في أول زيارة لوفد رسمي يمني رفيع للجالية اليمنية بمدينة مانشستر البريطانية منذ ما يزيد عن عشرين عاماً، دعا الدكتور صالح سميع أبناء الجالية إلى وحدة الصف، ونزع التعصب، وأن يكونوا سفراء حب ووئام لليمن، فيما أعرب نائب حزب العمال البريطاني إعجابه باحتفاظ أبناء الجالية بتراثهم، في الوقت الذي شدد رئيس الجالية على أهمية حفاظ المغتربين على هويتهم الوطنية. جاء ذلك في الحفل الترحيبي الذي أقامته الجالية اليمنية بمانشستر برعاية رئيسها محمد علي قاسم النمري، لوزير المغتربين، والوفد المرافق له، والتي بدأها يوم الخميس، في إطار جولته التفقدية للجاليات اليمنية في المملكة المتحدة. وشارك في الحفل نائب حزب العمال لمديرية "سالفورد منشستر" بمجلس النواب البريطاني، والسيد لانكشر، الأمين العام للمجلس المحلي، والسيدة جولي بلاجدن مديرة فريق رابطة الجوار بسالفورد. وفي الحفل تم إلقاء عدد من الكلمات والقصائد الشعرية، استهلها السيد محمد علي قاسم النميري- رئيس الجالية- بكلمة رحب في مطلعها بالوفدين اليمني والبريطاني، ثم ناقش عدد من القضايا أبرزها الحفاظ على الهوية الثقافية للمغترب اليمني، مؤكدا أهميه التواصل بين المغترب وبلاده لما لذلك من اثر بالغ في تعزيز ونقل الثقافة الأم والعادات للجيل الناشىء. من جانب آخر ألقى النائب أيان استورت كلمة الوفد البريطاني، مرحباً خلالها بالوفد اليمني والضيوف. وأشاد النائب أثناء كلمته بالدور الذي لعبته وتلعبه الجالية اليمنية برئاسة النميري في أوساطهم كمجتمع إنجليزي مليء بالثقافات والجنسيات الأخرى، معرباً عن مدى اعتزازه بالمغترب اليمني الذي لا يزال محافظا على تراثه وثقافته في زمن مليء بالتغيير والتجديد. ثم ختم النائب كلمته بالشكر لأبناء الجالية، ولرئيسهم لدورهم الفاعل في المنطقة، متمنيآ طيب الإقامة لمعالي وزير المغتربين والوفد اليمني المرافق. كما ألقى معالي الدكتور صالح سميع وزير المغتربين كلمته، نقل في مقدمتها تحية القائد الوحدوي علي عبد الله صالح لأبناء الجالية، وللمهاجر اليمني عموما، ثم رحب بالوفد البريطاني المشارك وبالحضور الكرام. تطرق الدكتور سميع في كلمته إلى عدد من القضايا التي تهم المغترب اليمني كجزء حيوي في بناء مسيرة الوطن الحبيب، كان أهمها (الإرهاب) وما تعانيه شعوب العالم بسبب قصر الفهم والإدراك لمبادئ الدين الحنيف، موجها خطابه للوفد البريطاني قائلا: "إننا في اليمن نشارككم الهم ذاته في القضاء على هذه الآفة والفئات المارقة"، مؤكداً "إن الإرهاب لا دين له ولا وطن". ودعا أبناء الجالية لوحدة الصف ونزع كافة أنواع التعصب ليكونوا سفراء حب ووئام لليمن ناقلين بذلك صورة طيبة عن اليمن والإنسان اليمني وحضارته. وبعد أن استمع معالي الوزير لاستفسارات أبناء الجالية اليمنية بمانشستر، وناقش معهم همومهم وتطلعاتهم. و ختم الوزير لقائه بالتعبير عن سروره البالغ لزيارة الجالية اليمنية وإعجابه لما رآه، معتبرا إياها- الجالية اليمنية في منشستر- إحدى أولى انجح الجاليات في المملكة المتحدة، مؤكدا انه سيقدم كل الدعم لها ولأبنائها الذين لطالما عانوا كثيرا ليتواصل بذلك عطاء جاليتنا ولتكن رمزاً لنجاح المغترب اليمني. كما قام الدكتور سميع بتكريم ابرز الناشطين في خدمة الجالية من أبنائها وغيرهم- كان أبرزهم السيدة جولي بلاجدن، مديرة فريق رابطة الجوار في سالفورد- مانشستر. يذكر إن الجالية اليمنية في مانشستر عانت عقوداً من الانقطاع، والانقسام، والتفكك في أوساطها لسبب ما أو لآخر، غير إن العامين المنصرمين شهدا الميلاد الحقيقي لأول جالية يمنيه ناجحة في مانشستر يرأسها السيد/ محمد علي قاسم النميري الذي تمكن بجهده الدائب وجهود الشباب الواعي من لم الشتات وتقريب وجهات النظر والأفكار ليشكل بذلك جالية يمينه واحده فاعله جمعت كل المغتربين اليمنيين هناك بعد أن عانى المغترب اليمني بمانشستر فترة من الانقسام والتذبذب بين جالية وأخرى.