كشف تقرير أن ما يقارب (3.000) لاجيء صومالي وصلوا حديثاً إلى منطقة البساتين في عدن، ما زالوا يعيشون في العراء، ويفترشون الأرض، ويشربون ماءً ملوثاً، ويعانون أمراضاً مختلفة جراء عجز الهيئات الدولية التابعة للأمم المتحدة عن الإيفاء بالتزاماتها لليمن في توفير المعونات الاغاثية. وأوضح التقرير: أن آلاف الصوماليين الذين وصلوا إلى شواطئ اليمن خلال شهر أكتوبر/ تشرين الأول بحثوا عن المأوى في حي البساتين الفقير بمدينة عدن الساحلية، في حين تمكن البعض الآخر من الانضمام إلى مخيم الخرز للاجئين، الواقع على بعد 150 كلم من عدن، والذي تشرف عليه المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. ونقل التقرير عن محمد ديريا- كبير اللاجئين الصوماليين في البساتين- بأن المنطقة تأوي أكثر من 16,000 لاجئ صومالي، وبأن حوالي 3000 لاجئ ممن وصلوا حديثاً يسكنون في العراء بالقرب من الأكواخ التي تؤلف الحي. وأوضح ديريا: "إنهم يمكثون في العراء بدون خيام ولا أغطية، ويعيشون في ظروف قاسية ومعظمهم عاطلون عن العمل. كما أنهم لم يحصلوا على أية مساعدة من المؤسسات الخيرية"، حيث توجد الأرض التي ينام عليها الوافدون الجدد وسط أكوام من النفايات. وينام البعض منهم على صفائح من الكرتون بينما تنام الغالبية العظمى على الأرض. كما أنهم يشربون من بئر صغير يعود لمواطن من عدن، مياهه ليست نظيفة، كما أنهم عرضة للإصابة بالملاريا- طبقاً لما أدلى به لشبكة الأنباء الإنسانية. وأضاف: "إنهم لا يعرفون إلى أين يذهبون إذ لا يوجد لديهم أية معلومات عن المنطقة. وإذا مرض أحدهم وقدم إلى مكتبي، فإننا نأخذه إلى المركز الصحي الخاص بنا. لا نستطيع الذهاب إليه ولا نستطيع أن نفعل له أي شيء لمحدودية إمكاناتنا". وأوضح ديريا بأن الأسر حديثة الوصول تضطر للنوم في العراء لعدم قدرتها على دفع مبلغ 3,000 ريال يمني (15 دولار) في الشهر الذي يستوجبه إيجار غرفة صغيرة في الجوار، مضيفاً بأن الرجال هم في الغالب من ينامون في العراء لأن الأسر الصومالية الموجودة من قبل في الجوار تستضيف القادمين الجدد من النساء والأطفال. وأكد ديريا: أن العديد من الوافدين الجدد قدموا من مخيم خرز للاجئين على أمل الحصول على حياة أفضل. "ولكنهم وجدوا أنفسهم في وضع أسوأ بكثير مما كان يعيشون فيه من قبل". وكانت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أعربت في 16 أكتوبر/تشرين الأول عن قلقها حيال تزايد عدد زوارق التهريب التي تصل إلى السواحل اليمنية، إذ قالت الناطقة باسم المفوضية، جنيفر باغونيس، بأنه "تم تسجيل وصول أكثر من 38 زورقاً (أي ما يعادل 3 زوارق في اليوم) إلى ساحل اليمن خلال أول 13 يوماً من شهر أكتوبر/تشرين الأول. وكانت هذه الزوارق محملة بحوالي 3,800 شخصاً". وأضافت أن 38 شخصاً لقوا حتفهم في حين لا يزال 134 آخرين في عداد المفقودين. ووفقاً لبيان المفوضية، غادر الصوماليون ديارهم بسبب المواجهات المستمرة بين الحكومة الفدرالية الانتقالية وقوات المعارضة، أو بسبب النزاعات القبلية أو لعدم توفر وظائف. وقالت باغونيس بأن بعض اللاجئين عزوا مغادرتهم لديارهم إلى "الفيضانات والجفاف وإغلاق الطرقات التي تجعل التنقل صعباً للغاية". وفي شهر سبتمبر/أيلول، وصل إلى اليمن 59 زورقاً محملاً بحوالي 5,808 شخص، لقي 99 منهم حتفهم وبقي 141 في عداد المفقودين، كما أعلنت المفوضية. وخلال هذه السنة، عبر ما مجموعه 18,757 شخص خليج عدن بالزوارق، توفي منهم حوالي 404 في الطريق في حين يعتبر 393 في عداد المفقودين وفقاً للمفوضية.