محمد الحاج أمين عام المجلس المحلي بالمحافظة: على مقاولي الطرقات تجنب انسداد المجاري وعليهم تقع التكاليف فيصل مشعل مدير عام أشغال تعز: الطفح في الحواري القديمة أكثر من الحديثة «جارية الرصف» م.سامي جامل: مؤسستنا ليست معنية بمخلفات شق طريق حدنان التي ردمت المناهل م.محمود الأديمي نائب مدير عام المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بتعز: ماضون لتجديد شبكة الصرف الصحي المتهالكة خلال فترة التسعينيات كان شارع هائل بصنعاء وحي الأكمة بالذات تنضح بالينابيع القذرة.. اليوم تغلب المعنيون على تلك القذارة فقد كانت ثمة صعوبة في انحدار مياه الصرف الصحي..وفي مدينة تعز هو العكس من ذلك تماماً فالمدينة «هبة جبل صبر» الذي دحرجها رويداً رويداً إلى «عصيفرة» لكن شبكة مياه الصرف يبدو أن الشيخوخة قد حالت دون ذلك الانسياب وزادت مخلفات شق ورصف الطرقات واهمال من هنا ولا مبالاة هناك من المعنيين ومن المواطن ايضاً فقد تعددت الأسباب والبلاء واحد ولعل هذا التحقيق يكشف من الذي أطفح الناس بمجاري تعز.تضرر المواطن القذارة..النجاسة.. الأذى..مرادفات ومفردات تكشف الوجه الآخر لخدمة يفترض بها الاختفاء تحت الأرض لتصب في مكان قصي من سكان المدن، هذه الخدمة أطلق عليها مسمى «شبكة مياه الصرف الصحي» لكن الحاصل في كثير من شوارع مدينة تعز هو العكس تماماً في هذا الصيف مناهل المجاري طفحت هنا وهناك والبشر من مارة وساكني المنازل وسائقي المركبات ووو..متضررون بكل ماتعنيه الكلمة من معنى فهذا المواطن محمد الجنداري يمر بمحاذاة البركان الأسود الثائر منذ أسبوع شرق جولة الجحملية بتعز ويشكو مدى تأذيه وسكان الحي من قذارة هذا «المنهل» الذي يغضب ويثور بين فينة وأخرى على مدار أيام العام ويعتقد أن مياه السيول لها يد في الموضوع ويشكك أيضاً بأن الأنابيب ربما انتهى عمرها الافتراضي فلم تعد تتسع لمخرجات الكثافة السكانية المتزايدة. الأضرار الصحية والبيئية ربما يكون الجنداري مصيباً وأظنه كذلك لكن هذا التحقيق يشمل جوانب عدة وأسباباً شتى أدت إلى سفور تلك المياه الوسخة إلى سطح الطريق وتلوث البيئة والتسبب في أمراض الملاريا وتكاثر البعوض والذباب والأمراض الجلدية وأمراض الجهاز التنفسي حسبما قال المهندس.منصور الأبيض مدير إدارة صحة البيئة في الإدارة العامة لمكتب أشغال تعز وقد أكد المهندس منصور الأبيض أن الإدارة حريصة على الدوام بالاسهام بشكل أو بآخر في رفع البلاء الناجم عن طفح المجاري المتكرر وكذلك الحال من قبل مركز التوعية البيئية بمحافظة تعز حيث يضطلع المركز الذي يديره الأخ مفيد الحالمي بمهام توعية المواطن بالأضرار البيئية الناجمة عن مشاكل الصرف الصحي في مدينة تعز عبر مختلف المنابر التوعوية. أسباب عديدة وحتى لاينحصر التحقيق عن مكان معين في المدينة فقد انتقلنا إلى أكثر من «10» مواقع في نهار أول أيام رمضان الجاري والتقطنا عشرات الصور ومن زوايا مختلفة لم ننشر إلا القليل منها وقد كانت المواقع الأكثر تعاسة حسب ماأعاننا الله والظروف للانتقال إليها هي تلك «المناهل» المتدفقة بلاءً في أحياء باب موسى والنسيرية والمركزي والجحملية والشارع المحاذي لساحة الإعدام سابقاً في صينة لكن التركيز كان من نصيب الموقع الأكثر بلاءً وهو ذلك الشارع الترابي المستهل لطريق مديريتي مشرعة وحدنان لكن الحي «صينة» مايزال ضمن النطاق الجغرافي لمديرية المظفر لذلك فقد هاتفت الأخ.أحمد قاسم صلاح مدير عام مديرية المظفر وأشار بأصابع الاتهام إلى أن أعمال شق وتوسعة طريق مشرعة وحدنان تسبب طفح مجاري شارع ترابي من حي «صينة» وفضل أن أتواصل مع المهندس سامي جامل مدير إدارة الصرف الصحي في محلي المظفر الذي بدوره التقيته واصطحبني في جولة ميدانية قصيرة نعم لكن مآسيها طويلة المدى وبالغة الأثر التقينا أيضاً بعض المواطنين المطلة منازلهم على المجاري الطافحة والمناهل المفتوحة والمكسرة من جراء شق وتوسعة آليات الشركة المقاولة بسفلتة ورصف طريق مشرعة وحدنان.يقول المهندس سامي جامل إنه والمواطنين تفاجأوا قبل أسبوعين بمياه الصرف الصحي تتفجر من المناهل المنسدة تارة ومن داخل بعض المنازل تارة أخرى بسبب طبيعة انحدار الحي وانسيابه. يشير عاقل حارة «صينة» إلى ذلك المنزل الذي يعمل رب أسرته في الخارج بأن المياه القذرة قد تصاعدت إلى الدور الثاني من المنزل نتيجة وقوع ذلك في نهاية انحدار المنازل المشتركة في المنهل «المسدود» المقابل لذلك المنزل وأن الأسرة في حال يرثى لها في ظل غياب رب الأسرة وضمير المقاول. لكن عاقل الحارة وبكل حماس يتوجه بالشكر والثناء للمهندس. سامي جامل وكل المعنيين في المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي لسرعة التجاوب ورفع الضرر عن ذلك المنزل.. ولكن الكاميرا التقطت صوراً لثلاثة مناهل أخرى في ذات الحي مازالت مكشوفة ومسدودة وعمال المؤسسة كما توضح الصور يعملون على إعادة الحياة لها من جديد ولكن ماذا أيضاً..؟ لم نستمع إلى توضيح من قبل هذا المهندس المشرف على شبكة الصرف الصحي في مديرية المظفر يقول ابن جامل إنه تلقى بلاغاً قبل أكثر من أسبوعين يوم طفحت المناهل المذكورة في حي صينة وسعى باحثاً عن المهندس المشرف على مشروع طريق مشرعة وحدنان الذي شقت معداته ووسعت الطريق بدون تجنب ردم تلك المناهل وتخريب فوهاتها الواضحة وضوح الشمس وبدون إشعار المؤسسة المعنية بالمياه والصرف بأن العمل جار لعمل ماينبغي من جانب طوعي لا أكثر لكن اللامبالاة كانت لغة آليات الشق وكما عبر المهندس جامل «حروا الطريق وعملوا عملتهم ولاهم ضاربين لأحد كرت» ويضيف جامل: قلت للمهندس يومها اصلح ماتسببتم في خرابه فأجاب هاتوا عمالكم ونحن سندفع أحضرنا ثلاثة عمال مباشر وافي :اعادة صلاحية احدى المناهل من الصباح إلى الحادية عشرة ليلاً فأعطاهم مهندس الشركة المقاولة فقط «2000» ريال فاضطروا لترك العمل باعتبار أنهم يعملون خارج نطاق دوامهم والتزامهم الرسمي. مقاولو الشق والرصف طرحنا كل ما قيل أمام المهندس فهد مجلي المهندس المشرف على الطريق فقال بأنه دفع ستة آلاف وليس ألفين ريال ومستعد لدفع أي مبلغ لكني طرحت عليه ما قاله مسئول شبكة الصرف الصحي لمديرية المظفر من أن مساهمة عماله ليس سوى طوعية وأن الشركة المقاولة ملزمة إلزاماً أساسياً يإصلاح كل ما ينجم عن أعمال الشق والرصف والتوسعة والأحرى بالشركة جلب عمال نظافة ومجار والاشراف على إنهاء المشكلة دون تحميل أحد سواهم المسئولية وهذا بالفعل ما أكده الأخ محمد الحاج أمين عام المجلس المحلي بمحافظة تعز بأن مقاولي الطرقات وحدهم ملزمون بإصلاح كل ماتترتب عليه أعمالهم مع احتساب كل التكاليف مسبقاً ضمن العطاءات. ذنب المواطن وحتى لا يكون الذنب وحده على عاتق المقاول أو جهة معينة فإن المواطن أيضاً له دور كبير في تلافي الإنسدادات...يوضح هذا المهندس محمد الأديمي نائب مدير عام المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بتعز أن رمي الاجسام الصلبة في المجاري يشكل أكبر المسببات في انسداد المجاري ومن ثم طفحها على السطح حيث تتجمع مع بعضها في أماكن معينة ويصبح من الصعب على عمال المؤسسة انتشالها. عيوب الشبكة ويضيف نائب مدير عام المؤسسة بأن العمر الافتراضي للأنابيب «الخرسانية» المكونة لشبكة مياه الصرف الصحي لمدينة تعز قد انتهى وما قصر من عمرها طبيعة الانحدار للمدينة حيث أدى ذلك مع مرور السنين إلى تآكل الطبقة الأسمنتية الملساء للأنابيب الأسمنتية فتحولت إلى سطح خشن تلتصق وتتجمع عليه الأوساخ والأجسام الكبيرة التي يرميها المواطن في المجاري بدون مبالاة ما يؤدي إلى انسداد تلك المجاري مباشرة وهنا يأتي دور عمالنا في تكبد عناء تصفية تلك الانسدادات. سرقة المشتركين بالإضافة إلى مخلفات مشاريع الطرقات وإهمال المواطن وشيخوخة الشبكة تكمن مشكلة أخرى تساهم في انسداد وطفح مجاري المدينة، يكون المواطن هو المتسبب أيضاً ماهي ياترى؟ يقول المهندس الأديمي إن كثيراً من مالكي المنازل الحديثة البناء يقدمون على الاشتراك في شبكة الصرف الصحي خلسة دون الرجوع إلى المؤسسة بشكل رسمي وقانوني فيقومون بالحفر ليلاً وإدراج مواسير منازلهم إلى المواسير الأسمنتية الرئيسية للشبكة بشكل همجي فيتسببون في تكسير المواسير الخرسانية لإدراج مواسيرهم إليها وهكذا فإن الأجزاء الأسمنتية المكسرة توغل في محتوى الشبكة وسرعان ما تنسد المجاري وتطفح على السطح ويلقى باللائمة للأسف دائماً على المؤسسة. جفاف المواسير ومن بين الأسباب المؤدية لانسداد مواسير الصرف الصحي ذلك الجفاف الذي يصيبها خلال فترة الدورة الشهرية لانقطاع المياه عن الحنفيات، فيشير المهندس الأديمي أن الجريان الدائم الكثيف لمياه الصرف الصحي يجرف الأجسام الصلبة أولاً بأول لكن الحاصل أن يوم عودة الماء إلى الحنفيات يفاجئ تلك «الكائنات» الصلبة في المواسير بزحزحتها إلى أضيق مكان في المواسير أو أجف المنعطفات ومن ثم تنسد الماسورة أمام المياه الجارية وبالتالي تتدفق إلى الشارع. السلطة المحلية وإذا ما تساءلنا عن دور المجالس المحلية في هذا الموضوع يجيب الأخ أحمد قاسم صلاح مدير عام مديرية المظفر بأن المجلس المحلي يعد حلقة وصل بين المواطن والمؤسسة أو الجهة المعنية وبشأن طفح كثير من البيارات في نطاق مديرية «المظفر» قال بأن مساحات وأحياء شاسعة تقع في الجهة الغربية للمدينة كبئر باشا وحبيل سلمان وغيرها ، تفتقر إلى شبكة مياه الصرف الصحي لذا فإن المنازل تعتمد على حفر بيارات بتراخيص يمنحها مكتب الاشغال والإسكان بالمحافظة وتجري الدراسات من قبل كل المعنيين بمد شبكة صرف صحي لتلك المناطق ومن جانب آخر يشير مدير عام المديرية إلى انفجار الكثير من مناهل الصرف الصحي في أرجاء عديدة وسط المديرية لذات الأسباب المذكورة آنفاً كان أبشعها مجاري شارع وادي القاضي الذي تسبب فيه مقاول طريق توسعة الاسفلت وظل لعدة أشهر يزعج الكثير إلى أن بادرت مؤسسة المياه والصرف الصحي بمعالجة الأمر بكل تفان وبمناسبة شارع وادي القاضي يمكنني العودة إلى كلام نائب مدير عام المؤسسة «الأديمي» عندما قال لي بأن المؤسسة تكبدت خسائر تقدر ب «6» ملايين ريال على ذمة شارع وادي القاضي يفترض أن يتحملها المقاول في تلك الطريق! تعددت الأماكن .. والطفح واحد! وإذا ما انتقلنا بهذا التحقيق إلى باقي مديريتي مدينة تعز «صالة والقاهرة» فسنجد أنفسنا ندور في ذات الرحى حول ما أشار إليه كل المعنيين الذين شملهم هذا التحقيق عن أسباب طفح مجاري مدينة تعز، إذا فالأجدر بنا فتح آذاننا والاصغاء إلى كلام الطرف الآخر أو الاتجاه المعاكس كما في الجزيرة إنه الأخ فيصل مشعل مدير عام مكتب الاشغال العامة والسكان بالمحافظة وطرحت عليه اتهامات المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي للأشغال ومقاولي الطرقات بضلوعهم المباشر أو غير المباشر في التسبب بسد الكثير من المجاري ومناهل الشبكة أثناء شق ورصف وتوسعة الشوارع.. سألناه: لماذا لاترجعون إلى خرائط شبكة الصرف الصحي قبل مباشرة أعمال الطرقات فأجاب بأن المؤسسة أصلاً تعمل بلا خرائط يمكن الاستعانة بها وليس أمام آليات الشق والرصف إلا تجنب مايظهر جلياً للعيان من معالم الشبكة «المناهل» وأضاف مدير الأشغال: إذا كانت الاتهامات موجهة إلينا فمن وراء طفح معظم المناهل في شوارع اسفلتية قديمة وسط المدينة لم تصلها آلياتنا ؟!. الختام هل يجوز لي اختتام هذا التحقيق بالمسك؟! لا أظن ذلك لأن رائحة ليست بالطيبة تراودني وتفوح إلى أنفي من بين سطور هذا التحقيق «المعطر».. لكن لامفر من ذلك خاصة وقد طرحنا ما أمكن من ايضاحات واتهامات وتعاليل ومبررات مؤسسة المياه والصرف ومكتب الأشغال ومقاولي الطرقات والمواطنين ومع كل ذلك أعتقد أنني خرجت بخلاصة أتحمل فيها «قلادة» إلى يوم الدين. ضرورة استكمال استبدال كافة الشبكة الخرسانية للصرف الصحي في مدينة تعز بالبلاستيكية الجديدة. وضع آلية مشتركة بين مكتب الأشغال والمؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي فلا ينبغي أن تصل آليات الطرقات سواء من الأشغال أو المقاولين إلا بمعية مهندس مؤسسة المياه والصرف الصحي،وكذلك العكس. توعية المواطن وتحمله مسؤولية تجنب انسداد شبكة الصرف الصحي ووضع قوانين رادعة بهذا الشأن تكون الحكم بين المؤسسة والمواطن وعدم الركون إلى المعالجات الآنية وابرح المجاري يافلان وشل «حسابك» وكل يذهب إلى حال سبيله وتعود المشكلة بعد فترة ويعاقب من لا ذنب لهم من المارة والجيران وزر المتسببين في البلاء. ردع الشركات المقاولة للطرق إذا ماتسببت في طفح ما ووضع ميزانية ذلك في حسبانهم كما أشار بذلك الحاج بحيث تتحمل الشركة المقاولة كل تبعات أعمالها. وآخر التوصيات أو الاستنتاجات هو ضرورة توخي العدالة في توزيع حصص أيام الشهر على أحياء مدينة تعز حتى لايغدو جفاف المجاري أمضى من جفاف الحنفيات! وتضل ساكنة بلا حراك إذا ما سكن عداد الماء عن الدوران وإذا ما عاد الماء بعد أسابيع من جديد تكون الأشياء قد استعصت على الانحدار والعبور وهناك وحدهم عمال المجاري تكمن عندهم الحلول بشق الأنفس.