حذر مسؤول يمني من أن التدفق المستمر للاجئين الأفارقة إلى اليمن يشكل ضغطاً على موارد البلاد، وأنه فاق قدرات اليمن على تحمل أعباء اللجوء. وذكر أحمد هايل- الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية: أن "التدفق المستمر سبب قلقاً للحكومة اليمنية. فعددهم الكبير فاق قدرة اليمن على التعامل معهم، لأنهم بحاجة إلى الكثير من الخدمات". وأشار هايل إلى أنه خلال الأسبوع الأول من أكتوبر الجاري قامت السلطات الأمنية بتسجيل (1,038) مهاجراً إفريقياً جديداً، بينهم (276) امرأة وثمانية أطفال، وتضمنت (66) إثيوبياً، والباقون من الصوماليين. كما لقي 90 شخصاً من اللاجئين حتفهم قبالة السواحل اليمنية خلال نفس الفترة، فيما احتجزت قوات خفر السواحل (10) قوارب تابعة للمهربين. من جهته، حسن حجي، القنصل الصومالي في مدينة عدن الساحلية، كشف عن غرق أكثر من (80) مهاجراً في خليج عدن يوم 8 أكتوبر، بعد أن ألقي بهم في عرض البحر على بعد 10 كيلومترات من السواحل اليمنية في واحدة من أسوأ الحوادث التي وقعت مؤخراً. وأضاف قائلاً: "فُقد أكثر من 80 شخصاً وأصبحوا الآن في عداد الأموات. وقد تم العثور على 38 جثة يوم 10 أكتوبر في منطقتين ساحليتين مختلفتين"، مشيراً إلى أن (60) راكباً فقط تمكنوا من الوصول إلى الشاطئ، حيث "كان على الركاب السباحة لمسافة طويلة ولم يستطع الكثير منهم القيام بذلك". وعزا حجي تزايد أعداد المهاجرين إلى هدوء البحر وحالة عدم الاستقرار والأمن التي يشهدها القرن الإفريقي. وقد وقع اليمن على اتفاقية الأممالمتحدة لعام 1951 الخاصة باللجوء واللاجئين وبروتوكول عام 1967 الملحق بها وبدأ باستقبال آلاف المهاجرين الأفارقة منذ عام 1991. وتقوم البلاد بمنح الصوماليين صفة اللجوء بشكل تلقائي بعد وصولهم، في حين يتعين على غيرهم من المهاجرين (ومعظمهم من الإثيوبيين والإرتريين) التقدم بطلب لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين للحصول على حق اللجوء. يقول خفر السواحل اليمنيون أنهم لا يستطيعون حراسة الخط الساحلي للبلاد الذي يصل إلى 2,500 كلم. ووفقاً لهايل، يعيش في اليمن حوالي 800,000 شخص من القرن الإفريقي معظمهم من الصومال. وقال مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن عدد اللاجئين الإفريقيين المسجلين في اليمن وصل إلى 113,000 لاجئ حتى نهاية عام 2007، معظمهم من الصومال. كما تفيد المفوضية أن حوالي 32,000 إفريقياً وصلوا إلى اليمن منذ بداية العام، لقي 230 منهم على الأقل حتفه خلال محاولة الوصول إلى الشواطئ في حين لا يزال 365 شخصاً في عداد المفقودين. وفي عام 2007، وصل 29,500 إفريقياً إلى اليمن، مات 1,400 منهم خلال محاولتهم عبور خليج عدن. وقال محمد ديريا، كبير الجالية الصومالية في عدن أنه منذ سبتمبر، وصل أكثر من 5,000 صومالي إلى منطقة البساتين التي تحتضن أكثر من 16,000 صومالي. وأضاف: أن "الناس جياع وليس لديهم مأوى" مضيفاً أنهم كانوا ينامون في العراء في مزرعة قريبة. وأوضح أن "عددهم كبير جداً لدرجة أنك لا تستطيع أن تجد مكاناً تطأ فيه قدميك" وأن "أوضاعهم بائسة حقاً"، منوهاً إلى أن معظم القادمين الجدد هم من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عاماً والباحثين عن مصدر دخل لإعالة أنفسهم. وقال ديريا أن بعضهم ترك مخيم الخرز الذي تديره مفوضية اللاجئين على بعد 150 كلم غرب عدن على أمل العثور على وظائف في عدن نفسها.