دعت أهل الخير لدعم دورها في هذا العمل الخيري الفاضل مؤسسة وداد لإصلاح ذات البين بحضرموت : نموذج لتقارب القلوب وإشاعة المحبة وإطفاء سعير الخلافات والنزاعات العطاس : نهدف إلى تحقيق الألفة والتقارب وزيادة الترابط العائلي لتنشئة الأولاد نشأة صالحة ونبحث في أسباب الخلافات الزوجية والعائلية، واقتراح الحلول الملائمة لها
اهتم الإسلام بإصلاح ذات البين؛ حفاظاً على وحدة المسلمين وسلامة قلوبهم, واعتبر الإصلاحَ من أعظم وأجل الطاعات وأفضل الصدقات، وادخر الله للمصلح الأجر العظيم والثواب الجزيل إذا ابتغى بإصلاحه وجه الله تعالى. فعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ»؟ قَالُوا: بَلَى قَالَ: «صَلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ؛ فَإِنَّ فَسَادَ ذَاتِ الْبَيْنِ هِيَ الْحَالِقَةُ». وفي رواية أَنَّهُ قَالَ: «هِيَ الْحَالِقَةُ، لاَ أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعْرَ وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ وكم في مجتمعات المسلمين اليوم من الخلافات والمنازعات التي تحتاج إلى رجالٍ ذوي رأي سديد يحلون محكَمها، ويطفئون سعيرَ لظاها وكم من خلافات زوجية أحالت بيوت المسلمين إلى جحيم لا يطاق، يحترق بسعيره الأولاد الذين هم عُدة المستقبل وأمل الأمة خلافات أحالت الصلةَ إلى قطيعة، والمحبة إلى بغضاءَ وضغينة، والألفةَ إلى فُرقةٍ، والتوقيرَ والتقدير إلى ازدراء. وفي حضرموت تداعى عدد من أهل الخير ومحبي الإصلاح لإنشاء مؤسسة متخصصة في مجال إصلاح ذات البين فكانت مؤسسة وداد لإصلاح ذات البين التي شقت طريقها منذ إنشائها لتقارب القلوب وإنهاء المخاصمات إلى جانب دورها في تفريج كرب الكثير من المواطنين في حضرموت ، إلى جانب دورها في رفع الوعي وإيجاد الوسائل والأساليب التي تحول دون وقوع الخلافات الأسرية أو التقليل منها ، ودعوة المتخاصمين إلى الحوار والتفاهم قبل الخلاف ، بما يهدف إلى إشاعة ثقافة إصلاح ذات البين والشفاعة الحسنة ونشر ثقافتهما في المجتمع. في مقرها على الضفة الشرقية بخور المكلا تبدو مؤسسة وداد لإصلاح ذات البين شامخة وداعية المتخاصمين إلى زيارتها لتقريب وجهات النظر ولم الشمل من جديد والحفاظ على الأسرة والأطفال من الضياع والتشتت ،مجمل النشاطات والأهداف والرؤية والرسالة والطموحات لمؤسسة وداد نستعرضها معكم في حوار يحمل في طياته الكثير مع الأخ مصطفى عبدالله العطاس المدير التنفيذي لمؤسسة وداد لإصلاح ذات البين فإلى التفاصيل..
فكرة النشأة بداية نشكركم أخي مجدي على هذه الزيارة لتوضيح أبرز نشاطات وأهداف مؤسسة وداد لإصلاح ذات البين ونود أن نشير إلى أن المؤسسة أنشأت في أواخر العام 2010م من قبل رجل الخير الشيخ سالم عبدالله باجابر رئيس المؤسسة آنذاك الذي طرح علينا فكرة إنشاء مؤسسة تختص بالإصلاح ذات البين وتم اختيار مصطفى العطاس مديراً تنفيذيا للمؤسسة والذي بدوره تواصل مع شخصيات معروفة في المجتمع الحضرمي أمثال محمد مصطفى الحامد وأحمد سعيد غانم ونواف بازغيفان وهاني أحمد باجابر وصالح أحمد المرشدي ، وتم التوافق على إنشاء المؤسسة وتجهيز الترخيص الخاص بها عبر مكتب وزارة الشئون الاجتماعية والعمل ، وعقد بعد ذلك الاجتماع التأسيسي لمجلس الأمناء للمؤسسة بحضور الشيخ المهندس عبدالله أحمد بقشان وسالم صالح بن عبدالحق ومحسن المحضار ودرويش سويد والسيد عبدالله البيتي ويسلم باعقبه. نجاح متعثر ، وعودة فاعلة بعد كل هذه الجهود التي بذلت لم يكتب لها النجاح وتعثر نشاط المؤسسة لعدم انتظام الدعم رغم مابذلته في حل قرابة 12 قضية حتى مايو 2011م .. ثم استمر نشاطها بعد ذلك 3 اشهر حتى توقف تماماً ، وانقطعت المؤسسة مايقارب سنة و3 أشهر ، ومن ثم تم الجلوس مرة أخرى مع الشيخ عبدالله أحمد بقشان بحضور بعض المؤسسين ووافق على اعتماد 2 مليون ريال يمني وإعادة نشاط المؤسسة منذ ديسمبر 2012م ، وتم اختيارنا مديراً تنفيذياً للمؤسسة وافتتح من جديد مكتب المؤسسة في خور المكلا.
أكثر من 30 قضية واستشارات متنوعة يواصل المدير التنفيذي لمؤسسة وداد لإصلاح ذات البين الأخ مصطفى العطاس قائلاً : أن المؤسسة تساهم منذ افتتاحها في حل الكثير من المشكلات حيث ساهمت المؤسسة في حل 20 قضية فيما تسعى في حل 10 قضايا ، إلى جانب دور المؤسسة استشارات كثيرة تقوم بها المؤسسة بين المتخاصمين حيث يتم كل ذلك مجاناً والمؤسسة في بداية عملها كانت تقدم مبالغ للتوفيق بين المتخاصمين في المشكلات التي ليست بالكبيرة حيث قدمت المؤسسة حوالي 300 ألف ريال في هذا الجانب ، ويتم توزيع مبالغ بين 20 إلى 50 ألف لإصلاح بعض تلك المشاكل ، بعد أن تأكدت من حقيقة الخلاف في بعض الأسر من عقال الحارات وأئمة المساجد . قضايا مختلفة وشائكة منذ إعادة نشاطها والمؤسسة تعمل في عدة قضايا فيما يخص إصلاح ذات البين، ومن أبرز القضايا التي قامت المؤسسة بدور كبير في حلها .. 1) هناك شخص عليه دين بمبلغ 500 الف ريال يمني ولم يستطع أن يسدد ماتبقى من المبلغ المقرر أن يدفعه والبالغ مليون ريال فتدخلت مؤسسة وداد لإصلاح ذات البين بسداد ماتبقى وتم الاتفاق على دفع المبلغ على أن يعطى الشخص مدة 3 أشهر مهلة ، وبحمدالله تم الإفراج عنه وبعد 3 أشهر قام بسداد ماعليه من مبالغ ، وبهذا استطاعت المؤسسة أن تقدم خدمة وتفرح أهل هذا الرجل . 2) القضية الثانية زوج كان هناك مصمماً على رفض طلاق زوجته مع أن أهل الزوجة عرضوا عليه إرجاع المهر مع العلم أن التنافر بينهما كان واضحاً وتأكدت المؤسسة أن الطرفين لايريد أحدهما الآخر ، وفي هذا الشأن أقنعت المؤسسة الزوج بترك الزوجة خاصة أنه لايريدها فاقتنع الزوج ، واشترطت له إرجاع المهر على أن يسلم صك الطلاق. 3) ثمة قضية أخرى جاءت إلى محكمة الاستئناف حيث كانت أم لم تر ابنها قرابة 7 سنوات والأب ممتنع والأم متعطشة وتم الاتفاق على رؤية الأم لابنها ولاتبلغ أنها أمه ثم تم للطفل بيان أن تلك أمه رغم أن المحكمة أخذت في حل هذه المشكلة سنوات ولم تحل .
زيارات للسجون وتفريج كربة نفذت المؤسسة زيارات للسجن المركزي قبل شهرين بالتنسيق مع مدير الأمن بحضرموت العميد فهمي حاج محروس ، ومن المؤسف أننا رأينا أوضاعاً صعبة من ناحية الإمكانيات ، واعتمدت المؤسسة مشروع لتحلية مياه الشرب بكلفة 400 الف ريال بدعم من مؤسسة العون للتنمية ، كما أن المؤسسة تسعى بالتعاون مع مؤسسة العون لفك كربة مساجين عليهم ديون لاتتعلق بقضايا جنائية وسيتم الإفراج بإذن الله خلال شهر رمضان . دورات تأهيلية المؤسسة نظمت دورة تدريبية في مجال فن الحوار وحل المشكلات في فبراير 2013م استهدفت عقال الحارات وبعض المصلحين بمشاركة أربعين متدرب في دورة درب فيها المدرب الدولي أرسلان الوزير ، وتم في ختام الدورة توزيع شهادات تقديرية للمشاركين وتحقيق أهداف المؤسسة لإعادة البسمة للناس من خلال الحوار وإصلاح ذات البين ، حاثا الحاضرين على أن يكونوا سفراء للمؤسسة في مناطقهم بما يحقق أهداف المؤسسة الخيرية .
رؤية وصعوبات المؤسسة حقيقة تقدم خدمات جليلة لإصلاح ذات البين ، وافتتحت مكتب خاص بالنساء ، تداوم فيه امرأة لحل ومعالجة قضايا النساء الخاصة ، لذلك نحث أهل الخير والإحسان والتجار في حضرموت وغيرها لدعم جهود المؤسسة كونها الوحيدة العاملة في مجال إصلاح ذات البين لما لهذا العمل الخيري من فوائد في لم الشمل والتوفيق بين المتخاصمين . رسالة ورؤية وهدف وضمن رسالتنا في مؤسسة وداد لإصلاح ذات البين نسعى لتحقيق السعادة الأسرية من خلال خدماتنا الإرشادية المتميزة لجميع أفراد الأسرة ونشر مفاهيم الثقافة الأسرية المستمدة من أحكام الشريعة الإسلامية برفقة كوادر مؤهلة تلتزم بالحفاظ على السرية. كما أن رؤيتنا تهدف إلى الريادة والتميز في التوجيه والإرشاد وفق المنهج الإسلامي لغرس الألفة والتوافق والتكاتف بين أفراد الأسرة لمواجهة تحديات العصر ومشكلاته.. ولاشك أن لدى المؤسسة العديد من الأهداف حيث تسعى مؤسسة وداد لتحقيق عدة أهداف وهي تأهيل الشباب والفتيات لمرحلة ما قبل الزواج وبعده توعية المقبلين على الزوج بالحقوق والواجبات الأسرية نشر مفاهيم الثقافة الأسرية الصحيحة في ضوء تعاليم وأحكام الشريعة الإسلامية تحقيق الألفة والتقارب بين الأزواج زيادة الترابط العائلي تهيئة الجو الأسري السليم لتنشئة الأولاد نشأة اجتماعية صالحة بحث أسباب الخلافات والمنازعات الزوجية والعائلية، واقتراح الحلول الملائمة لها وتحقيق الطلاق الآمن الذي يضمن لكل فرد حقوقه..