أكد فضيلة العلامة أبو بكر المشهور أن الدعوة الإسلامية هي تكاتف بين الدعاة والخطباء، وكل داعية يكمل الأخر وليس بديل عنه، منوهاً إلى ضرورة التعاون المشترك بين الدعاة حتى يتمكنوا من إقامة صرح إسلامي عالمي وإحداث لغة عالمية موحدة تؤثر على الآخر. جاء ذلك على هامش الدورة الفكرية الدعوية بشأن المساهمة في تجديد لغة الدعوة في المرحلة المعاصرة التي ينظمها دار المصطفى للدراسات الإسلامية بالتعاون مع مركز الإبداع الثقافي للدراسات وخدمة التراث فرع وادي حضرموت. وأوضح العلامة المشهور: أن معاناة الدعوة تختلف عن كل المعانات في الحياة لأنها ليس فقط بروز أمام الناس وشهرة وتحتاج إلى وعى، وعندما تصحح وظيفة الوعي الحامل لهذه المادة الغالية الرسالة الإسلامية، يمكن إيجاد الإنسان النموذج والقادر على مواكبة المرحلة والعصر والزمن. وقال: أن الدعوة الإسلامية ليست لأجل البناء الذاتي أو الفكري، وإنما لتقديم المنهج الإسلامي للشعوب الأخرى حتى تستقبله وتفهمه وتندرج فيه ويختلط بدمهم ولحمهم فيصير أحدهم على غاية التعلق بهذا المنهج بالوسائط والداعية هو أحد الوسائط، ملفتاً إلى أن من وسائط الداعية أسلوبه ومنهجه وهيئته والجهة التي يتكلم باسمها. وأضاف: "والدعوة لأجل تكون فتح رباني وخاصة في مدرسة مثل مدرسة حضرموت وغيرها من المدارس الإسلامية التي تعمل على نشر الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة أن يمنحك الله أساسين في الدعوة غزارة المادة العلمية القائمة على أصل الكتاب والسنة وما لحق بهما ووضع الشيء في موضعه من الذكاء وسرعة البديهة". وأشار فضيلة العلامة أبو بكر المشهور إلى إن دعوات كثيرة ومتعددة في هذا العصر تنتشر سواء بالسلاح، أو بالتنظيمات، أو السلطة والحكومات وهذه أساليب متعددة ونماذج موجودة، مستدركاً: "ولكن بقي نموذج واحد في العالم الذي استخدم أسلوب الحكمة والموعظة الحسنة مثل منهج أهل السنة (منهج الإمام أحمد ومنهج الإمام الشافعي ومنهج أبو حنيفة ومنهج الإمام مالك ) ومن دار في دائرتهم من الدعاة الذين يحملون هذه المنهجية المعروفة في العالم بمنهج أهل السنة والجماعة والتي انتشرت في العالم بأسلوب لغة الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة".