فاجأ الشيخ القبلي " صادق الأحمر" الجميع بتصريحاته الرنانة الطنانة وتوعده لمن لا ينصاع إلى بيت الطاعة "بالسيف" أي باستخدام القوة .. ومثل هذه التوهمات ليس بجديدة على شخص مثل "صادق الأحمر" الذي قال ذات يوم " أنه على استعداد تام لقطع لسان كل من سيفكر – مجرد تفكير فقط – بفصل الجنوب ".. وبين التلويح بأستخدام "سيف القوة" و"قطع الألسنة" جدلية العقلية المتخلفة والمتحجرة وهمجية التفكير السطحي البليد الذي يصب الزيت على النار , ويزيد الأمور تفاقماً واحتقاناً واشتعالاً , ويباعد بين مسافات التقارب والعودة إلى جادة الصواب.. ربما أن الشيخ القبلي "الأحمر" الذي خطب أمام حشد من الموالين له من القبليين يعتقد أن السواد الأعظم من الشعب سوف يهلل له كما يفعل "رهطه " , متناسياً أو متغابياً بأن شعب "كشعبنا " المتحضر المتطلع للعصرنة والحداثة ينبذه وينبذ عقلية الهيمنة وفرض القوة والتفكير المتخلف الذي لا يؤمن بالحوار وقبول الآخر واحترام إرادتهم .. ربما يدرك "صادق" – جيداً – بأنه أصبح محل تنذر وسخرية من كل الذين يوصمهم بالخروج عن طاعته ورغباته , وهم – طبعاً – ليس خوارج ولا متمردين بل أصحاب حق ومطالب ومظالم يسعون إلى أن يطرحونها على طاولة التفاهمات لصياغة المستقبل الجديد القادم .. لكن عقلية "السيف" و"قطع اللسان" هي التي ستقلب هذه الطاولة رأساً على عقب وستجعل الآخرين "يتقعقعوا" عند خياراتهم وقناعاتهم بأن العيش في كنف هذا التفكير الجاهلي السقيم "صعب" ومحال.. الغريب في الأمر أن الشيخ القبلي "الأحمر" الذي لا يتورع أن يوزع اتهاماته وتهديداته هنا وهناك خاصة على أبناء الجنوب غير مدرك أن هناك أجندات جديدة ولجاناً تشتغل و"تحترق" لتجمع جميع القوى سلطة ومعارضة , وربما لا يخطر في باله أن تصريحاته هذه قد أثارت موجه من الغضب والاستهجان لا حدود لها..لكن الأغرب هي "قطعياته" كأن يقول مثلاً لصحيفة " الخليج " الأماراتية بأن النظام الفيدرالي كحل لقضية الجنوب أمر مرفوض بصورة "تامه ومطلقة" ومن طرائف ما قيل عن الشيخ القبلي "صادق الأحمر" إنه وجه له – ذات يوم – تساؤلاً عن رأيه في كيفية الحل الممكن لقضية الجنوب فقال : " سهل با نحل الأمور حبة حبة " ولكن "لا فيدرالية" ولا "أم الجن" وأصحاب البيض هؤلاء يحلموا والله لانقطع لسانه من يسعى إلى التفرقة. " حيابكم..