أكد الدكتور على محمد مجور- رئيس الوزراء- أثناء لقائه بممثل صندوق الأممالمتحدة للسكان السيد هانس أوبدين- إدراك الحكومة اليمنية للتحديات الراهنة التي تمثلها القضية السكانية بالنسبة لليمن، مؤكدا دعمه للمؤتمر الوطني الرابع للسياسة السكانية الذي من المقرر انعقاده في شهر ديسمبر المقبل، وضرورة أن ينتهي إلى برنامج عمل يمكن من التعاطي مع القضية السكانية على نحو فاعل، مشيرا إلى دعم الحكومة لما ستنتهي إليه أعمال هذا المؤتمر. من جانبه أكد السيد أوبدين على التأثير المباشر للوضع السكاني على التنمية وجهود اليمن الرامية إلى تحقيق نمو اقتصادي يمكنها من الانضمام إلى منظومة دول الجوار وفي مقدمتها مجلس التعاون الخليجي والشركاء الآخرين. وأشار إلى: أن عدد سكان اليمن المقدر حاليا بما يقرب من 22.3 مليون يصاحبه نمو سكاني عالي يقدر بحوالي 3 في المائة، ومن ثم فإن اليمن- إذا بقي الحال على ما هو عليه- سوف يتضاعف حجم السكان فيه خلال 23 سنة ليصل عدد السكان إلى 60 مليون نسمة بحلول عام 2050. وأضاف "أوبدين" بأن حجم القضية السكانية وعواقبها المحتملة على جوانب التنمية الاجتماعية والاقتصادية لليمن قد تم التأكيد عليها في الإستراتيجية الوطنية للسكان، غير أن هناك دلائل محدودة فيما يتعلق بربط هذه الزيادة السكانية السريعة في أعمال الحكومة وبرامجها على المستوى القطاعي، وأن إستراتيجية اليمن الحالية للتخفيف من الفقر تتعاطى مع المتغيرات السكانية كمكون منفرد عوضا عن تضمينها في عمليات التخطيط الأساسية، منوها إلى أن هناك إدراك واضح بأن التقليل من أهمية هذه القضية يؤثر بشدة على الجهود الرامية إلى التخفيف من الفقر في اليمن. يذكر أن صندوق الأممالمتحدة للسكان والبنك الدولي قد قام بتلبية طلب الحكومة اليمنية ممثلة في وزارة التخطيط والتعاون الدولي بتوفير تحليل دقيق لكيفية تعاطي الحكومة اليمنية مع نسبة النمو السكاني السريعة، وانتهي التقرير إلى أنه لا يوجد في الوقت الحال نمو اقتصادي كاف أو موارد حكومية في اليمن تمكن من الاستثمارات الكبيرة وإحداث تغييرات هيكلية طويلة الأمد، ومن ثم فهناك حاجة إلى إجراء تغييرات ملموسة في العوامل الاجتماعية الأساسية التي من شأنها أن تؤسس الظروف المناسبة لتخفيف نسبة الخصوبة وإبطاء نسبة النمو السكاني، وأوصي التقرير الحكومة اليمنية على التركيز على العناصر المباشرة التي من شأنها إبطاء نسبة النمو السكاني المرتفع حاليا من خلال تقديم خدمات الصحة الإنجابية المكثفة ذات الجودة العالية، وتوفير خدمات تنظيم الأسرة .