اثبتت ابحاث في علوم المحيطات ان الدلافين طورت آلية للتكيف مع محيطها في مواجهة معضلة البقاء مستيقظة لتتمكن من التنفس او الموت اثناء النوم، فيغفو نصف دماغها خلال النوم بينما يبقي النصف الآخر مستيقظا. ويوضح جون كيرشو، المسؤول عن الحيوانات في حديقة مارينلاند في انتيب علي الكوت دازور ان "التنفس لدي الدلفين عمل ارادي وليس لا اراديا كما هي الحال عند الانسان. في وسط المحيط، سيكون الغياب عن الوعي امرا قاتلا. فاذا توقف عن التنفس، سيموت". ولكي يتمكن من "النوم مع البقاء مستيقظا"، "يطفئ" الدلفين نصف دماغه بينما النصف الآخر يؤمن التحكم بالوظائف الحيوية وفي طليعتها التنفس. وخلال فترات النوم هذه، تصبح عملية تحول الاغذية (الايض) بطيئة ولا تعود الحيوانات من فصيل الحوت تتحرك. وهكذا عندما تكون الدلافين نائمة، يمكن رؤيتها عائمة علي سطح المياه مع عين مفتوحة وزعنفة خارج المياه. ثم تغير الجهة التي تنام عليها، فتصحو الجهة النائمة من الدماغ وتغفو الاخري، وتفتح العين المغمضة وتنام الاخري. ويمكن "للنصف الواعي من الدماغ" ان يؤمن بهذه الطريقة الوضع المثالي للجسم من اجل البقاء علي سطح المياه ما يسمح بالتنفس. وتأتي هذه الخلاصة مخالفة للنظريات المعتمدة حتي الآن حول تطور الثدييات التي تعتبر من الحيوانات التي تنام كثيرا بعد ولادتها مباشرة. ويتطلب الامر اشهرا عدة لكي يتبني صغير الدلفين نمط الحياة العادي للدلافين، اي النوم لمدة خمس الي ثماني ساعات يوميا وليصبح في امكان الام الدلفين ان تحصل علي اوقات من الراحة. كما تناول الباحثون موضوعا آخر يشكل لغزا هو: هل تحلم الدلافين؟. لم تنجح كل الدراسات تقريبا التي حصلت في المختبرات في اثبات وجود فترات نوم يطلق عليها صفة "حركة العين السريعة" وهي التي يتم ربطها اجمالا بالاحلام. الا ان هذا لا يعني بالضرورة ان الدلافين لا تحلم. وهذا الغياب لحركة العين السريعة لدي الدلافين والحيوانات من فصيل الحوت لا يزال يشكل معضلة بالنسبة الي الباحثين.