يتوجه الدكتور صالح سميع – وزير شئون المغتربين- غداً السبت إلى المملكة المتحدة ضمن جولة أوروبية تستغرق أسبوعين تقريباً، وتشمل إلى جانب بريطانيا كلاً من فرنسا وألمانيا، ترافقه فيها الوكيل المساعد بالوزارة. وفي تصريح خاص ل"نبأ نيوز"، كشف الدكتور سميع أن زيارته إلى بريطانيا تأتي "لوجود نزاع حول مكتب الجالية اليمنية في بريطانيا"، مشيراً إلى أن هذا النزاع قائم بين "الأطراف الذين اشتركوا في بناء مكتب الجالية، وهي أطراف متعددة"، وأنه سيتم جمع الأطراف المختلفة، والتحاور معها، والسعي للتوفيق بينها. وفيما تحفظ وزير المغتربين على كشف فحوى النزاع الدائر، أكدت مصادر خاصة ل"نبأ نيوز" في برمنجهام: أن النزاع يدور على مبنى القنصلية في برمنجهام التي كانت تابعة لما كان يعرف ب(اليمن الجنوبي)، والذي تحول إلى "مقيل لتخزين القات" بعد قيام مجموعة- كلها من أبناء المحافظات الجنوبية- بالاستيلاء على المبنى في ظل وقوف الخارجية اليمنية متفرجاً دون حسم مصير المبنى رغم كل الخلافات المثارة حوله. وأوضحت المصادر: أن المبنى بعد إعلان الوحدة اليمنية بقي شاغراً، ورهن الاجتهادات الشخصية دون أي تدخل من السفارة آنذاك، وأصبح كل يدعي الأحقية في استخدامه، في الوقت الذي فقدت الهيئة الإدارية للجالية اليمنية في مدينة برمنجهام صفتها الرسمية بسبب عدم إجراء انتخابات لها منذ أكثر من 13 سنة. وأضافت: ولأن الهيئة الإدارية ليست رسمية قامت كل مجموعة من أبناء الجالية بتأسيس جميعة "على هواهم" والادعاء بأنها تقوم على خدمة أبناء الجالية، في الوقت الذي كانوا يجنون من وراء ذلك أموالاً طائلة من الجهات الداعمة للمنظمات الطوعية "الخيرية"، فقامت ما يسمى ب(جمعية المسنين اليمنيين) في "إسمول هيث" باستخدام القنصلية "لتخزين القات"، واحتكرتها لمجموعة كلهم من أبناء المحافظات الجنوبية، وهذا ما لم يرق للكثيرين حتى من أبناء المحافظات الجنوبية، الأمر الذي أجج المشاكل. وقالت المصادر: أن الأستاذ منصور غالب- رئيس الهيئة الإدارية "اللا شرعية"- تدخل على إثر تلك المشاكل من اجل تهدئة الأوضاع بفضل ما يتمتع به من شعبية كبيرة في أوساط اليمنيين في بريطانيا، وأحال كلمة الفصل للسفارة اليمنية، إلاّ أنها وقفت حائرة من أمرها في هذه القضية. وتابعت: أن منصور غالب طلب من أبناء الجالية اليمنية تجديد عضويتهم، واجراء انتخابات للجالية اليمنية في هذه المدينة التي يوجد فيها معظم المغتربين اليمنيين في بريطانيا حيث يقدرون ب 15000 يمني.. وفعلا تم ذلك وتقرر يوم (3 يونيو/حزيران) الماضي يوم للانتخابات، وحضر القنصل العام للسفارة اليمنية، ولكن اليمنيين والعشوائية المعروفة عند البعض طالبوا بتأجيلها لحين يتم تجديد كل الأعضاء لعضويتهم، وهددوا بالاحتكام للعنف؟! وهو الأمر الذي حسم الخلاف لصالح تأجيل الانتخابات حتى شهر سبتمبر/ أيلول المقبل. ونوهت المصادر إلى أن الدكتور أبو بكر القربي- وزير الخارجية- وخلال زيارته لمدينة برمنجهام عام 2004م اقترح بيع القنصلية والاستفادة من المبلغ لصالح السفارة، ولكن اقتراحه واجه معارضة شديدة، رغم أن الدكتور مطهر السعيدي- سفير اليمن السابق- أوعز لأبناء الجالية بدعم مشروع وزير الخارجية. وتعتقد المصادر أن تقاطع المصالح والاختصاصات بين وزارة الخارجية ووزارة شئون المغتربين، قد يشكل عائقاً كبيراً أمام الدكتور صالح سميع في حسم الخلاف، كون المبنى يعود لوزارة الخارجية وليس للمغتربين، الأمر الذي رجحت إخفاق مساعي الوزير، في نفس الوقت الذي أكدت رغبة الكثير من أبناء الجالية في التعاون معه. على صعيد آخر، قال وزير المغتربين أن حل مشكلة مكتب الجالية ليست هي المهمة الوحيدة التي يقصدها، بل أن أجندة الزيارة تشمل عقد لقاءات مع أبناء الجالية اليمنية في المملكة المتحدة، وتفقد أحوالهم، والترويج للاستثمار في اليمن، علاوة على تفقد المؤسسات التعليمية اليمنية هناك في إطار توجيهات رئاسية لإعطاء موضوع تعليم أبناء الجالية أولوية ضمن قضايا المغتربين التي يجري بحثها. السيدة أنيسة غانم- مدير عام الشئون الثقافية والإعلامية بالوزارة- أخبرت "نبأ نيوز": أنه توجد في بريطانيا (21) مدرسة، أسهم في تأسيسها أوائل المغتربين اليمنيين في وقت مبكر من القرن العشرين، موضحة أن تلك المدارس تتوزع في مناطق مختلفة من "برمنجهام، هالزوين، شيفلد، ليفربول، منشستر، كارديف،نيوبورت، ساوث شيلدز، ومدلزبره". هذا وتأتي زيارة وزير المغتربين إلى بريطانيا بالتزامن مع تحضيرات جارية لإقامة حفل تكريمي لأبناء الجالية تتبناه مجلة (صوت اليمن) التي يرأس تحريرها الزميل عبد العالم الشميري بمناسبة ذكرى تأسيسها الخامسة، وتشارك فيه شخصيات حكومية بريطانية ودبلوماسية يمنية رفيعة.