حضي النتاج الفني الإبداعي للمخرج اليمني حميد عقبي بشهرة عظيمة، تناولتها أقلام كتاب عرب وأجانب، وتصريحات نقاد ومحللين، فكان آخرها ما قاله الناقد السينمائي الفلسطيني الدكتور تيسير مشارقه.. من دراما القص إلى دراما الشعر في السينما رقصة البحر أجمل من البصريات المعمارية في فيلم "الرتاج المبهور" شاهدت الفيلمين اللذين أرسلهما لي الصديق المخرج اليماني حميد عقبي. والفيلمان هما: (الرتاج المبهور)* و(على قيد الحياة)*، وسررت من توظيف الشعر في البصريات المتحركة. بالنسبة لفيلم "الرتاج المبهور" فهو تحفة فنية بصرية وتشكيل لوني وفني رائع، ودخلنا من خلاله في تنويعات بصرية يمانية يحتاج إليها كل مستشرق وعروبي وراغب في التعرف على عمارة اليمن، لما في ذلك من بصمات الهوية والخصوصية اليمانية. أما فيلم (على قيد الحياة) فهو تجريبي آخر أذهلتنا فيه الراقصة على شاطئ البحر، بفنياتها الحركية وعبقرية التكوين بالجسد. إنه يرتقي بفنياته إلى مستوى جمالي عال. أعتقد أنني أحتاج لمشاهدة هذه الأفلام مرة أخرى بعيداً عن جو العائلة كي يتسنى لي كتابة شيء يليق. ولكن تجربة الفنان المخرج حميد عقبي جديرة بالانتباهة لوضع السينما الشعرية على محك ومسطبة التشريح من ناحية البنية والمضمون. السينما الشعرية احتلت مكاناً هاماً في الجدل والحوار في موقع جماعة السينما الفلسطينية ولم يتسنى لنا في حينه مشاهدة أفلام تندرج تحت هذا العنوان من التجريب.. نحن بحاجة لتدريب بصري على مشاهدة الأفلام التجريبية وبخاصة تلك التشكيلية والشعرية. وبقي أن أذكر، تلك المسحة الحزينة التي سادت فيلم (الرتاج) المبهور تلك الوتيرة الحزنية أضفت بعداً تشاؤمياً في ظل أجواء يمانية هائلة في المشهدية والتنويعية البصرية أي "السينما الشعرية". هوامش * فيلم "الرتاج المبهور" الذي تم انتاجه في يناير2006، هو معالجة سينمائية لقصيدة الرتاج المبهور للشاعر الكويتي عبد العزيز سعود البابطين، ومدة الفيلم 34 دقيقة، وتم تصويره بعدة مدن يمنية. * العنوان الأصلي للفيلم "ستيل لايف"، وقد تم إنتاجه في يونيو 2005، وهي معالجة سينمائية لقصيدة حياة جامدة للشاعر العراقي سعدي يوسف، ومدة الفيلم 20 دقيقة – وتم تصويره بمنطقة النورماندي بفرنسا. * للمزيد من المعلومات يمكنكم زيارة مدونه المخرج http://films-hamid-oqabi.maktoobblog.com/