أنهى المعتصمون أمام المحكمة الابتدائية بمديرية دمت/ الضالع قبل قليل (10:30) اعتصامهم بعد تجاوب فضيلة القاضي عصام السماوي- رئيس مجلس القضاء الأعلى- مع مطلبهم، وإرجائه للمناقشة في الاجتماع القادم للمجلس. وقال مصدر في اللجنة المكلفة من قبل أبناء دمت لمقابلة رئيس مجلس القضاء الأعلى- ل"نبأ نيوز": أن اللجنة التقت بالقاضي عصام السماوي اليوم الأربعاء ، وشرحت له تمسك أبناء مديرية دمت بالقاضي محمد محمد الديلمي – رئيس محكمة دمت الابتدائية- وقد أبدى القاضي السماوي تفهماً، وتجاوب مع طلب أبناء المديرية، وأحاله خطياً إلى الاجتماع القادم لمجلس القضاء الأعلى للبت فيه، وأنه أشاد بموقف أبناء مديرية دمت، ووصفه بأنه "وسام على صدر القضاء اليمني". وأكد المصدر: أن اللجنة أبلغت المعتصمين حال عودتها إلى دمت بمجريات القضية، وتم على هذا الأساس رفع الاعتصام. هذا وكان أبناء مديرية دمت خرجوا أمس الثلاثاء بمسيرة انتهت بالاعتصام أمام محكمة دمت الابتدائية، مطالبين وزير العدل ورئيس مجلس القضاء الأعلى بإلغاء قرار نقل القاضي محمد محمد الديلمي – رئيس المحكمة- وتمسكهم به لنزاهته وعدله، مذكرين بما عانته مديريتهم من "ويلات الظلم والتشطير في الماضي"- وهو الموقف الأول من نوعه الذي تشهده الساحة اليمنية. وقرأ المعتصمون بياناً باسم كافة الشرائح الاجتماعية والانتماءات السياسية ومنظمات المجتمع المدني في المديرية، أعلنوا فيه استيائهم من القرار الذي قضى بتغيير رئيس محكمة دمت الابتدائية ، مؤكدين ولاءهم للوطن الكبير ولوحدته العظيمة وإيمانهم باستقلالية القضاء، واحترامهم لكل القرارات الصادرة عن السلطات القضائية العليا. وقالوا: أن اعتصامهم ما هو إلاّ تعبيراً عن حبهم وانحيازهم الكامل إلى جوار كل إنسان يجسد معاني العدل والنزاهة ونقاء اليد والترفع عن كل ما من شانه الإساءة إلى القضاء واستقلاليته، وهو ما لاحظوه في رئيس محكمة دمت القاضي محمد الديلمي- على حد قولهم- بعد أن حرموا من هكذا قضاة لفترة طويلة من الزمان. وقالوا: لقد أحسسنا بوجوده في دمت بهيبة القاضي ومكانة القضاء المبني على العدل والترفع والنزاهة والزهد وقوة الشخصية ولعل تلك الصفات كانت دافعاً لخروجنا وإعلان استيائنا من ذلك القرار خوفا فينا من أن لا نعوض بآخر مثله رغم أننا لا نعرف عن سلفه شيء حتى الآن، ولكن الماضي الذي عانينا منه هو ما يبعث الخوف في نفوسنا لأن قضايا الناس في دمت كثيرة وخاصة المتعلقة بالأراضي، ولان الكثير منها وجدت طريقها إلى الحل في فترة وجود القاضي الديلمي دون خسائر أو عناء كما هي عادة المحاكم في بلادنا. وذكر أبناء مديرية دمت العديد من مناقب القاضي الديلمي، معتبرين اعتصامهم هو بمثابة إنصاف بالكلمة الصادقة والاعتصام المعبر عن الحب والتقدير وعن نوازع الإنسان نحو العدل وهروبه من الظلم، خاصة وأن القاضي الديلمي لم يمض على وجوده سوى سبعة أشهر. وأشاروا إلى ما يتمتع به القاضي الديلمي من قدرة في التعامل مع قضايا الناس والفصل بين المتخاصمين بأسلوب يبعث في نفوسهم الطمأنينة، مؤكدين حقهم في أن يحظوا اليوم على الأقل بقاض منصف يضع الأمور في نصابها ويتجنب الظلم، آملين من الجهات المعنية التفهم والتعاون والعمل على بقاء القاضي الديلمي حرصاً على الصالح العام. ورفع المعتصمون رسالة موجهة إلى كلاً من القاضي عصام السماوي رئيس مجلس القضاء الأعلى، والدكتور غازي الأغبري وزير العدل قالوا فيها أنهم فوجئوا بقرار تعيين رئيسا جديدا لمحكمة دمت الابتدائية بدلا من القاضي الديلمي الذي اتسم بالنزاهة ونظافة اليد وعدالة الحكم ونصرته للمظلومين، وان القرار قد أثار استياء وغضبا شعبيا واسعا داخل المديرية، لذلك فإن أبناء دمت كافة والمعتصمين حالياً أمام المحكمة "نطالب عدالتكم الموقرة بإلغاء القرار وإبقاء القاضي محمد محمد الديلمي في منصبه خدمة للعدالة ونصرة للمظلومين".