لا شك أن أي كاتب يقضي وقتاً ثميناً من وقته في كتابة مقالاته وتحليلاته بخصوص أي موضوع مناسب لاهتماماته- أياً كانت. والأهم أن الكاتب أو الكاتبة يعيد قراءة ما كتبه المرة تلو المرة بدون كلل أو ملل , حتى يخرج الموضوع في السياق المتوازن والأسلوب الذي أرتآه الكاتب. ومن بديهيات العمل مهما كان البعد الإنتاجي له- بمعنى سواءً كان أدبيا أو سياسياً أو علمياً- أن يعبر عن الأسلوب الخاص لكاتبه , والذي يصبح أسلوباًُ مميزاً ويكاد يكون كالبصمة الوراثية يتعرف عليها القارئ بحسه المرهف. وفي ظل غياب القوانين المنظمة للنشر في الشبكة الالكترونية وحماية الحقوق الفكرية لناشريها , فنشر أي مقال دون ذكر أي مصدر على أي موقع في الانترنت هو بصريح العبارة دعوه " للاقتباس والنقل الحرفي – ولن أقول للسرقة- " . والموضوع الحالي يصب في نفس السياق- نقل حرفي. فكنت قد قرأت للكاتبة ندى الحسيني مقالاً في 2 يناير في "نبأ نيوز" بعنوان (أي مستقبل ينتظر حزب الإصلاح بعد رحيل الشيخ الأحمر!؟)، وهو مقال جيد يعكس رؤية مستقبليه "للإصلاح" بعد وفاة الشيخ الأحمر. والمقال منقول من صحيفة "أسرار برس" على الرابط التالي: http://www.asrarpress.net/articles.php?id=99 والى هنا والموضوع عادي جداً ولا يحتاج إلى أي كتابه أو تعليق. فمحرري نيوز يمن تفضلوا بنشر الخبر كما ورد في موقع "أسرار بريس". الشيء غير العادي، أن يتم نشر مقال أخر في المؤتمر نت في 6 يناير وبفارق 4 أيام عن مقال ندى الحسيني –و نقله موقع المؤتمر عن الرأي العام الكويتية- للكاتب حمود منصر- على الرابط التالي http://www.alraialaam.com/Templates/frNewsPaperArticleDetail.aspx?npaId=18035 وبعنوان: (رحيل الأحمر يُدخل «حزب الإصلاح» في نفق مجهول لاختيار الخلف). وبمقارنة الموضوعين للكاتبين هناك الكثير من التشابه في المقالين بشكل عام وان اختلفت الكلمات والحروف عن مواضعها. ولكن الأهم هناك "نسخ" حرفي لا يقبل الشك , واحتمالات ان يكون هناك توارد في الأفكار من قبل حمود منصر أو ندى الحسيني , هي نفس احتمالات حصولي على خاتم سليمان والتوقف عن الكتابة. فتعالوا معي الى بيت القصيد وهو أحد المقاطع المشتركة في المقالين: " ذلك أن حميد الأحمر وكما يرى المتابعون‘ مازال شاباً متهوراً ولم يصل بعد إلى مستوى النضج والعقلانية وما زال يفتقر إلى كثير من الخبرة والحنكة السياسية التي تميز به والده والتي تستطيع تحقيق التوازن التي كانت فد تجسدت في شخصية والده ‘وبالتالي فإن وجوده كرئيس لحزب الإصلاح من شأنه أن يفجر مواقف وصدامات مع السلطة ‘ وهو الأمر الذي عنده سيكون الإصلاح هو الخاسر. فحزب الإصلاح وفقاً لهؤلاء المتابعون كان قد تمدد وحقق مكاسب غير عادية في ظل علاقته الجيدة مع السلطة ومع الرئيس علي عبد الله صالح تحديداً والتي كان للشيخ عبد الله الأحمر دور أساسي في تعزيزها. وبالنسبة للشيخ عبد المجيد الزنداني‘ ورغم مكانته العلمية كواحد من رموز الحركة الإسلامية المعروفة‘ إضافة إلى أنه يمثل جناحاً مؤثراً إلى حد كبير داخل حزب الإصلاح ‘خاصة في أوساط السلفيين الوهابيين والعقائديين في الحزب ‘غير أن الطابع الإسلامي المتطرف الذي ( وصم ) به هذا الجناح ‘ أمر يجعل الكثير من القيادات السياسية في الحزب تتحفظ حول مسألة تسليم الشيخ ( الزنداني ) قيادة الإصلاح بل ‘أنها تبدي وبوضوح عدم رغبتها في ذلك ولحسابات دولية إ فتلك القيادات ترى أن الشيخ عبد المجيد الزنداني ‘مطلوب أمريكياً ‘وربما إقليمياً ‘ .. ومن ثم فإن وجوده على رأس قيادة الحزب من شأنه أن يؤدي إلى وصم الحزب بالإرهاب‘ ويجلب له الكثير من المتاعب التي هو في غنى عنها‘ وبخاصة مع حرص قيادة الحزب البراغماتية أمثال محمد اليدومي وعبد الوهاب الأنسي ومحمد قحطان ‘ إعطاء صورة مغايرة لحزب الإصلاح لدى الأمريكيين والأوروبيين وتقديمه كحزب إسلامي معتدل أقرب إلى الحزب العلماني منه إلى الديني وذلك لإدراكهم بأن الطريق إلى السلطة لا يمكن إلا بوجود مثل هذا القبول لدى هذه الأطراف في نظرتها للحزب ‘ ما لم فتهمة الإرهاب والأصولية والتطرف جاهزة ولها ثمنها الباهظ." وختاماً لقد حاولت الاتصال بالكاتب حمود منصر فلم أجد له أي أيميل لمقالاته الكثيره في "الويب" وبالمثل لم أجد أي أيميل للكاتبة الحسيني. والكره الآن في ملعبيهما , فالقارئ سواءً في اليمن أ والكويت أو في أي مكان يستحق توضيح لما حصل. والموضوع برمته ليس فيه التباس كما هو الحاصل " من الذي خُلق اولاً البيضة أم الدجاجة". الرسالة التي أوجهها للكتاب في اليمن أن هناك عيون يقضه متعطشة لأخبار اليمن. والقراء الآن يتصفحون الصحف في الأنترنت تماماً بسرعة تفوق سرعة الصوت. وأنا أقول أن لكل جواد كبوه , وليس الغرض من هذا المقال التجريح أو الإساءة وإنما الغرض توصيل الرسالة الحقيقية والتي تبدأ كلماتها بالاعتراف بالخطاء وهي فضيلة.