مدخل اذا تركت عدوك يجتاز العتبه تراه قريبا فوق المائدة مثل صيني قبائل سيبان أصدرت بياناً قد يكون تاريخياً وقد يكون لا شيء ، والبيان الذي حدد المواعيد بالدقة اللازمة لا يحتاج لغير إنفاذه بالوجه الذي جاء به ، فأن كان ما هو مأمول فأن قبائل سيبان ستصنع التاريخ وتحصد المجد ، ونحن ندرك أنها تحتاج إلى كل الكل من حضرموت حتى لا يؤكل ثورنا الأبيض مرة أخرى … الكرامة .. أولاً أن واحدة من معطيات وإرهاصات الربيع العربي تتمثل كينونتها في الكرامة الإنسانية ، فالثورة التونسية التي جاءت في حين غرة لم تنتصر لها قوى المجتمع التونسي إلا لأنها تآلفت مع مضمون الكرامة التي مثلها محمد البوعزيزي يرحمه الله ، فكانت الكرامة محفزاً لطاقات ومسخراً لإمكانيات كل الطبقات الاجتماعية لتنتصر لكرامة المجتمع ، ولهذا كانت الثورات الأخرى في البلدان العربي تذكي الروح الثورية ضد أنظمة الحكم الديكتاتورية من هذه النواة التي لا يتعاطى معها الحاكم أو النظام بما يتعاطى به الإنسان الموجوع والمكسور تحت عجلات نظام تطحن عظامه وعظام من قبله ومن بعده … المشهد الحضرمي ليس في غير هذه المضامين العربية في عمومها وخصوصها وأن كانت حضرموت على مدى خمسة عقود قد تكرست فيها كثير من الانهزامية المجتمعية نتيجة لغياب أو تغييب العقل الحضرمي عن الحضور السياسي والاجتماعي ، هذه النظرة الحادة والواقعية للحالة الحضرمية ليست درجة من جلد الذات بقدر ما هي توصيف لأجيال حضرمية لم تعي واقعها ولم تستحضر في الأذهان مستقبلها ، فوقعت حضرموت ضحية لقوى فرضت على حضرموت قوتها بعد أن استخدمت كسر كرامة الحضرمي عنوةً … أذن نحن أمام كرامة الحضارمة في كل أجزاء حضرموت ، فما حدث منذ 1967م ليس له من انفكاك من الكرامة الحضرمية ، وهذا هو حجر الزاوية أن شئنا التعاطي الصحيح مع الواقع لنخرج من أزمة طويلة ومعاناة نجتمع فيها ، فأن نحن أقررنا بهذا فنحن نبدأ في التعاطي الصحيح مع الواقع البائس لنستبدله بمستقبل مغاير يكفل أولاً الحرية والكرامة والعدل في أرضنا وسننجز إرادتنا بما يتوافر لدى أبناء حضرموت بكل طبقاتهم وشرائحهم الاجتماعية والسياسية وحتى الاقتصادية ، فالعمل في هذا النطاق يشتمل على الجميع بلا استثناء … بيان .. سيبان في نوفمبر 2009م اجتمعت قبائل حضرموت في منطقة تاربه على أثر مقتل الضباط العامري وباوزير في خشم العين ، وكانت فرصة مواتية للقبائل الحضرمية لتصنع نقطة التحول التاريخية لو أنها امتلكت القدرة على تحقيق إرادتها وإرادة الأمة الحضرمية بعمومها ، غير أن ما حدث كان قدراً كبيراً من التردي وتكريساً للانهزام الحضرمي ، فالاجتماع التاريخي الذي تم الحشد له والاحتشاد عليه لم يثمر سوى بيان هزيل استسلم لمكالمة هاتفية من حاكم صنعاء آنذاك علي عبدالله صالح فخرج المجتمعين يمولون حضرموت بمزيد من الهزال ، وبكثير من الضياع ، وأن كان لبيانهم من أثر فها نحن نستحضره في هذا التوقيت ليكون العنوان الأكبر في عيون سيبان … بيان قبائل سيبان تعاطى مع حادثة اغتيال العميد الركن عمر سالم بارشيد بكثير من المسؤولية التاريخية ، ويبدو بأن لقبائل سيبان من خلال بيانها محفزاً ما به امتلكت القدرة على إصدار بيان يحتمل استفراداً بتحمل الأعباء من هكذا إصدار ، وأن احتمل البيان وعوداً مفرطة في أجزاء منه غير أن الأهم هو ما سيلي البيان في التوقيتات الزمنية المفروضة والمفترضة من خلاله ، وأن كانت قبائل سيبان ستنفذ ما وعدت به من حشد عشرة ألف منها لمساندة قوى الأمن اليمنية لحفظ أمن واستقرار حضرموت فتبقى الجدارة في كيفية التنفيذ وهل ستنجح الكلمات لتنزل إلى أرض الواقع الحضرمي أم أنها ستكون حبر على ورق .. رخيص … ليس من المهم أن يحتوي البيان على كتل كبيرة من الوعود بقدر ما يجب على أن يحتوي على قدر أكبر من إرادة التنفيذ ، وليس من المهم أن تكون سيبان ورجالها هم المعنيين المتفردين بالقرار بل كل حضرمي في موقعه مسئول عن هذا ، والسبب أن مقتل بارشيد ليس هو الأول ولن يكون الأخير فالهدف نحن ندركه تماماً لذا فأن العناية ببيان سيبان يأتي من جوانب حضرموت كلها ، وسيبان هي جزء من حضرموت وقد تداعت سيبان وعليه فعلى الكل أن يتداعى مستشعراً أنه ليس مناصراً لغير حضرموت كلها … شيء من .. نخوة أصدرت قبائل سيبان بياناً ….. غابت النصرة للبيان ، السؤال لماذا ..؟؟ ، أين هي القبائل الأخرى في حضرموت ..؟؟ ، أين مكونات المجتمع المدني ..؟؟ أين الحراك وعصبة القوى الحضرمية والمجلس الأهلي وملتقى حضرموت للأمن والاستقرار ؟؟ ، أين غابت كل المكونات والتكتلات الحضرمية من بيان سيبان ..؟؟ ، لا نريد أن نأتي بالأعذار ونقول بأن هنالك تنسيقات داخلية تدور خلف الكواليس ، فهذه مبررات واهنة ليست جديرة بالطرح والاعتبار بها ، الجدارة أن تتحمل حضرموت كلها مسؤوليتها وأن تصدر بيانات التأييد فالتداعي للنصرة بيقين هو بداية الانتصار للذات الحضرمية ، وما دون ذلك هو الهراء .. نعم والله الهراء … لقد تجنبت حضرموت كثير من أزماتها الأمنية نتيجة أن حضرموت ارتبطت بذاتها بخلق الأمن والاستقرار في المجتمع بانضباط عموم الحضارمة ، والآن حضرموت مخترقة من الناحية الأمنية ، تجارة المخدرات مزدهرة ، تعاطي القات تفشى ، السرقة تطال كل بيت ومحل ، الرشوة في كل مكان ، السلاح في كل يد ، كل القيم في أدنى ما تكون ، حالة حضرموت اليوم غير مسبوقة في تاريخها القديم والجديد ، هي فرصة مواتية وأن كانت ضعيفة غير أنها فرصة متى ما تمسكنا بها ستثمر تحولاً ما حتى أن كان هامشياً غير أنه تحول من الممكن استثماره لاحقاً … التخاذل .. هو الهزيمة التي صنعت واقعنا الحضرمي هذا ما كان في 1967م ، وهذا ما تكرر كثيراً عندما نضيق على أنفسنا أفق الانتماء إلى الوطن ، ليس منا اليوم من عليه أن يتخاذل علينا أن نضع أنفسنا جنوداً ليس من أجل قبائل سيبان وبيانها بل من أجل حضرموت ومستقبلها ، العنوان هو حضرموت وآليات التنفيذ تقدرها المرحلة ورجالات حضرموت ، لم تخلو حضرموت يوماً من الأبطال ، ولم تخلو حضرموت يوماً من الأعمال العظيمة الفريدة ، علينا فقط أن ننظر إلى حضرموت ككيان جامع عزيز حر كريم وسننجز له ما يستحق … ألا اللهم أني قد بلغت ألا اللهم أني قد بلغت ألا اللهم أني قد بلغت