توفي أمس السبت الشخصية النضالية الثورية عبد الله غابشة، عن عمر ناهز السبعون عاماً.. وقد وافته المنية وهو في ملجأه الذي لجأ إليه في قعطبة، لينجو بحياته من الحزب الاشتراكي اليمني الذي ظل يطارده، إثر خلافات سياسية أعقبت الاستقلال. والمناضل المرحوم عبد الله غابشة هو من أبناء مديرية الشعيب، وكان والده شيخاً، وحاكماً للشعيب قبل الشيخ المعروف "السقلدي". وللمغفور له صولات وجولات، يعرفها القاصي والداني من أبناء الضالع، حيث أنه أحد مناضلي ثورة 26 سبتمبر 1962م، وثورة 14 أكتوبر 1963م، وشارك في معارك فك الحصار عن صنعاء (حصار السبعين). وقد فرّ المناضل غابشه بعد الاستقلال الى قعطبة، وظل فيها متواريا حتى وافته المنية أمس، دون أن يحضى بأي حق من حقوقه، وبدون أن يلتفت إليه أحد- بل فارق الحياة وهو بلا أبناء ولا بنات، ليطوي بوفاته صفحة من صفحات النضال المقدس لهذا الهرم الشامخ، دون أن يمنّ على أحد بما جاد به من تضحيات في سبيل الوطن وحرية أبنائه وكرامتهم. لقد غادر المناضل غابشة الحياة بعد أن افنى عمره مظلوماً، ومحروماً من العودة إلى مسقط رأسه- رغماً عنه- طوال ما قبل الوحدة اليمنية، وحتى بعد أن قامت الوحدة وجبت ما قبلها من خلافات سياسية فضل مواصلة ما تبقى له من العمر في قعطبة.. خاصة وأنه لم يكن له سنداً في الحياة سوى تأريخ نضالي ناصع، نذره لوجه الله تعالى، عله يلقاه فينال رحمته وغفرانه.. ويُكتب عنده من الشهداء.. اسرة تحرير "نبأ نيوز" تنعى رحيل إبن الوطن البار، سليل الثورتين، وتعزي الشعب اليمني برحيل أحد أبطاله الميامين المناضلين، وتسال الله أن يتغمد روحه بالجنة، ويلهم الجميع الصبر والسلوان- وإنا لله وإنا إليه راجعون.