في إطار أوسع عمليات إرهابية تشنها مليشيات الحراك الانفصالية، أكدت مصادر "نبأ نيوز" بمحافظة الضالع مقتل اثنين من أبناء محافظة إب على أيدي عناصر الحراك، في عمليتين منفصلتين، استهدفت الاولى منزل شخص يدعى "علاء جباري" بقاذفة، فيما لقي الآخر ويدعى "الصوملي" حتفه اثناء محاولته فتح محل عمله، وكلاهما من محافظة إب. وبحسب مراسل "نبأ نيوز" بالضالع، فإن حجم الخسائر بلغ بنهاية يوم أمس الاثنين (5) قتلى، و(15) مصاباً- بينهم ثلاث شقيقات لعضوة مجلس الشورى "فاطمة محمد" قصفت المليشيات الارهابية منزلهن بقذيفتي مدفع هاون، فيما بلغت المباني المتضررة نحو (22) منزلاً، و(4) محلات تجارية؛ إلى جانب إصابة (11) سيارة و(3) باصات، وسيارة إطفاء حريق، وسيارة إسعاف، وطقمين أمنيين باضرار مختلفة تصل بعضها الى التدمير.
وأكد المراسل: أن مليشيات الحراك بدأت نحو الساعة العاشرة من صباح الاثنين بحملة تصفيات واسعة لمن تصفهم ب(عملاء الاحتلاء)، فاستهدفت بيوت بعضهم بمدافع الهاون، والبعض الآخر بالقاذفات إلى جانب إطلاق الرصاص على نوافذ وابواب عدداً آخراً من البيوت.. والغالبية العظمى من هذه البيوت تعود لمواطنين من أبناء الضالع الأصليين، غير أنهم من المعارضين للانفصال بقوة، وبعضاً آخراً ممن يعملون في مراكز حكومية، والذين كان رفضوا الانصياع لبيانات سابقة وزعتها المليشيات وطالبتهم بترك وظائفهم مع الدولة، وهددتهم بانهم سيعرضون أنفسهم للعقاب في حال رفضهم. غير أن المفاجأة التي استجدت في احداث امس الاثنين هو حصول السلطات في الضالع على ما وصفتها ب"أدلة مادية دامغة" تؤكد وقوف قيادات في أحزاب اللقاء المشترك وراء تفجير العنف- طبقاً لما أكده مصدر حكومي ل"نبأ نيوز"- وكذلك تورطها في دعم المليشيات المسلحة مادياً، ومشاركتها الفعلية في أحداث أمس، في إطار تحالفها المعلن مع الحراك. وأشار المصدر إلى قيام قيادة محافظة الضالع مساء أمس الاثنين بتسليم "مجموعة الأدلة" إلى اللجنة الأمنية العليا بالعاصمة صنعاء، وإبلاغ القيادة اليمنية بتفاصيل "خطيرة للغاية" حول تورط اللقاء المشترك في تمويل أعمال التخريب في الجنوب، وحول اتفاقات وتنسيقات أبرمها الطرفان مؤخراً. وفي أول ردة فعل رسمية تجاه هذا التطور، أصدر المكتب الاعلامي برئاسة الوزراء بياناً عبر فيه عن أسفه واستغرابه من قيام احزاب اللقاء المشترك، بتحريض وتشجيع العناصر التخريبية للقيام باعمال الفوضى والتخريب، وكذلك دعمها لهذه العناصر من خلال البيانات التحريضيه التى تؤدي الى تمادي تلك العناصر في غيها وتصرفاتها الهدامه التى تمس امن واستقرار وحياه المواطنين والسكينة العامة للمجتمع. واستنكر أن تقوم هذه الاحزاب "بالدفاع عن الخارجين عن القانون، والعمل على الترويج لثقافة الفوضى في المحافظة،وتعطيل عملية التنمية فيها"، داعياً إياها إلى "مراجعة مواقفها من مثل هذه التصرفات غير القانونية التى تؤثر على الامن والسلم الاجتماعي". مصادر محلية في الضالع استغربت الأسلوب الذي يتعاطى به الحزب الحاكم مع قضية تورط أحزاب المشترك على مستويات قيادية عليا بدعم اعمال التخريب والانفصال في الجنوب.. وقالت ل"نبأ نيوز": أن العديد من قيادات حزب الاصلاح والحزب الاشتراكي تحتل مناصب قيادية في الحراك، ومعلن عنها في جميع وسائل اعلام الحراك، وتجرى معها المقابلات الصحفية التي تتحدث بها جهراً عن مشاريعها الانفصالية، دون أن يحرك الحزب الحاكم ساكناً، أو حتى يصدر بياناً يدين به تلك القيادات باسمائها. واعتبرت صمت الحزب الحاكم هو ما شجع هذه الاحزاب على التمادي، وتقديم دعم لا محدود للحراك.. مؤكدة أن قيادات المشترك في الضالع ولحج أصبحت هي المتنفذة في أوساط الحراك، وتستخدمه كورقة لتحريك الشارع كلما احتاجت للضغط على السلطة أو ابتزازها. هذا وكانت "نبأ نيوز" أول من نشر تقاريراً تحمل أسماء قيادات في أحزاب المشترك أنيطت بها مناصب قيادية في هيئات الحراك الانفصالية، منها: 1. محمد مسعد العقلة: أبرز قيادات الاصلاح بالضالع، ويشغل منصب أمين عام المجلس المحلي بالمحافظة، بعد ترشحه باسم حزب الاصلاح.. وهو يشغل منصب (أمين عام مجلس التنسيق الوطني للحراك بالضالع)، والذي أسسه "حسن باعوم".. وقد أجرت معه صحيفة "الامناء" حواراً يوم 14/4/2010م، أكد فيه على المطلب الانفصالي، وتحدث باسم الحراك دون خجل أو خوف من أحد. 2. قاسم صالح ناجي: سكرتير الحزب الاشتراكي اليمني، عضو مجلس محلي بمحافظة الضالع.. وهو يشغل منصب (رئيس مجلس الحراك الانفصالي بمديرية الشعيب).. وقد أدلى بالعديد من التصريحات الصحفية باسم الحراك، وتحدث عن المطلب الانفصالي بكل وضوح. 3. صالح عبد الله عبيد قيادي في حزب التجمع اليمني للاصلاح، ويشغل أيضاً عضو مجلس محلي جحاف.. وهو أحد قيادات المجلس الوطني للحراك بالضالع. 4. عبد الغني الخطيب قيادي اللقاء المشترك، عضو مجلس محلي محافظة الضالع.. وهو قيادي في المجلس الأعلى للحراك الذي يتزعمه علي سالم البيض. وهناك عشرات القيادات في المشترك تتحدث عن مشاريعها الانفصالية، ولا تتردد في كشف انتمائها للحراك، أو التأكيد بأنها تطالب بانفصال الجنوب، وأنها تحمل السلاح لأجل ذلك.. حيث أن احزاب اللقاء المشترك فقدت نحو (90) بالمائة من قواعدها التنظيمية في الجنوب بعد تحول تلك القواعد إلى صفوف الحراك، لكنهم وجدت أيضاً في ذلك التحول ما يخدم مصالحهم، إذ بات تأثيرها على الحراك قوياً، وأصبحت أحد صناع قراره المهمين.