بقلم: متعب بازياد الشعب الكردي من اعرق شعوب المنطقة ويتميز بالحيوية والحركة وقوة الشكيمة, منهم القائد الكبير في التاريخ (العربي) صلاح الدين الأيوبي محرر بيت المقدس في القرن الثاني عشر الميلادي من أيدي الصليبيين ,يعيش الشعب الكردي في منطقة التقاء الحدود (العراقية -الايرانية -السورية -التركية )…ولدى جميع الاكراد تطلع كبير لدور إقليمي للمنطقة التي يحلمون ببناء دولة كردية فيها … لكن البرجماتية التي يتحلى بها ساسة الاكراد وعلى مدى صراعهم مع الدول التي يعيشون فيها حددت رؤيتهم في التعامل مع كل دولة بشكل يلائم الظروف المحيطة …وان كان العنف هو سيد الموقف في الفترة الماضية إلا أنهم مؤخراً تمكنوا من بناء نوعاً من الحكم الذاتي في شمال العراق (كردستان العراق) وحققوا تقدم في تركيا في مجال اللغة والثقافة والتعليم ولهم احزاب سياسية كردية في البرلمان التركي ..بينما في شمال إيران لم تساعدهم الظروف الجغرافية والسياسية لتبلور مشروع مشابه لإخوانهم في المنطقة او مستقل عنهم …في سوريا تناضل الحركات الكردية من اجل نيل حقوق المواطنة في ظل حكم البعث الذي حرم كثير منهم مجرد الجنسية السورية خوفا من ازدياد عديدهم واستفحال مطالبهم السياسية ونزعاتهم الانفصالية ..إلا ان نظام الأسد قد وظف الأكراد في صراعه مع الاتراك أبان الحرب الباردة ..كما عاد مؤخرا لدعم حزب العمال الكردستاني(عبدالله أوجلان) بعد تحول السياسة الخارجية التركية تجاه الثورة السورية ضد حكم الأسد الابن. الجامعة العربية مابرحت تدعو المعارضة السورية لتوحيد صفوفها وتقديم بديلا مقبولا لحكم سوريا بعد الأسد ..وهذا مطلب عربي ملح لانجاز تقدم في مسار تنحية الأسد ونقل السلطة في سوريا الذي بات خياراَ إقليميا ودوليا بعد أن كان خيارا شعبيا فقط. والاكراد السوريين وجدوا أنفسهم معنيون بالوحدة أكثر من غيرهم ووجدوا في دعوة مسعود برزاني رئيس إقليم كردستان العراق ضالتهم لتوحيد رؤية الكرد السوريين من ثورة شعب سوريا الذي هم جزأً منه.فالمؤتمر الكردي للاكراد السوريين التئم في اربيل اليوم برعاية برزاني لبحث توحيد موقف الاكراد لتعظيم دورهم في الثورة السورية لإسقاط نظام الأسد وهذا لايعني التنازل عن أي مطالب خاصة بالكرد في سوريا – جهوية وثقافية أو حتى سياسية – غير أنهم وجدوا من المسئولية الأخلاقية والسياسية المشاركة الايجابية في صناعة مستقبل سوريا متسلحين بعدالة قضيتهم التي لايخافون عليها من أي طرف أكثر من خوفهم عليها من تفرقهم واختلافهم حولها هم لا غيرهم . البرجماتية السياسية الكردية حققت اختراقا كبيرا في السياسة العراقية أيضا فالكرد العراقيين (الانفصاليين ) طالباني وبرزاني باتوا رمانة الميزان في معادلة الحكم في بغداد مع تنازع العرب(سنة وشيعة), ولهم حق إدارة شؤون إقليم كردستان لوحدهم محققين نموا كبيرا في تنمية الإقليم الغني بالنفط .هذا النفس السياسي المنفتح على العالم الخارجي بواقعية سياسية , يتوج( الانفصالي) الكردي جلال طالباني رئيساً للقمة العربية القادمة في بغداد أواخر مارس القادم وعلى ملوك ورؤساء العربان ان يستعدوا بالمترجمين إذا رغب طالباني في مخاطبة القمة باللغة الكردية ,لان الدستور العراقي يعتمدها لغة رسمية إلى جانب اللغة العربية.