دعا اللواء رشاد محمد العليمي- نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية، رئيس الدورة ال25 لمجلس وزراء الداخلية العرب- دول المنطقة الى مراجعة واقعها ومسيرتها داعيا الى عملية تقييم للمرحلة السابقة باخفاقاتها ونجاحاتها تمهيدا لوضع رؤية واضحة محددة وموحدة لاعادة بناء المجتمع العربي كقوة اقليمية في خضم عالم جديد تسوده التكتلات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. وقال العليمي- في كلمة القاها في افتتاح الدورة ال25 لمجلس وزراء الداخلية العرب التي تتزامن مع احتفال المجلس بمرور 25 عاما على تأسيسه، وذلك بحضور وزراء الداخلية ورؤساء وفود وسفراء الدول الاعضاء: أن العالم في وقته الراهن يفرض على الدول العربية اعادة حساباتها في ترتيب اولويات مجتمعاتها داعيا في هذا الصدد الى تفعيل وتطوير دور الجامعة العربية ومكوناتها. وأكد ان الحاجة اليوم ماسة الى توحيد جهود الاجهزة الامنية في مواجهة الارهاب وتجفيف منابعه وتمويلاته ومكافحة الجريمة المنظمة بشكل عام مشددا على ضرورة التعاون والتنسيق لانجاح الجهود الرامية الى حفظ السلم والامن الدوليين والعمل على انهاء ومعالجة كافة بؤر التوتر في منطقة الشرق الاوسط. من جهته دعا الرئيس التونسي زين العابدين بن علي الى إبراز الصورة الحقيقية للدين الاسلامي الحنيف باعتباره دين الوسطية والحوار والتسامح.. وأشار بن علي الى تنامي وعي المجموعة الدولية بمخاطر الارهاب مؤكدا "أن العلاقات الدولية لا تنمو الا في ظل حوار بناء بين شتى الثقافات والحضارات والأديان ونبذ التعصب والتطرف والاحتكام الى الشرعية الدولية وتكريس التعاون المتكافىء". وجدد دعم بلاده للقضية الفلسطينية ومساندتها الكاملة لحق الشعب الفلسطيني المشروع في استعادة حقوقه واقامة دولته المستقلة. وجدد ايضا تضامن بلاده مع الشعب اللبناني الشقيق داعيا الاطراف اللبنانية كافة الى ان "تحتكم الى خيار الحوار والوفاق ضمانا لوحدة بلدهم ومناعته واستقراره". كما أعرب عن الامل في ان يجد الشعب العراقي الشقيق طريقه الى تكريس وحدته الوطنية في كنف الوئام والامن والاستقرار. ونوه بن علي- الذي تستضيف بلاده مقر مجلس وزراء الداخلية العرب- بالدور المهم الذي يقوم به المجلس في دعم العمل العربي المشترك وتعاونه مع مجلس وزراء العدل العرب لمواكبة التطورات التي يشهدها عالم الجريمة والانحراف واستخدام احدث الوسائل الوقائية. واكد أهمية عناية المجلس بوضع صياغة لتأهيل الأجهزة الأمنية العربية لمزيد من الارتقاء بوظيفتها خدمة للمواطنين وتكريسا للشعور بالأمان والطمأنينة في نفوسهم. وأشار الى خطوات بلاده في معالجة ظاهرة التطرف والعنف ودعوتها لعقد مؤتمر دولي تحت رعاية الأممالمتحدة من اجل اعتماد مدونة سلوك دولية لمكافحة الارهاب تلتزم بها جميع الأطراف. كما أعرب بن علي عن الارتياح للجهود الايجابية التي يبذلها مجلس وزراء الداخلية العرب في اطار اختصاصاته وفي متابعة تنفيذ الاتفاقية العربية لمكافحة الارهاب وتقويم ما تم تنفيذه في المجال.واكد ضرورة العمل وحشد الطاقات لرصد ظاهرة الارهاب والحد من تحرك العناصر الارهابية بين البلدان وتفكيك شبكات الارهاب وخلاياه ومنع تمويله ودرء اخطار مختلف الممارسات الاجرامية التي تغذيه تقليدية كانت او مستجدة. من جانبه قال وزير الداخلية السعودي الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب الأمير نايف بن عبدالعزيز في كلمة مماثلة ان هذا الاجتماع "يأتي تتويجا لمسيرة 25 عاما من أعمال المجلس في سبيل خدمة الأمن العربي والمحافظة عليه وفق ما يتطلع اليه قادة الدول العربية ويحقق مصالح الأوطان. ونوه الأمير نايف بالجهود المبذولة للارتقاء بمفهوم الأمن الشائع بين الناس في بعده الشرطي ليصبح الأمن مفهوما حضاريا شاملا من حيث ارتباطه بالأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية في أحوالها ومتطلباتها المتعددة. وأشار الى ترابط قضية الأمن الداخلي في ظل مفهومه الشامل بقضية الأمن الخارجي لتأثر كل منهما بالآخر بما جعل التعاون الدولي غاية أساسية للمجلس من اجل تحقيق متطلبات الأمن والاستقرار للدول والشعوب. وذكر بابرام المجلس اتفاقية مكافحة الارهاب قبل أحداث 11 سبتمبر 2001 مشيدا بدور المواطنين في ما تحقق من انجازات امنية. وقام الامير نايف بالمناسبة بتسليم درع المجلس الى الرئيس التونسي بن علي "عرفانا وتقديرا لما يوفره لهذه المؤسسة العربية من تشجيع ورعاية لأعمالها ولمختلف أنشطتها وبرامجها". من جانبه، اكد الامين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب محمد بن علي كومان ان اعمال الارهاب باتت هاجسا يقض مضاجع الجميع. وقال كومان ان التطورات الامنية ومنها اعمال الارهاب باتت هاجسا يقض مضاجع الجميع بالنظر للمآسي البشرية والخسائر المادية التي تخلفها متطرقا في هذا السياق الى ارهاب الدولة الذي تمارسه اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني مؤكدا ان تلك الاعمال "لايمكن تجاهلها بأي حال". واستعرض كومان اعمال وانشطة الامانة العامة للمجلس خلال عام 2007 موضحا ان العام الماضي شهد كثيرا من الانشطة على اكثر من صعيد منها ابرام لاتفاقية العربية لمكافحة الفساد والاتفاقية العربية لمكافحة غسل الاموال وتمويل الارهاب والاتفاقية العربية حول جرائم الحاسوب والاتفاقية العربية لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الحدود الوطنية. و قال وكيل الامين العام للامم المتحدة لشؤون الامن والسلامة ديفيد فينيس ان الاممالمتحدة تقوم حاليا باستعراض عاجل لسياساتها بشأن سلامة موظفيها مؤكدا ان المنظمة "اصبحت بصورة متزايدة هدفا للهجمات". ودعا الى تكثيف التعاون مع الاممالمتحدة وغيرها من الوكالات والمنظمات الانسانية لتحقيق الاداء الامثل لدى قيام المنظمة بمهامها المحفوفة بالتحدي. واعرب عن الامل بالوصول الى تأطير التعاون بين اجهزة الامن العربية واجهزة الاممالمتحدة وتعزيزه بالشكل الذي يضمن توفير الامن والسلامة لموظفي ومقار المنظمة. ومن المقرر ان يستأنف مجلس وزراء الداخلية العرب أعماله اليوم في جلسة ختامية لاقرار مشروعات القرارات والتوصيات المتفق عليها.