دعا الرئيس علي عبد الله صالح رموز الحركة الوطنية للعودة إلى ارض الوطن، قائلاً: "نرحب بعودتهم إلى ارض الوطن ليكونوا معنا، ولنفتح صفحة جديدة في العمل السياسي ويعودوا مكرمين مجللين، مثلما عاد رموز ثورة ال26 من سبتمبر المجيدة المشير عبد الله السلال وعبد الرحمن الارياني والأستاذ محمد أحمد النعمان واللواء حمود الجائفي والفريق حسن العمري".. وقال الرئيس صالح- في كلمة له بالمهرجان الكرنفالي والشبابي الاستعراضي والكبير الذي أقيم صباح اليوم بساحة إستاد 22 مايو بالعاصمة الاقتصادية والتجارية عدن احتفاء بالعيد الأربعين للاستقلال ال/30/ من نوفمبر المجيد – " كنا نتمنى أن يكون رموز أكتوبر معنا فليعودوا إلى ارض الوطن, فالوطن يتسع للجميع، وإذا أرادوا أن يمارسوا عملاً سياسياً مشروعاً فلا بأس ويعودوا كما عادت بناظير بوتو ونواز شريف، ومن حقهم أن يمارسوا العمل السياسي وليس هناك ما يمنع ذلك". كما دعا الجميع إلى إزالة مخلفات التشطير الذي رحل يوم الثاني والعشرين من مايو، وعدم إثارتها من جديد وفتح صفحة جديدة، مستثنياً من ذلك "من يحاول المساس بوحدة الوطن فملفه سيظل مفتوحا". وأعلن الرئيس منح وسام الوحدة من الدرجة الأولى لبقية المناضلين من قيادات الثورة اليمنية المباركة ( 26 سبتمبر و14 أكتوبر)الذين لم يمنحوا أوسمة وذلك تكريماً لدورهم النضالي, وبدون تمييز أو انتقائية وباعتبارهم رموزاً للثورة اليمنية. وفي مستهل كلمته هنأ فخامة الرئيس كل أبناء الوطن في الداخل والخارج بالعيد الأربعين للاستقلال ال/30/ من نوفمبر المجيد.. وقال :"في مثل هذا اليوم وقعنا على وثيقة تاريخية في مدينة عدن الباسلة تتمثل بدستور دولة الوحدة، وكم كنا نتمنى ان نرى في هذا المكان رموزاً من رموز الحركة الوطنية وممن ناضلوا من اجل الاستقلال ونيل الحرية وان يكونوا معنا في الصفوف الأولى وعلى وجه الخصوص تلك القيادات التي لم يكن لها سوابق في حياة شعبنا". وأستطرد الأخ الرئيس قائلا : "نحتفل اليوم في عدن الباسلة ومعنا جماهير الشعب في كل أنحاء الوطن في الداخل والخارج بهذا اليوم العظيم الذي رحل فيه آخر مستعمر من ميناء عدن من التواهي. وقال: "أدعوا إلى تظافر جهود الجميع من أجل بناء الوطن وتعزيز نهوضه الشامل, بما في ذلك تكاتف جهود الحزب الحاكم ( المؤتمر الشعبي لعام) وأحزاب المعارضة. وتابع قائلا: "لا غضاضة في أن تتكاتف جهود الجميع، جهود كل أبناء الوطن من اجل بناء هذا الوطن العزيز، دون تمترس أو تعصبا والإصرار على الرأي الذي يضر ولا ينفع والحوار هو الأساس لمعالجة قضايانا الوطنية، فليتحاور الجميع لما تقتضيه المصلحة الوطنية العليا، وعلينا أن نقدس دم اليمنيين, ونحترم دماء شهدائنا ومناضلينا. وقال رئس الجمهورية :" كفى هذا الوطن مآسي، من يوم قامت ثورة سبتمبر وأكتوبر، ونحن ننتقل من فتنة إلى أخرى، ونقول الآن كفى ولنفتح صفحة جديدة, وقد مرت ثلاثة عشر عاما من نهاية حرب صيف 94 ولم تسال قطرة دم واحدة على الإطلاق مهما حاولت بعض القوى, أن تجرنا إلى العنف، لكننا نرفض العنف بكل أشكاله وألوانه ونحرص على تجنبه". وقال رئيس الجمهورية: "نرفض العنف بكل أشكاله والوا نه نرفض العنف والتآمر والتصفيات الجسدية نرفض ذلك تماما, ولنتجه جميعا نحو بناء الإنسان نحو التنمية الشاملة والكاملة, من اجل خلق فرص عمل للشباب والشابات,ولنكف جميعا عن بيع الكلام ونتجه نحو التنمية نحو بناء الإنسان تربويا وثقافيا واجتماعيا واقتصاديا ومعيشيا". ووجه لجنة متابعة وتقويم الظواهر الاجتماعية والسلبية التي تؤثر على السلم الاجتماعي والوحدة الوطنية والتنمية بتحمل المسؤولية في عملها . وقال :"كلفنا اللجنة برئاسة مستشار رئيس الجمهورية سالم صالح محمد لمعالجة آثار ومخلفات حرب صيف 94 ، فليتحمل مسؤولية مع اللجنة ويقدم الحلول والآراء إلى القيادة السياسية" . ودعا المواطنين في عموم المحافظات إلى التعامل مع السلطة المحلية نظرا للصلاحيات الواسعة الممنوحة لها لمعالجة قضاياهم. وقال: "نحث المواطنين على التوجه بقضاياهم إلى السلطة المحلية وعلى المحافظين وأمناء عموم المجالس المحلية ومدراء المديريات أن يتحملوا مسؤولياتهم في حل تلك القضايا, وعلى الحكومة والوزراء أن يتحملوا مسؤولياتهم ويبتوا فيما يصل إليهم من قضايا دون رفعها إلى القيادة العليا". وأشار إلى أن أي مسئول يرحل القضايا أو يرفعها إلى القيادة السياسية يعد مسئول فاشل وغير جدير بالمسؤولية، لافتا إلى هناك بعض المسئولين، عندما تصلهم قضية ما أو مطلب معين و بشكل غير قانوني أو غير شرعي لا يقومون بالبت فيها وفقا لما هو محدد في القانون بل يرفعونها إلى رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء . وقال : "هذا تصرف غير مقبول, وعلى جميع المسئولين ان يعالجوا القضايا أولا بأول، كسلطة محلية وعلى المواطنين التعاون للابتعاد عن المركزية والتعامل مع المحافظين ومع الوزارات المختصة والسلطة المحلية " . وأضاف: "سبق وأن وجهنا بإنشاء مدن سكنية مدن سكنية في عدن ولحج وأبين والضالع والحديدة وحجة وتعز وحضرموت بأكثر من سبعين مليار ريال بتمويل من صناديق التأمينات والتقاعد, وكذلك توزيع عقود الأراضي الزراعية للشباب طبقا للبرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية, وعلى الحكومة الإسراع في هذا الأمر". وأكد فخامة رئيس الجمهورية أن الوطن بحاجة للجميع وبحاجة إلى الأمن والأمان والاستقرار، وليس لإثارة الدعايات والشائعات المبكرة التي تثير كثير من المشاكل. وقال :" كثير من الناس تحركوا بدعاية مبكرة قبل أن نأتي إلى انتخابات مجلس النواب القادمة، وجعلوا الناس في قلق وكأن شيء ما سيحدث في الوطن. وطمأن فخامته المواطنين بأنه لا يوجد أي قلق على وحدة الوطن، فالوحدة آمنة وراسخة رسوخ جبال عيبان وردفان وشمسان.. مجددا دعوته لمن هم في الخارج للعودة إلى أرض الوطن ومن أراد أن يعارض فليعارض في الداخل سواء عبر الأحزاب الحالية أو يؤسسون أحزابا جديدة ومن حقهم أن يمارسوا كافة حقوقهم السياسية ودون تحفظ .. مبينا :" إن اليمن لا يوجد فيه معتقل سياسي وأن لحريات مكفولة ومصانة بموجب الدستور والقانون".. وأصدر الرئيس توجيهاته بالإفراج عن الأشخاص الذين سبق وأن تحفظت عليهم الأجهزة الأمنية على ذمة أحدث الشغب والتخريب التي شهدتها محافظات الضالع وعدن وحضرموت، منبها أنهم في حال عاودوا ارتكاب مثل تلك الأعمال المخلة بالأمن والاستقرار سيتم ضبطهم وتقديمهم للعدالة.