المشاهد للفضائية اليمنية يشفق عليها وعلى المقيمين داخل اليمن الذي ما زالوا لا يملكون الستالايت من المعاناة التي يعانوها من البرامج التي تعرض على هذه الفضائية. مذيعون يرتكبون أغلاط بشكل لا يصدق، ورغم أن هؤلاء درسوا إعلام أو تخصصوا في اللغة العربية إلاّ أنهم طغت عليهم اللهجة أو كلام الريف، فهل يعقل أن مذيع أخبار يغلط عدة غلطات بنفس الدقيقة؟. كتب علينا المعاناة لأن إشتياقنا لبلادنا الحبيبة يغصبنا على أن نأخذ الريموت كنترول ونفتح الفضائية اليمنية كي تنقل لنا أخبار الداخل وأحوال الأهل والأوضاع السياسية والمناظر السياحية والتطورات التي تطرأ على البلاد. ولكن يا فصيح لمن تصيح! زمن "الجبري" مازال، ولم يزل و"صور من بلادي" لا يمكن لشخص أن يزحزحها من مكانها لأنها مركونة إلى جبل وغصباً عن الجميع يتم نقل أعراس وأفراح أبناء التجار والمسؤلين على الفضائية اليمنية بأسم صور من بلادي وكل يوم عرس في مكان وكذلك صور من بلادي. أما مقدمي البرامج الجدد فحبوا الابتكار والأبداع، وكل شخص "نشن" على فضائية معينة، وإذا ما أحب أو أعجب ببرنامج معين غيّر المسمى وقدمه فيها، ولكن المضمون والفكرة هي هي . فأحدهم عمل إعلان بشكل مضحك وكأنه في فيلم الحاسة السابعه للممثل أحمد فاروق الفيشاوي، يقول فيه: "مع صناع القرار، مع المسؤلين ورجال الأعمال، مع المهتمين والصحفيين" وحركات وتأشيرات باليد وكأنه مذيع قناة الجزيرة ولكن الفرق بينهم الصلعه. مقدم برامج آخر حدّثته نفسه بأنه هذه الايام موسم شعر، وكما هي العادة في اليمن مواسم في كل شيء حتى التجارة، فاذا بادر شخص وفتح له كافيه للأنترنت بعد شهر كل العاصمة تمتليء بمحلات الانترنت، وكذلك الاتصالات، وحتى شراب التوت- وصاحبنا الشاب فكر وأبدع وخلص تفكيره إلى مسابقة في الشعر على الفضائية اليمنية.. ماشاء الله والابداع..!! أين الابداع يا "صدى القوافي"!؟ ما الفكرة الجديدة التي أتيت بها؟ ولماذا أتعبت نفسك في التفكير والتحليل لعمل هذا البرنامج..!؟ مقدم برامج ثالث حدثته نفسه: خلينا نعمل لنا دعاية، فقدم إسمه مقلدأ المذيع فيصل القاسمي في الجزيرة، ولكن صاحبنا يقول: "معكم المذيع ........... تشاهدوني في نشرة الأخبار وبرنامج ..........."! هل يعقل أن يعلن مذيع أنه مقدم نشرة الأخبار! هزلت الفضائية اليمنية ومقدمي برامجها..! أين البرامج التي ترفع الرأس! أين البرامج التي تقرب البعيد! كم نشتاق ان نشاهد برامج تجعلنا نتكلم عنها وندخل في نقاشات فيما إذا نجح هذا البرنامج أو ذاك، أما الحاصل في الفضائية اليمنية ربما طغت الوساطة عليها وأصبح التوظيف لحاملي الشهادات الابتدائية والاعدادية والشهادة العليا الثانوية.. كما كنا زمان..!! العالم يتطور ونحن نرجع إلى الوراء، ويعيش برنامج "صور من بلادي" الذي من حين وعيت على وجه الدنيا والبرنامج موجود بنفس الحله، وبنفس المضمون، والحلقات المعادة، وأعراس المشايخ..! العراق برغم الأحوال والظروف التي يعيشها فتحت فيه عدة قنوات فضائية حكومية وخاصة ،ولكن كل واحدة تمتاز عن الأخرى بشيء ما، وكل القنوات مميزات، والفرق بيننا وبينهم شاسع- أين الثرى من الثريا؟ أين التقليد من الياباني؟ أين "صدى القوافي" من "شاعر المليون"؟ أين مقدمي برامجنا من أخينا المذيع صاحب البرنامج الحواري؟ وأين هم من المذيع المتألق في "الجزيرة" أحمد منصور؟ وأين هم من أخينا مقدم النشرة الأخبارية اليمنية الذي يعلن عن إسمه، أنه مذيع نشرة أخبار؟ وأين مذيعي أحدث قناة فضائية ..!؟