اعتصم صباح اليوم الثلاثاء أبناء مديرية دمت احتجاجاً على نقل فضيلة القاضي محمد محمد الديلمي – رئيس محكمة دمت الابتدائية، وتعيين قاضٍ آخر، مطالبين وزير العدل بإبقائه في منصبه، مذكرين بما عانته مديريتهم من "ويلات الظلم والتشطير في الماضي". وقرأ المعتصمون بياناً باسم كافة الشرائح الاجتماعية والانتماءات السياسية ومنظمات المجتمع المدني في المديرية، أعلنوا فيه استيائهم من القرار الذي قضى بتغيير رئيس محكمة دمت الابتدائية ، مؤكدين ولاءهم للوطن الكبير ولوحدته العظيمة وإيمانهم باستقلالية القضاء، واحترامهم لكل القرارات الصادرة عن السلطات القضائية العليا. وقالوا: أن اعتصامهم ما هو إلاّ تعبيراً عن حبهم وانحيازهم الكامل إلى جوار كل إنسان يجسد معاني العدل والنزاهة ونقاء اليد والترفع عن كل ما من شانه الإساءة إلى القضاء واستقلاليته، وهو ما لاحظوه في رئيس محكمة دمت القاضي محمد الديلمي- على حد قولهم- بعد أن حرموا من هكذا قضاة لفترة طويلة من الزمان. وقالوا: لقد أحسسنا بوجوده في دمت بهيبة القاضي ومكانة القضاء المبني على العدل والترفع والنزاهة والزهد وقوة الشخصية ولعل تلك الصفات كانت دافعاً لخروجنا وإعلان استيائنا من ذلك القرار خوفا فينا من أن لا نعوض بآخر مثله رغم أننا لا نعرف عن سلفه شيء حتى الآن، ولكن الماضي الذي عانينا منه هو ما يبعث الخوف في نفوسنا لأن قضايا الناس في دمت كثيرة وخاصة المتعلقة بالأراضي، ولان الكثير منها وجدت طريقها إلى الحل في فترة وجود القاضي الديلمي دون خسائر أو عناء كما هي عادة المحاكم في بلادنا. وذكر أبناء مديرية دمت العديد من مناقب القاضي الديلمي، معتبرين اعتصامهم هو بمثابة إنصاف بالكلمة الصادقة والاعتصام المعبر عن الحب والتقدير وعن نوازع الإنسان نحو العدل وهروبه من الظلم، خاصة وأن القاضي الديلمي لم يمض على وجوده سوى سبعة أشهر. وأشاروا إلى ما يتمتع به القاضي الديلمي من قدرة في التعامل مع قضايا الناس والفصل بين المتخاصمين بأسلوب يبعث في نفوسهم الطمأنينة، مؤكدين حقهم في أن يحظوا اليوم على الأقل بقاض منصف يضع الأمور في نصابها ويتجنب الظلم، آملين من الجهات المعنية التفهم والتعاون والعمل على بقاء القاضي الديلمي حرصاً على الصالح العام. ورفع المعتصمون رسالة موجهة إلى كلاً من القاضي عصام السماوي رئيس مجلس القضاء الأعلى، والدكتور غازي الأغبري وزير العدل قالوا فيها أنهم فوجئوا بقرار تعيين رئيسا جديدا لمحكمة دمت الابتدائية بدلا من القاضي الديلمي الذي اتسم بالنزاهة ونظافة اليد وعدالة الحكم ونصرته للمظلومين، وان القرار قد أثار استياء وغضبا شعبيا واسعا داخل المديرية، لذلك فإن أبناء دمت كافة والمعتصمين حالياً أمام المحكمة "نطالب عدالتكم الموقرة بإلغاء القرار وإبقاء القاضي محمد محمد الديلمي في منصبه خدمة للعدالة ونصرة للمظلومين".