة ارض ومقدرات ، وقد انهارت اليوم في صنعاء تلك السلطة الغاصبة وحلت محلها مليشيات أنصار الله ، وتغيرت قواعد اللعبة السياسية المحلية والدولية ، ونحن في هذه الظروف المقلقة نتطلع إلى حفظ أمن الجنوب عامة وحضرموت خاصة في إقليمها القديم الجديد ، حيث أن في إقليم عدن يتم إجراءات وترتيبات لحفظ الأمن والبلد هناك ، وبقيت حضرموت تتطلع إلى من يمسك بزمام المبادرة ، وتتطلع إلى حلف قبائلها لعمل ترتيبات وإجراءات تحفظ لها أمنها وأمن أهلها ، وسلامتها وسلامة ساكنيها ، وحضرموت لم تستعدى أحد ولن تقبل أي استعدى خارجي عليها وعلى أهلها من أحد ، وعلى من يفكرون بأن حضرموت غنيمة سهلة عليهم مراجعة حساباتهم فهم لاشك مخطئون . إن الذي نرجوه اليوم من حلف قبائل حضرموت وهو يستعد لعقد اجتماعه الاثنين القادم في وادي نحب لجميع أبناء المحافظات الأربع (شبوة والمهرة وسقطرى وحضرموت) بأن يقف وقفة جادة ومراجعة حصيفة لسير عمله في السابق والنتائج الايجابية والسلبية لمعرفتها وتزكية الايجابيات وتنميتها واستبعاد السلبيات وتقويمها ، إن حلف حضرموت اليوم في إطاره الشامل الإقليمي يجب أن يكون أكثر قدرة وأعظم مسئولية ولن يتأتى ذلك إلا بإضافات جذرية تضمن له القوة والاستمرارية وفرض سيطرته وبسط نفوذه على إقليمه ، ومن هذه الإضافات في رائيي أرى بأن حضرموت مثل الطائر العملاق الذي لا يمكن له التحليق إلا بجناحين وجناحي حضرموت هي باديتها وحضرها ، فلا غنى لأحد عن الثاني منهما وهم لحمة واحدة ومن أصول واحدة هي قبائل حضرموت الأم وكندة الحضرمية وحلفائها من القبائل المستوطنة حضرموت منذ القدم ، وعليه يجب اشراك المدنيين إشراكا فعليا في أدارة شئون الحلف بما يتناسب اختصاصاتهم وعلى الحلف أن يكون مسماه تأكيدا لذلك كأن يكون (حلف قبائل حضرموت بادية وحضر) ، وان يتكون من ثلاث هيئات هي الحاضنة للطيف الحضرمي كله والممثلة عنه كأن تكون مثلاً : 1) مجلس شيوخ القبائل : وهي الهيئة العليا للحلف تضم رؤساء مشايخ القبائل في المحافظات الأربع زائد رؤساء المكونات التحررية والسياسية ويضاف إليهم بعض الشخصيات المحنكة سياسيا ممن يراهم أعضاء المجلس إضافة له . 2) المجلس السياسي : وهو الحامل السياسي لقضايا حضرموت ومطالبها ، والمسئول الأول عن الدعم المعنوي والمادي وتوفيره ، ورسم سياسات المجلس ، واقترح بأن يتكون من رؤساء المكونات التحررية والسياسية زائد شخصيات اعتبارية ذات حنكة سياسية وقانونية . 3) المجلس الأمني : يتولى حفظ أمن حضرموت وحراستها وحراسة منشآتها وسكانها من أي اعتدى خارجي أو داخلي وتأمين الأمن العام للإقليم ، واقترح بأن يتكون من العسكريين في إدارة شئونه . تلك الملامح نضعها أمام المقدم عمرو بن حبريش وأمام الجمع المجتمع في وادي نحب لعل يكون فيها استرشادا ورأياً يمكن أن يؤخذ به أو فكرة مفيدة تحتاج إلى صقل وبلورة .. وأملنا في رجال حضرموت وأهلها خيرا والله الموفق والهادي الى سواء السبيل .