أكد مراسل "نبأنيوز" في محافظة الضالع أن أحزاب اللقاء المشترك في الضالع شاركت اليوم السبت بكامل قياداتها وقواعدها في مظاهرة صاخبة بالضالع، تم خلالها رفع أكثر من ألف علم لما كان يسمى ب"الجنوب العربي"، في الوقت الذي تغيبت جميع قيادات هيئات الحراك الانفصالي عن التظاهرة، تاركين البائسين لمصيرهم المجهول، ولتتولى قيادات المشترك بالنيابة توجيه مسيراتهم.. وأضاف المراسل: أن جميع قيادات فروع أحزاب المشترك بالضالع وقواعدها الشعبية، وقيادات أخرى وفدت من محافظات "شمالية"، ومعهم جماعات التيار السلفي، إنضمت صباح اليوم إلى الحراك الانفصالي، لتقود التظاهرة الأكبر التي نظمتها، ودعت اليها، وغابت عنها، هيئات الحراك، بدعوى تشييع جثمان توفيق الجعدي- أحد قتلى الحراك. المسيرة التي رفعت أعلام تشطيرية، وهتفت لانفصال الجنوب، رفعت أيضاً علماً كبيراً يجمع شعار الحزب الاشتراكي اليمني والجنوب العربي، وعشرات الأعلام للحزب الاشتراكي، فيما دخلتها حشود أبناء مديرية "جحاف"، رافعة يافطة كبيرة كتب عليها (المجلس الوطني لتحرير الضالع)، مترجمة رفضها الانضواء تحت مسمى (مجلس قيادة الثورة)، الذي أعلن عنه مؤخراً كبديل لكل مسميات هيئات الحراك. المسيرة تقدمها نعش توفيق الجعدي ملفوفاً بعلم "الجنوب العربي"، ومحمولاً على سيارة أسعاف تابعة لوزارة الصحة العامة والسكان، غير أنها كانت ترفع علم "الجنوب العربي" أيضاً- في سابقة خطيرة أن ترفع سيارة حكومية علماً إنفصالياً. ونظراً لغياب قيادات الحراك، فإن التظاهرة اختزلت المهرجان الخطابي الذي أقامته بكلمة واحدة ألقاها محمد مساعد سيف، وقصيدتان شعريتان.. وانتهت الفعالية بأكملها في حدود الساعة الحادية عشرة والنصف، دون وقوع أي احتكاك مع السلطات الأمنية، أو أي أحداث. وكانت عشرات من عناصر مليشيات الحراك الانفصالي بالضالع شوهدت صباح اليوم متنكرة بزي الحرس الجمهوري، وقامت بنصب نقاط أمنية على الطرق، في محاولة لتضليل بعض الوحدات الأمنية لإحداث خرق أمني، غير أن السلطات الأمنية بالضالع سرعان ما اكتشفت الخدعة، وأرسلت وحدات عسكرية لضبطهم، إلاّ أنهم لاذوا بالفرار قبل وصول القوات الحكومية. كما أكد مراسل "نبأ نيوز" أن صلاح الشنفره- رئيس هيئة نجاح- لم يشارك في المسيرة خوفاً من إلقاء القبض عليه، وقد أجرى عدة اتصالات مع قيادات المسيرة إدعى فيها أن القوات الأمنية تضرب طوقاً حول المدينة ولا يستطيع الدخول، غير أن شوهد عيان رصدوا سيارة الشنفرة وهو بداخلها، ترافقها سيارة أخرى في أحد أزقة المدينة وهم يراقبون المسيرة من مكان مرتفع، ولا يجرؤون على المشاركة. وبحسب مصادر في الحراك، فإن قيادة الحراك أنفقت ما يزيد عن ثلاثة ملايين ريال على تأجير سيارات النقل التي تولت نقل المشاركين من عدة مديريات ومحافظات إلى مدينة الضالع، كما أنفقت ما يقارب المليون والنصف ريال على الأعلام واليافطات القماشية، ونحو المليوني ريال تم توزيعها على المئات من عناصر المليشيات المسلحة التي تتولى مهام حماية المسيرة، ورصد الأغراب- وجميع هذه الأموال تم تقديمها من جهتين: الأولى القوى الانفصالية في الخارج، والثانية فرع إحدى الجمعيات الدينية في الضالع- تتحفظ "نبأ نيوز" على اسمها. وبدا جلياً أن الحشد الكبير الذي أثار دهشة أبناء الضالع لم يكن سوى كشف جديد لأوراق اللعبة السياسية يؤكد أن ساحة الضالع أصبحت ملعباً لقوتين لا أكثر: الحزب الحاكم، والحراك الانفصالي الذي انضمت تحت ألويته أحزاب اللقاء المشترك.. غير أن التساؤل الذي أثير اليوم هو: مَنْ يقود مَنْ.. الحراك يقود المشترك، أم أن المشترك هو الذي احتوى الحراك...!؟ فمنذ ظهور الشنفرة أثيرت تساؤلات عديدة حول طبيعة علاقته مع المشترك، وهل سيكون العصا التي يضرب بها المشترك الدولة، أم هو الخيمة التي يتفيأ داخلها المشترك وهو يتفرج على معارك الدولة مع الحراك..؟ فثمة من يقول: أن الحراك بدون المشترك لا يجرؤ على تحريك قشة في الشارع..!