أطلق أبناء تعز على أحد شوارع المدينة إسم "شارع العذاب"، ليس لكثرة الحوادث المرورية فيه، بل لأن سيول المجاري الطافحة والقاذورات التي تتجمع فيه تنذر بكوارث مميتة للانسان والحيوان. وأعرب مواطنون من سكان تلك المنطقة ل"نبأ نيوز" عن دهشتهم أن يحدث ذلك أمام مرأى ومسمع وعلى مقربة من جهات حكومية عديدة، في طليعتها مؤسسة المياه والمجاري، والأشغال العامة، مؤكدين أن حياة مئات الأسر االقاطنة على جانبي الشارع الذي كان يسمى ب"وادي القاضي" تحولت إلى جحيم لا يطاق بسبب روائح البلاليع الطافحة حياتهم، في الوقت الذي ما يزال الصمت المريب سيد الموقف حتى اللحظة. "وادي القاضي" الشهير حالياً باسم "شارع العذاب" هو انعكاس لواقع فساد إدارة مشاريع الطرق التي قضت على كل بارق أمل في حياة نظيفة، فقشرة الإسفلت التى تدثر بها الشارع قبل سنوات قليلة إنقشعت، وكشفت عورة الشركات المقاولة، لتتحول لاحقاً إلى مصدر معاناة السكان والمارة وأطفال المدارس والجامعة الاهلية التي ما زالت تقف صامدة بوجه زحف سيل جارف من البلاليع والدموع لا يتوقف لحظة. ما يحدث شيء لا يمكن تصديقه, وروائح لا يمكن لعاقل تحملها وبيئة لا يمكن لجماد الصبر عليها, اما المبررات التي يسوقها مسئولو الجهات المعنية فلا يمكن لها ان تنطلي على أحد. قال المواطن عبد الكريم البريهي- من سكنة وادي القاضي- ل"نبأ نيوز": أن هذا الوضع الكارثي مضى عليه ستة أشهر ولم يحرك أحد ساكناً بالرغم من سلسلة البلاغات المتكررة للجهات المعنية. ويؤكد: إن الشكاوى لا تجد إستجابة من أحد، وفي كل مرة يكرر المسئولون عبارة واحدة وهى "إن المواسير حجمها صغير وليس لها القدرة على مواجهة حجم المجاري للمنازل الواقعة على الوادي لانها غير مرتبطة بالشبكة العامة". ويتساءل البريهي: "طيب، ما ذنبنا؟ إن كانت المواسير صغيرة أم كبيرة، أليس هذا من مسئولية الحكومة؟" أما سعيد القدسي، فهو الآخر يؤكد: إن كثيراً من الأمراض الغريبة بدأت تنتشر في الفترة الأخيرة، وهذا مرده الى طفوح المجاري التي تنهمر ليل نهار ولا من مجيب.. ويرجع القدسي أسباب المشكلة الى وجود منازل عليا لم ترتبط بالشبكة حتى الان، وبالتالي نجم عنها هذا الوضع المؤسف. هذا ويجري حاليا إعادة تأهيل بطيئة للشارع المذكور بالرغم من مرور عدة أشهر على البدء بإعادة طبقة الأسفلت وإدخال شبكة المجاري التي حملت في طياتها تساؤلات المواطنين: هو لماذا لم يتم إدخال شبكة المجاري في السفلتة الأولى المنتهية، وتم الانتباه لها في السفلتة الثانية؟