في تطور هو الأخطر على صعيد ما يهدد الوحدة اليمنية بعد حرب الانفصال 1994م، باشر التيار الانفصالي الذي يقوده الثنائي حسن باعوم وناصر النوبة إبتداءً من يوم أمس الثلاثاء توزيع استمارات استبيان حول مشروع إنفصال المحافظات الجنوبية. وتم توزيع هذه الاستمارات عبر عناصر تابعة للتيارين يرافقها عدد من عناصر المليشيات المسلحة، حيث تتولى الإلتقاء بالمواطنين، وتدوين أجوبتهم على ما ورد في الاستمارة، ودون السماح لأحد منهم الامساك بها، ثم الطلب منهم التوقيع عليها، ولم تبدِ السلطات الحكومية أي ردود أفعال على ذلك، في الوقت الذي تجري عملية الإستبيان حالياً بوتيرة عالية. وفيما أكدت مصادر "نبأ نيوز" في المحافظات أنه تم تدشين حملة الإستبيان الانفصالي في عدد من المحافظات الجنوبية، فإن محافظة الضالع دشنت الحملة منذ يوم أمس الثلاثاء بعد وصول حسن باعوم الى الضالع في ضيافة النائب البرلماني صلاح الشنفره. كما علم موقع "نبأ نيوز" أن باعوم تولى اليوم الأربعاء مبادرة الإصلاح بين الفرقاء الإنفصاليين المتمثلين في تياري شلال علي شايع وصلاح الشنفرة، والذي جمعهم على الغداء في قرية "حدارة"، ثم انتقلوا الى منطقة "الشعيب" لعقد إجتماعهم فيها. ولضمان نجاح عملية الاستفتاء على مشروع الانفصال، فإن مصادر "نبأ نيوز" في الضالع كشفت أنهم قاموا بتقسيم ما كان يسمى ب"جمهورية اليمن الديمقراطية" الى مربعات، ثم تقسيم المحافظات والمديريات لتسهيل عملية الاتصال والتواصل، ويدعمهم في هذه العملية عدد من التجار ومعارضي الخارج، وجهات غير يمنية ما زالت مجهولة الهويةخلف الكواليس ترى في الاستفتاء إنه هو الحل الوحيد والقانوني- حسب زعمهم- لتحديد المصير، وعلى أن يتم ذلك على أساس التعداد السكاني وفق إحصائيات ما قبل الوحدة اليمنية، أي على أساس ان المحافظات الجنوبية لا يتعدى سكانها اثنين مليون ونصف نسمة فقط، وعلى أساس أن عدد سكان الضالع (150) ألف نسمة، وليس (500) ألف- كما هو الحال في التعداد السكاني الأخير لعام 2004م. وعلمت "نبأ نيوز" إن الاستمارات لا تسلم ل"شماليين"، ولا يتم سؤال أي "شمالي" عن رأيه حتى ولو كان من الذين عاشوا في الجنوب قبل الوحدة.. كما يقوم التيار الانفصالي الذي يتزعمه باعوم والنوبة بوضع رؤيا خاصة حول ضرورة استمرار عملية التسامح والتصالح بين الفرقاء وعلى اساس الزام الجميع برد الاعتبار لبعظهم البعض فيما حصل أيام قحطان الشعبي وسالمين وعبد الفتاح إسماعيل، وعلي ناصر محمد، وكذلك ما حصل من قبل الجنوبيين في صيف 94م، ممن وقفوا مع الشرعية الدستورية "نظام الرئيس علي عبد الله صالح"، ويسمونهم ب"الزمرة"، أمثال الفريق عبد ربه منصور هادي- نائب رئيس الجمهورية وآخرون. وتؤكد مصادر "نبأ نيوز" أنه يجري حالياً أيضاً التواصل مع الجماعات الدينية "الجنوبية"، والمنضوين في الاحزاب السياسية الأخرى- بما فيها المؤتمر الشعبي العام- حيث يتم التواصل معهم تحت شعار "الحوار" وبصفتهم الشخصية وليس كأحزاب، وعلى أن يتم رد الاعتبار من قبل الجميع للجميع- بما فيهم السلاطين والامراء والمشائخ في الداخل والخارج؛ وعلى أساس أن السلطة والثروة سيتم تقسيمها على الجميع بعد الانفصال- حسب زعمهم- وطبقاً لحجم تأثير كل فئة في أوساط المجتمع. ونقلت مصادر خاصة ل"نبأ نيوز" على لسان باعوم قوله: "لن نستطيع مواجهة الشماليين إلا بعد توحيد الجنوبيين"، وهو بذلك يدعو الى الانفصال عن الشمال من جهة، وإلى توحيد الجنوب من جهة أخرى. وياتي هذا الحراك داخل محافظة الضالع والمحافظات المجاورة لها في الوقت الذي يحضر اللقاء المشترك لمهرجانه غداً الخميس في ساحة "ملعب الصمود" بمدينة الضالع، الساعة التاسعة صباحا، وتحت شعار (التضامن مع شهداء النضال السلمي، والوقوف ضد نهابي البلاد)، وهو نفس الشعار الذي دعم به المشترك ظهور الجمعيات والكيانات الانفصالية، ومنحها الثقل الجماهيري بحشد قواعده لها، ومشاركة كبار قياداته في إلقاء الخطابات خلالها رغم علمه المسبق برفضها الحصول على تراخيص العمل طبقاً لما يقره القانون. وستشارك في المهرجان قيادات المشترك، ونجم حزب الاصلاح الممثل الكوميدي فهد القرني. وعلمت مصادر "نبأ نيوز" ان تيار باعوم والنوبة يسعى لدس شعارات إنفصالية في المهرجان بعد التنسيق مع المشترك على ان يظهر المشترك بمظهر المستغرب، وكمن لا يعلم بالامر، وعلى طريقة قول أحد صحفيي المشترك "بشره بالموت يرضى بالحمى"- أي "خوفوهم بالانفصال يوافقوا على القسمة مع المشترك"- على حد تعبيره. وفي حال حدث أي تصدي لهذا التيار من قبل المشترك فان ناشطين فيه سوف يسعون- حسب المصادر- الى إحداث فوضى في المهرجان وبذلك يكون تيار باعوم والنوبة الانفصالي يخوضان مواجهتين الاولى جمع الجنوبيين وتأليبهم ضد الوحدة، والثانية مواجهة الشماليين.. وأيا كان هذا أو ذاك فليس من أحد لا في الشمال ولا في الجنوب ضد وحدة صفوف أبناء الوطن ولكن على أساس وحدة الوطن ككل، وليس على طريقة "خيري وأخوه"!