شنت الغرفة التجارية بصنعاء هجوماً على مؤتمر سيدات الأعمال اليمنيات الذي من المقرر انعقاده يوم الخميس القادم 6/12، واصفة المنظمات للمؤتمر بأنهن "منشقات". وقال رجل الأعمال حسن الكبوس- نائب رئيس الغرفة التجارية بصنعاء- ل"نبأ نيوز": أن جميع عضوات "مجلس سيدات الأعمال اليمنيات" يتبعن لغرفة أمانة العاصمة. وأضاف: "إن هذا المؤتمر- على ما يبدو- إنه لسيدات الأعمال المنشقات عن المجلس السابق"، موضحا أنه "عندما تنشق الصفوف، وكلاً يعمل ضد الآخر، فإن من المؤكد إن ذلك سيضعف موقف المجلسين السابق واللاحق". ويرى الكبوس انه "لا فائدة من هذا الانشقاق، ومن الضروري إعادة انتخاب سيدات الأعمال من المجلس السابق، وانتخاب هيئة إدارية تمثل الجميع". ويواجه "مجلس سيدات الأعمال اليمنيات"- الذي تم إشهار تأسيسه يوم 14/2/2007م برئاسة سيدة الأعمال فوزية ناشر- معارضة شديدة من قبل الغرفة التجارية بالأمانة منذ اليوم الأول من تأسيسه، حيث رفضت الغرفة الاعتراف بالمجلس ونفت صلتها به، وقالت "أنه يمثل العضوات المؤسسات له فقط"، فيما دفعت الغرفة بعضوات مكتب سيدات الأعمال لديها إلى تقديم الطعن بالمجلس لدى وزارة الشئون الاجتماعية والعمل. لكن مجلس سيدات الأعمال ما لبث أن فرض نفسه كأمر واقع.. ففي الأول من مارس 2007م استهل المجلس أنشطته بمغادرة وفد منه إلى تركيا في إطار جولة تستهدف مد جسور تنسيق جديدة بين سيدات الأعمال اليمنيات والهيئات النسوية المماثلة في تركيا، ودول أوروبية أخرى، من خلال المشاركة في مؤتمر سيدات الأعمال في ميلانو الإيطالية، وتوجيه الدعوات لسيدات الأعمال لحضور مؤتمر استكشاف الفرص الاستثمارية في اليمن. وفي 24 أبريل 2007م وقعت رئيسة المجلس، سيدة الأعمال فوزية ناشر- رئيسة مجلس إدارة شركة ماجك للتجارة الدولية، وسيدة الأعمال المصرية هدى يسئ – رئيسة مجلس إدارة شركة TCL أول عقد تجاري يعقب انتهاء جلسات مؤتمر استكشاف الفرص الاستثمارية في اليمن. ويبدو أن المرأة لا تحظى بترحيب تحت مظلات الغرف التجارية اليمنية، وأن المشكلة لم تكن "مجلس سيدات الأعمال اليمنيات" لذاته، إذ أن سيدة الأعمال ثريا يعقوب التي تدير مكتب سيدات الأعمال في غرفة الأمانة- ولم تكن ضمن "المنشقات"- ما لبثت أن شنت هجوماً على مجلس إدارة الغرف التجارية أبان انتخابات الغرفة يوم 7 يونيو 2007م. فالسيدة يعقوب التي رشحت نفسها للانتخابات، أكدت في حينها وجود "معارضة شديدة من قبل مجلس الإدارة، لأنه يريد احتكار الانتخابات للرجال"، لكنها استدركت بالقول: "سأصمد، وبإرادتي سأطبق قانون رئيس الجمهورية الذي ينص على أنه لا بد أن تشارك المرأة ومن حق أي عضو أن يمارس النشاط التجاري ويرشح نفسه لانتخابات الغرفة التجارية". من جهتها السيدة فوزية ناشر، دافعت عن مجلس سيدات الأعمال حال ظهور تصريحات معارضة له، وقالت حينها: "إن مجلس سيدات الأعمال لم يكن مشروعاً اعتباطياً، بقدر ما هو ثمرة ما يقارب السنتين من السعي لأجل تنفيذ توصيات الورشة التي عقدت في نوفمبر 2005م، لتتمكن سيدات الأعمال من الانطلاق عبر تكوين مستقل يمكنهن من التعاطي مع التكوينات المماثلة في دول الجوار خاصة في ظل ظروف الانفتاح الاستثماري الذي أقبلت عليه اليمن مع دول مجلس التعاون الخليجي وغيرها من بلدان العالم". ونوهت إلى "إن الايجابية المحسوبة للغرفة التجارية الصناعية تكمن في إنها سمحت لنا بإنشاء مكتب سيدات الأعمال، وباستثناء ذلك لا يوجد أي دعم ثاني قدمته الغرفة لسيدات الأعمال"، مؤكدة حرصها على أن تصب جهود الجميع - في الاتحاد العام للغرف التجارية الصناعية ومجلس سيدات الأعمال اليمنيات– في محل واحد يستطعن من خلاله تنمية أدوارهن الاقتصادية. ورغم هذا الجدل الدائر بين مجلس إدارة الغرفة التجارية بالأمانة، و"مكتب سيدات الأعمال بالأمانة"، و"مجلس سيدات الأعمال اليمنيات" فإن تحضيرات واسعة تجري حالياً لمؤتمر سيدات الأعمال اليمنيات المقرر انعقاده الخميس القادم، وبرعاية رسمية، الأمر الذي يرى فيه مراقبون أنه "محرج للغاية" لوضع مكتب سيدات الأعمال اللواتي سيجدن أنفسهن بعيداً عن الأضواء!