الأخلاق عبارة عن مجموعة المطالب الاجتماعية التي تحدد سلوك الإنسان وترشده إلى التصرف الصائب ويستطيع أن يتصرف في سلوكه الأخلاقي بأشكاله المختلفة خيراً أو شرا. لذلك نجد أن قلة هم من تسببوا في دخول العالم بأكمله المتخلف منه والمتطور في أزمة أخلاقية حادة أدت إلى حدوث كوارث رهيبة لا تخطر على بال والقادم ربما يكون أكثر سواد، ومن يعيش سيرى ويسمع. كان القرن العشرين قرن صراع سياسي وأيديولوجي، أما القرن الحادي والعشرين فسيكون صراعاً أخلاقياً بين أمم تعتمد على سلوك القوة في أخلاقها وبين أمم تنتهج سلوك وأخلاقيات قديمة موروثة من تاريخ حضارة تلك الأمم إن هذه الأزمة الأخلاقية وظهورها كمشكلة عالمية تتحمل مسئوليتها فئة من الشعب في العالم المتخلف والمتطور مناصفة. فالأمم المتطورة والتي تنتهج أسلوب القوة في سلوكها الأخلاقي توجه من قبل الجماعات الصهيونية المتطرفة أو تجار الحروب الذي لا يهمهم إلا زيادة أرصدتهم في البنوك ولتحترق الشعوب بل أن تلك الجماعات احتلت مركز القرار لتلك الأمم وسيطرة على مصادر الثروة والإعلام فيها، وارتكبت أخطاء كثير في تعاملها الأخلاقي مع بقية الأمم وخصوصا دول العالم الثالث، واختلقت الكثير من المبررات والأعذار لكل ما قامت به من أعمال مشينة غير أخلاقية وأطلقت الكثير من الإشاعات والأكاذيب لكسب تأييد الشعب الأمريكي والأوربي مستغلة طيبة أو ربما جهل تلك الشعوب لقيم وأخلاق شعوب الأمم الأخرى. وفي الجانب الأخر الأمم المتخلفة أو ما يطلق عليها العالم الثالث والذي يشكل سكانها ثلثي سكان العالم هي أيضا تعاني من سيطرت أخلاقيات مقيتة وهي إما دكتاتوريات تحكم تلك الشعوب بالحديد والنار ولا تعترف للأخر بحقه في الحرية والتعبير فتولد لديه الإحباط والميل إلى التمرد أو الفئة المتطرفة والذي يطلق عليها بالفئة الضالة. وهم الذين يستبيحون دماء الآخرين دون مبرر ديني أو أخلاقي وربما تكون تلك الإعمال الشائنة نتيجة طيش وتهور وحماسه ليست في مكانها ولكنها في نهاية الأمر تعني الفاعل نفسه وهي صادرة عن عقله ونفسه. قد لا يكون ارتكاب الأفعال المشينة من خطط المرتكب لها الحياتية، قد يكون من تائهي الخطى في الحياة فاستغل هذا الضياع ولكن استغلاله حصل لوجود ميول عُززت من قبل المحترفين في الغالب الذين ينتمون لجنسه وجنسيته فهذان العاملان هما أهم عوامل الجذب، وتم تسخير واستغلال الشباب صغار السن ضائعي الخطى لخدمة قوى استخبارا تيه خارجية تقوم باستغلالهم للقيام بتلك الإعمال التي لا تخدم سوى نظرائهم من عديمي الأخلاق في الجانب الأخر. إن إحداث 11سبتمبر في نيويورك وتفجيرات الرياض وقتل السياح في مآرب وغير ذلك من الاعتداءات على الأبرياء هو سلوك غير أخلاقي وجريمة جماعية ضد الإنسانية فإذا كنا أخلاقيين ومتحضرين فعلاً وعادلين علينا أن نقيم تلك الإعمال ونقول بأنها عمل إرهابي لا يفوقه في همجيته إلى ما قامت به تلك الدول الذي تدعي التحضر من قتل لملايين الأبرياء من فلسطينيين وأفغانستان والعراق وقبلهم اليابانيين والهنود الحمر. تلك هي المشكلة التي تجابه شعوب العالم الثالث بأكمله والعالم المتمدن المتطور على السواء، إن البشرية مع نهاية القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين باتت تعيش أزمة أخلاقية حضارية حادة وخطيرة، تلك الأزمة الأخلاقية سوف تسبب كوارث مفجعة ستهز الضمير العالمي الإنساني بأكمله. وبالنتيجة فان ما حدث من مجازر وإزهاق لأرواح الملايين من البشر ونهب للثروات وانتهاك للحرمات في كل من فلسطينوالعراق وأفغانستان ولبنان تتحمل مسئوليته تلك الفئة الشريرة داخل الأممالأمريكية والأوربية،ونعلم أن السواد الأعظم من إفراد تلك الأمم يمقت بل وينكر مثل تلك الإعمال البربرية مثلما ندين وننكر نحن قتل الأبرياء في أي مكان من العالم. إذا لتعلم تلك الفئة المسيطرة على القرار السياسي في واشنطن أن كل إنسان له ضمير حي وأخلاق حضارية يكره سياستها، سياسة القوة وازدواجية المعايير، نكره سياستها التي تساعد الظالم ضد المظلوم، والشبعان ضد الجوعان، والغني ضد الفقير، والمستبد ضد الحر، والمقاوم في سبيل حريته. نكره سياستها التي تتهم المقاوم في سبيل تحرير أرضة وحريته بالإرهاب، ويجعل المستبد القاتل شريفاً ويقدم له الحماية والمساعدة العسكرية والمالية، ونقول إن سياسة القوة ستزول، وان معظم سكان العالم يكرهون سياسات تلك الدول. وفي الختام نقول للشعب الأمريكي إذا أردتم استمرار حضارتكم عليكم التخلص من تلك الفئة الشريرة الذي تسيطر على مقدراتكم والخروج من العراق وأفغانستان مقبرة الإمبراطوريات السابقة والتوقف عن دعم المحتلين في فلسطين والعمل على تحقيق العدل والأمن والسلام بين بني البشر لكي تعيش أمم الأرض في سلام وأمان. [email protected]