تحت عنوان "أمهلوا الوزير قليلا" كتبت الأخت محاسن الحواتي في موقع وزارة المغتربين بتاريخ الأربعاء 28/11/2007م.. تقول الأخت محاسن إنها تستغرب من الهجوم المبكر على وزير المغتربين في الصحافة، وخصت بالذكر "نبا نيوز" وان ما نشر في "نبا نيوز" كان غير منصف، فالوزير لم يكمل سنته الأولى، إذا علينا أن ننتظر حتى ينتهي الوزير من ترتيب المكاتب والأوراق المبعثرة والبحث عن الموظفين الغائبين عن العمل لشهور، وربما لسنيين والمعاملات في إدراج مكاتبهم الذي عشش عليها العنكبوت..! فلا داعي للقلق- كما تقول سنة من عمر الوزير في هذه الوزارة تعتبر فترة بسيطة هكذا يقيّم الوقت في بلادنا الحبيبة.. انظروا الوزير يحتاج إلى سنة للتعرف على كيفية تسيير العمل في وزارته، وشركة تويوتا اليابانية تنتج 74 مليون سيارة في السنة! صحيح اليابانيين شعب لا يعرف قيمة الوقت.. وننصح الحكومة اليابانية بإرسال بعثات إلى اليمن لكي نعلمهم نظرية الاستغلال الأمثل للوقت ودوره في التطوير والتنمية.. حاولت الأخت الكريمة إيجاد بعض المبررات والأعذار للأخ الوزير وقالت انه: (خلال الشهور الماضية كان منشغلاً بتوفير ميزانية للوزارة، وإطلاق المخصصات المحتجزة في وزارة المالية، وترتيب البيت من الداخل أولاً كإجراء لابد منه) .. أي مأساة هذه، وأي أمل يرجى.. شهور للحصول على ميزانية للوزارة وإطلاق المخصصات المحتجزة في المالية.. مشكلة كهذه يمكن أن تحل بمكالمة هاتفية بين الوزيرين أو في اجتماع مجلس الوزراء الأسبوعي. أن تصل الأمور في الوزارة إلى ضياع أشهر لإيجاد حلول لمثل تلك القضايا البسيطة فان ذلك مؤشر على افتقار الكوادر الإدارية فيها القدرة على وضع الأهداف ووضوح الرؤية، وكذلك غياب القدرة على التكييف والتعامل مع المتغيرات وتحويلها إلى فرص إيجابية لتطوير أداء الوزارة، وعدم قدرة القيادة فيها على دفع الآخرين إلى مستويات القمة بوصفه القائد القدوة الذي يدفعهم نحو تحقيق أهداف الوزارة. كما إن الأخت محاسن وصفت الوزارة بالقول أنها: ( وزارة شئون المغتربين وزارة نوعية عملها فيه طابع الثراء وواسع إلي حد كبير. إن كل رسالة تلج إلي الوزارة تعتبر قضية، فكرة، مشروع فقط، كيف يتعامل معها؟ أنا وكل المغتربين علينا أن ننتظر قليلاً من الوقت لإمهال الوزير الجديد حتى يرتب وزارته ويوكل مهامها لمساعديه).. أنا شخصيا لم اسمع عن طابع الثراء لهذه الوزارة، كذلك طبيعة التوسع الكبير في نشاطها إلاّ إذا كان تكديس الورق والمعاملات يعتبر ثراء وتوسع فيعتبر كلام الأخت محاسن دليل داعم على صحة ما نشر في "نبأ نيوز". لذلك نقول أن التقرير الذي نشر في موقع "نبأ نيوز" ترجمة واقعية لمشاعر ملايين المغتربين الذين لم يحصلوا على شيء يشعرهم أن هناك اهتمام بقضاياهم من قبل المسئولين بالدولة، وكل ما يجري مجرد خطب رنانة ورحلات وندوات لا ترجمة لها على ارض الواقع المؤلم، لذلك كان الشعور العام لدى المغتربين بخصوص ما نشر انه لم يكن به أي نوع من التجني، بل إظهار للحقائق وتنبيه للمسئولين في تلك الوزارة بأن الكيل طفح من كثرة الشكاوي من المغتربين والذي لم تجد لها إذن صاغية.. الكل يشكو تجاهل السفارات والقنصليات ووزارة المغتربين، ناهيك عما يعانيه المغترب من مشاكل في الداخل. الغريب في مقال الأخت محاسن قولها (أكتب عن هذه الوزارة التي مازلت فيها بلا عمل، وقد لاقيت ما لاقيت، وأرجو من كل مغترب أن يتفهم أن الظروف مواتية للعمل مع وزيرهم الجديد فهو مليء بالحماس).. موظفة بالوزارة بلا عمل تطلب إعطاء مزيد من الوقت للوزير.. أي منطق هذا إذا كنت أنت موظفه بالوزارة ولم يستطيع توفير عمل يناسب مجال تخصصك وبعد شهور من توليه الوزارة وأنت لا زلت مجرد اسم في شئون الموظفين.. لاشك انك صبورة واسعة البال أعانك الله.. لقد سمعنا وقرأنا الكثير من المشاكل التي يعاني منها المغتربين، لكننا لم نسمع أو نقرأ حل لواحدة من تلك المشاكل الكثيرة، فإذا كانت إنجازات السنة الأولى للوزير هي توفير ميزانية للوزارة وإطلاق المخصصات المحتجزة في وزارة المالية وترتيب البيت من الداخل، إذن علينا أن نتوقع أن تكون انجازات السنة الثانية تتمحور في قراءة وفرز الشكاوي.. وفي السنة الثالثة البحث عن الكيفية والتمويل والمحامين البارعين.. وفي السنة الرابعة البحث عن وزير جديد نفرح به المغتربين و"تيتي تيتي زي ما رحتي زى ماجيتي"...! [email protected]