لسنا بحاجة لإثبات أهمية وحدة العمل الوطني الجنوبي لمواجهة المخططات الرامية لطمس القضية الجنوبية وإنهائها من خلال إشغالنا بمشاريع وهمية وأحلام وردية لا تمس للواقع الجنوبي بصله ولا تخدم القضية الجنوبية بقدر ما تخدم النظام اليمني الساعي لإبقاء الجنوب تحت هيمنة وسيطرة ونفوذ الجمهورية العربية اليمنية. نحن ندرك ان هناك هجمة شرسة على القضية الجنوبية يخطط لها ويعمل على تنفيذها النظام اليمني بمساعدة ومباركة ودعم من القوى المتنفذة صاحبة القرار الفعلي في النظام القبلي اليمني ( عسكر – قبليين – مدنيين ) ناهبي أراضينا وثرواتنا وبرضاء وقبول من بعض اخوتنا الجنوبيين مقابل ما يحصلوا عليه من فتات او من منصب هنا و منصب هناك .. إلا انه ورغم إداركنا الكامل لما يجري حولنا من مخططات تسهدفنا وتسهدف ارضنا وثرواتنا وقضيتنا وتاريخنا وهويتنا الحضرمية والجنوبية لم نتفق على الطريق الواحد والسليم لمواجهة ما يحاك لنا من دسائس ومؤامرات كما لم نتفق على الطريق الذي سيوصلنا للتحرير والاستقلال المنشود الذي يحلم به كل الجنوبيين. لقد ظلت قياداتنا تتنازع حول أي الخيارات انسب واصلح لحل القضية الجنوبية ( فك الارتباط – الفيدرالية ) متناسية المعاناه اليومية لأبناء الجنوب ومتناسية مطالب الجماهير في الشوارع والميادين وعلى امتداد الارض الجنوبية ( من المهرة شرقا إلى باب المندب غربا) المنادية بالرحيل الفوري للقوات اليمنية من الجنوب واستعادة الدولة الجنوبية ( دولة حضرموت والجنوب العربي ). فمنذو إندلاع الثورة السليمة الجنوبية في المكلا عاصمة ( حضرموت الخير ) في 28 / 4 / 1998م بقيادة الزعيم حسن احمد باعوم ( مانديلا الجنوب ) والذي سقط فيها أول شهداء الثورة السلمية الجنوبية وقياداتنا ترتكب الخطأ تلو الخطأ فحدثت اختلافات وانشقاقات اضعفت الحراك واخرت القضية وظهر اكثر من طرف يدعي احقيته في تمثيل الشعب الجنوبي والقضية الجنوبية وهذا وضع مخجل ومخزي ومهين لنا جميعاً وهو ناتج عن قصور في مفهومهم لحل القضية الجنوبية وناتج عن قصور في الاتفاق على موقف موحد يمكن من خلاله مخاطبة نظام صنعاء ومخاطبة دول الاقليم ودول العالم اجمع كما هو ناتج عن اعتقاد بعض القيادات بانها صاحبة القدرة والكفاءه والملكات الخارقة وصاحبة المشروعية والمعرفة بالطريق السليم الذي سيقودنا إلى التحرير والنصر وعلى الجميع الانصياع لها والسير في خطاها دون مراعاة ودون احترام لمواقف وتوجهات واختيارات القوى الاخرى . ان الصراع على القيادة وعلى تمثيل الشعب الجنوبي والقضية الجنوبية وفرض الحلول الفردية دون ادراك لخطورة المرحلة ودون اعتبار لارواح الشهداء وآلام وأحزان ودموع الأمهات والأرامل ودون اعتبار لآلام الجرحى والمصابين وعذابات المعتقلين في الزنازين والسجون خلق لنا مشكلة في إدارة الصراع مع النظام اليمني وقواه المختلفه واعطا لها الفرصة لإطالة أمد بقائها في الجنوب ولاستمرارية نهبها لاراضينا وثرواتنا وعمل ساسة النظام ومثقفيه وزبانيته على الترويج للخلافات والصراعات الجنوبيه الجنوبيه في وسائل الاعلام وفي المحافل الاقليميه والدوليه وما سينجم عن هذه الخلافات والصراعات من مآسي وكوارث للشعب الجنوبي وللدول المجاوره في حال مساندة ودعم القضية الجنوبيه وتمكين شعب الجنوب من الاستقلال واستعادة دولة الجنوبيه. ان الخطأ التاريخي الذي اسفر عنه انقسام القيادة الجنوبيه بين فك الارتباط والفدرالية يحملهم المسئوليه الكاملة والمباشرة عن ما يجري اليوم لشعب حضرموت والجنوب العربي وما سيجري له غداً .. وعليه فالواجب الوطني يحتم عليهم انكار الذات وتحمل المسئوليه بشجاعة في سبيل استعادة وحدة الصف ووحدة القيادة ووحدة القرار الجنوبي لاننا مطالبين اليوم بالمشاركة في حوار يمني يمني لا علاقة لنا به تطبل له وسائل الاعلام اليمنية وتدعمة قوى اقليمية ودولية في محاولة منها لابقئنا في المستنقع اليمني مستغلين ارتباكنا واختلافنا في مفهومنا لحل القضية الجنوبية .. لهذا فنحن اليوم واكثر من أي وقت مضى أكثر حاجة لاستعادة الوحدة الوطنية ووحدة القيادة ووحدة القرار الجنوبي كما نحن بحاجة للترفع والابتعاد عن المشاريع الناقصة التي لا تخدم سوى اعداء الشعب الجنوبي وايضاً بحاجة الى التمسك بالحق الجنوبي في فك الارتباط واستعادة الدولة الجنوبية ولا محادثات ولا مفاوضات ولا وساطات دون الاعتراف بحقنا في تقرير مصيرنا ونيل حريتنا واستقلالنا .. ويجب ان تعلم القيادة الجنوبية بمعسكريها ( فك الارتباط – الفيدرالية ) بأن أي لقاءات واي حوارات واي مفاوضات لا تنطلق من وحدة وقوة القرار الجنوبي بإعتبار ان للجنوبيين الحق في فك ارتباطهم واستقلالهم عن الجمهورية العربية اليمنية واستعادة دولتهم الجنوبية ( دولة حضرموت والجنوب العربي ) لن توصلنا سوى للخضوع والاستلام والبقاء الى ما شاء الله تحت سيطرة وعبودية نظام يمني قبلي متخلف. اتمنى على قياداتنا التاريخية ان تسمع وتعي وتكفر عما ارتكبتة من اخطاء جسام في حق شعب حضرموت والجنوب العربي اسفر عنها مآسي وكوارث عانينا منها خلال فترة حكمهم الشمولي للجنوب ولازلنا نعاني منها وبأكثر حده وقسوه وان تعمل على توحيد الصف وتوحيد القيادة وتوحيد القرار لما فيه خير ومصلحة شعب حضرموت والجنوب العربي. ( اللهم اني بلغت فأشهد )