الحمد لله وحدهُ والصلاة والسلام على من لا نبي بعدهُ محمدٌ صلوات الله وسلامهُ عليه . تعد ظاهرة الغش من أخطر المشاكل التي تواجه المربين والمعلمين في حضرموت , وهي ظاهرة مشينة ودخيلة على مجتمعنا الحضرمي المحافظ . فقد لوحظ في الآونة الأخيرة انتشار هذه الظاهرة وخاصة في مرحلتي النقل الإعدادي والثانوي – التاسع و الثالث الثانوي – , ويعد لها مسبقاً من ضعفاء النفوس , الذين لا هم لهم إلا التربح على حساب جيل المستقبل , والمساعدة في بناء جيل أقل ما يمكن وصفه بأنه جيلٌ خائن , وغشاش. فإن أردت الاستيضاح فعليك بمحلات التصوير , ومحلات التصغير , وهم كثر – لا كثرهم الله – حتى بدا أحدهم لا يتنزه عن تصوير كتاب الله من المقررات الدراسية على قصاصات لا تزيد على 5 سنتيمترات × 5 سنتيمترات ويتبجح بأن هذا موسم العمل . ويكون الدور المناط على الطالب هو القعود عليه , واستخراجه متى ما دعت الحاجة لذلك . ونسب النجاح تزيد , والبَلادَة تزيد , ويتخرج الطالب من الثانوية لا يعرف كتابة رسالةُ بالعربية فضلاً عن الإنجليزية . ودور التربية والتعليم ظاهر في محاربة الغش , فهم ينصِّبون على الأقل في كل مركز امتحاني مشرف لمنع الغش (اقصد لتسهيل عملية الغش) إلا ما رحم ربي , فهناك من المربين من لا يرضى هذا العمل المشين . وإن كنت مخطئاً فالامتحانات على الأبواب . فالفرق واضح بين المعلم والمربي , فكثيرٌ للأسف من المدرسين هم معلمين وليسو مربين . لماذا يتهرب المعلمون المربون من المراقبة ؟!! هل التربية والتعليم تعطي حصانة للمعلم عند أداء مهامه على أكمل وجه , وبما أمر الله , وعند محاربته للغش , وتكرمه , أم أنها تستبعده وتقصيه ؟!! لماذا أعلى نسب في الرسوب في مادتي القرآن الكريم والتربية الإسلامية ؟!! أين دور الآباء في تربية أبنائهم على المذاكرة والمراجعة ومتابعتهم في ذلك ؟!! هذه أسئلة تدور في خلدي , أرجو الرد عليها من قبل ذوي الاختصاص وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
