يقول المثل الأجنبي: Fool me once, shame on you, fool me twice shame on me ومعناه بالعربية: (تخدعني مرة عيب عليك، تخدعني مرتين عيب علي)، فهل راود هذا المثل ذهن صانع القرار اليمني عندما أعلن عن تخفيض قيمة أغلى إنترنت في العالم بنسبة لا تتعدى 30%!! لقد سمعنا من قبل سنوات بقرار (مجانية الإنترنت) في اليمن وها هم اليوم يعلنون عن تخفيض (أغلى إنترنت في العالم)، أليس في هذين الموضوعين تناقض لا يمكن تفسيره! هل الإنترنت (مجاني) أم هو (أغلى إنترنت في العالم)؟! فإذا كان صانع القرار قد خُدع مرة أفلا يدعوه هذا في التفكير ملياً قبل إعلان هذا التخفيض الهزيل؟! هل سأل وزير الاتصالات: هل يجعل هذا التخفيض اليمن ليست (أغلى إنترنت في العالم)؟! لا شك أنه قد استغل بشدة في هذا الإعلان، ولا شك أن وزارة الاتصالات قد وقفت حائرة أمام معضلة الإعلان عن تخفيض (هزيل) لا يرقى إلى تطلعات الناس فلم تجد حلاً (لتمريره) إلا أن تجعل الرئيس في واجهة القرار! نحن لا نطلب المستحيل، إن كل ما نطلبه هو إنترنت يتناسب مع إمكانيات الناس وقدراتهم، فإن كان ذلك مستحيلاً فارفعوا من إمكانيات الناس. إن محاربة الفساد دخلت في بلادنا منعطفاً جديداً يلزم كل كاتب وصحفي أن يتناول موضوعاً معيناً واضحاً بعيداً عن العموميات، فالحديث العام عن الفساد أصبح غير كافٍ، وعلى كل منا أن يقدم ما استطاع من معلومات وأن يفضح ما استطاع بالوثائق والقرائن والأدلة. فلنعمل معاً في كل المنابر الصحفية على محاربة الفساد بالتحديد والتوضيح والتبيين، لا بالتلميح، والتعريض. وفي الختام أقول: خدعونا بقولهم تخفيضُ أسواد للوجه أم تبييضُ يستغلون للفساد (علياً) أم علي.. أفي كلامي غموضُ؟ إن غول الفساد غول رهيب ليس يجدي في قهره الترويضُ ليس يجدي التلميح فيه بتاتاً يا علي كلا ولا التعريضُ ليس يجدي نثرٌ لفضح فساد ملأ الأرض شره أو قريضُ فلنا الله من رجال إذا ما وعدوا أخلفوا وكان النقيضُ في خيالي رأيت أن فساد ال نفس والمال هده التقويضُ وأفقت، فسامحوني جميعاً، فخيالي حتماً خيالٌ مريضُ