الغش مرض خطير ينخر كيان المجتمعات البشرية ولايقتصر على ميدان معين بل يلتهم كل الميادين التهام النار للهشيم بمافي ذلك ميدان التعليم الذي ظل عصياً إلى حين. والغش في الامتحان ظاهرة مرضية ابتليت بها كل المجتمعات وهو انعكاس لما تعاني منه المجتمعات من ظواهر سلبية ولذلك فلا غرابة عند الكثير أن يلجأ الطلاب إلى الغش في الاختبارات والامتحانات النهائية لنيل شهادة التعليم الأساسي والثانوي متحدين القوانين التي تحرم ذلك وضاربين عرض الحائط بالأعراف والتقاليد التي تنبذ الغش والغشاشين في وقت تراجع التعليم ولم تعد الشهادات أهم عوامل الترقي والصعود إلى المراتب العليا يضاف إلى ذلك نوع التعليم السائد في عالمنا العربي الذي يعتمد في الغالب على التلقين ثم نوع الامتحان الذي يخاطب ذاكرة الحفظ ممايشجع الممتحن على الغش الذي أصبح لدى المتعلمين أياً كان نوعهم حقاً مكتسباً يجب الدفاع عنه بشتى الوسائل ناهيك عن التدني الملحوظ في مستوى التحصيل الدراسي. الغش في الامتحان هو الوجه الآخر للغش على المستويات كافة ورغم أننا تربويون ومربون ندرك أكثر من غيرنا تبعاته العاجلة والآجلة إلا أن الكثير من العاملين في التربية والتعليم لايتعاملون معه التعامل والموقف الحازم المطلوب فالإدارات المدرسية منوط بها غرس القيم النبيلة في وجدان الطلاب لامتلاكهم الحس التعليمي والوطنيو نبذ ظاهرة الغش كما أن غياب الوازع الديني والأدبي سواء في البيت أو المدرسة له أثره في تفشي ظاهرة الغش وانتشارها وفي ظل هذا التحول السلبي في مجال التقويم التربوي لايمكن للمرء إلا أن يتساءل عن جدوى الامتحان بطريقته الحالية التي أصبحت بدائية مادام الطلاب لايجدون صعوبة في اختراقها فالتطور الذي يشهده العالم لحظة بعد أخرى يقتضي منا أن نغير مناهجنا التربوية والتعليمية وأساليب تقويمنا للمتعلمين والمعلمين والمعلمات والإدارات المدرسية ومجالس الآباء والأمهات على الدوام بمامن شأنه تحقيق تطور أفقي ورأسي في الخطط التربوية وفي النشاط الثقافي والفكري لطلابنا حتى يفهموا جيداً دورهم الحقيقي في هذه المرحلة للإسهام الفعال في خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية.. نتمنى لطلابنا وطالباتنا وهم يتوجهون بقلوب مفتوحة وهمم قوية إلى قاعات الامتحانات للتعليم الأساسي والثانوي على مستوى التعليم الحكومي والأهلي أن يحققوا مستويات عالية بإذن الله..ولكن بعيداً عن الغش..فالغش مرض اجتماعي خطير