أحيا ملتقى الرقي والتقدم صباح اليوم السبت بصنعاء ذكراه التأسيسية الأولى بيوم مغمور بالوفاء، تدفقت بين حناياه مشاعر وجدانية حرّى بتكريم الأستاذ أحمد جابر العفيف، وزوجته السيدة خديجة أحمد علي الشرفي، التي تم توصيفها ب"شخصية العام 2008م"، ليزامن ذلك مع اليوم العالمي للمرأة- الثامن من مارس. وعلى غير ما تجري عليه تقاليد الإحتفاء، فإن الحضور المهيب لكبار الشخصيات النضالية الوطنية والفكرية والثقافية، والتي تصدرها الدكتور عبد العزيز المقالح- المستشار الثقافي لرئيس الجمهورية، وثب عن آخره وقوفاً إجلالاً وتقديراً لدخول الأستاذ الكبير أحمد جابر العفيف، والسيدة خديجة الشرفي، فيما ترك الأستاذ يحيى محمد عبد الله صالح منصة الحفل ليستقبل العفيف عند مدخل القاعة بعناق الإبن البار بوالديه، وليأخذ بيد العفيف إلى مجلسه في موقف درامي أدمعت له المقل. وقد افتتح الأستاذ يحيى صالح- رئيس الملتقى- الحفل بكلمة أوضح في مطلعها إلى أن هذا الاحتفال يأتي بمناسبة مرور عام على تاسيس ملتقى الرقي والتقدم، مشيرا إلى أن إنعقاد الملتقى في هذا اليوم بالذات- يوم الثامن من مارس، يوم المرأة العالمي- إنما هو تذكيرا بالمرأة ولتكريس هذا اليوم للاحتفال بها كل عام من خلال الملتقى ليس بالكلمات فقط بل ومراجعة نشاطات الملتقى كافة،واقرار نشاطه المستقبلي، ومدى استجابته لاهداف الملتقى بشكل عام، ومدى استجابته لتمكين المرأة من ممارسة حقوقها بشكل خاص. وأكد قوله: لاننا مؤمنون بأن معيار الرقي والتقدم لدى الانسان معتمد في أحد جوانبه الاساسية على المرأة وحقها في ممارسة حقوقها الاساسية، مقتنعين بأن هذه القضية هي قضية المجتمع كله وغير مقتصرة على النساء فقط، فحين ننهض بأوضاع المرأة ونستوعب مشاركتها في البناء والتطور والرقي والتقدم في المجتمع فانه سينعكس حتما على تطور المجتمع في كافة اتجاهاته. وتابع محيياً: ألف تحية المرأة اليمنية والمرأة العربية المرابطة في أرض العراق في فلسطينوالعراق العظيم في يوم المرأة العالمي، والف تحية لكل الرجال المؤمنين بقضية المرأة قولا وفعلاً. ثم تطرق إلى التقرير السنوي للملتقى، موضحاً: أنه يعبر عما تم انجازه مع التأكيد على انه كان عاماً تأسيسياً الامر الذي أملى علينا التركيز على النشاط الداخلي من حيث وضع آليات العمل واستكمال هياكل الملتقى التنظيمية والادارية واستنباط برامج عمل نشاطية من واقع اهداف الملتقى المنصوص عليها في نظامنا الاساسي فقد انجزنا عدة انشطة في مختلف الاتجاهات، لكن نجاحاتنا ستظل ذات طابع وطني عام بعيدة عن أي اتجاه فئوي أو حزبي. وأضاف: كما بذلنا جهدا ملحوظاً تحضيراً لفعاليات كبيرة نامل ان ننجزها في عام 2008م، مؤمنين بان التحضير الجيد واشراك الشخصيات المتخصصة يؤمن نتائج جيدة انطلاقا من قناعتنا بان طبيعة نشاطنا في ملتقى الرقي والتقدم لا تقتصر على الندوات او ورشات العمل فقط، بل ومتابعة نتائج وقرارات وتوصيات هذه النشاطات، وتمثيلها على أرض الواقع كلما أمكن ذلك. وأشار إلى أن المكتب التنفيذي وقف امام مبادرة رئيس الجمهورية حفظه الله، وأسفر ذلك عن وجهة نظر اعلناها من خلال بلاغ صحافي نشر في وسائل الاعلام بتاريخ 10/10/2007، ورحبنا بالمبادرة بشكل عام وخصوصاً بتخصيص نسبة للنساء في الانتخابات النيابية وتخصيص كوتا لها مقدارها 15%، واعتبرنا أن هذه الخطوة الرائدة والشجاعة من قبل فخامة الرئيس تاتي في سياق برامجه من أجل النهوض بالوطن اليمني وتمكين المرأة من ممارسة حقوقها، انطلاقا من واجبنا الوطني.. لافتاً إلى أن الملتقى تقدم لفخامة الرئيس بوجهة نظره التي تتمثل بآلية تحقيق هذه الخطوة في الانتخابات النيابية القادمة. وأكد الاستاذ يحيى محمد صالح قوله: "ايمانا منا بان ملتقانا متسلح برؤية متفتحة على المجتع كله فاننا سندعم النشاطات الاجتماعية كافة- افراداً وجماعات- التي تلتقي مع أهداف الملتقى سواء كان هذا النشاط ندوة أو ورشة عمل لان جوهر هدفنا هو إحداث تطور وتنمية حقيقية لكي يتطبع مجتمعنا بطابع الرقي والتقدم". وأشار إلى أنه على اساس تلك الرؤيا ياتي تكريم الاستاذ والمربي أحمد جابر العفيف وكذلك الاستاذة خديجة الشرفي إيماناً بان ما قدموه خلال مسيرتهم المجيدة ساهم في تطور ورقي وتقدم المجتمع اليمني وإيماناً بأن عدد أعضاء الملتقى بالمعنى الواسع للكلمة لا يقتصر على أعضاء الملتقى العام بل يشمل كل مواطن يمني يلتقي ويؤمن باهدافه العامة.. مختتماً بالقول "معا من أجل وطن مزدهر.. معاً من أجل يمن راقي ومتقدم". وبعد عرض مختصر سيرة حياة الأستاذ أحمد العفيف والسيدة خديجة الشرفي ألقى أحمد جابر العفيف كلمة ، قرأها بالنيابة عنه نجله خالد، وقال فيها: لا أدري أيها الاعزاء والعزيزات كيف أعبر عن الاعتزاز والامتنان لتكريمي.. إن تكريمي والسيدة خديجة الشرفي يغمرني بالمحبة والعرفان ويترك أثره الجميل في مشاعري وعقلي ووجداني، فهو أفضل هدية أتلقاها في حياتي! وتابع: ليس في الدنيا ما هو أروع ولا أجمل من الوفاء، وعندما يأتي الوفاء من الابناء للاباء أو جيل من الاجيال الجديدة يكون للوفاء طعم رائع ومذاق مختلف، وهو يعني تواصل لازدهار الحياة التي تجسد في وفاؤكم الزكي والعريق. وقال: لقد اخترت منذ بداية مسيرتي الارتباط بالتعليم وقضيت أزهى سنوات العمر بالدراسة والتدريس، والان وأنا في الثمانين لا زال قلبي وعقلبي وعقلي وضميري مشدود الى المدرسة والفصل الدراسي والكتاب، وأرى فيكم أيها الاحبة الامل الباقي المستمر والمتجدد من أعماق القلب.. وحيا لفتة الملتقى الكريمة، آملاً "ان يتواصل تأصيل التكريم لليمن كلها ليشمل جنود مجهولين الذين أفنوا العمر في بناء العقول واثراء الحياة.. انكم بصنيعكم هذا تجسدون وتزرعون الامل في النفوس". كما حيّا لفتة الملتقى الكريمة بتكريم زوجته التي قال عنها أنها "كانت المصباح الذي أنار قلبي، وصدقوني أنها كانت في طليعة الاهتمام بالعمل الخيري والمجتمعي ودائما كنت أجد فيها السند والعون.. فتحية لها وتحية لوفاء كريم وعزيز.. ولا يزال لي أمل بالخير مادام الوفاء هو تحية من الابناء للاباء، ولكم خالص التحية والشكر والعرفان".. وقام رئيس الملتقى- الأستاذ يحيى صالح- بتقديم الهدايا التكريمية للستاذ العفيف والسيدة الشرفي، وسط تهافت الحاضرين لتهنئتهما، ولمعانقتهما، ولالتقاط الصور التذكارية لهذا المشهد الرائع الذي فاض وفاءً لرجل وسيدة أفنيا عمريهما نضالاً من أجل اليمن، وشعب اليمن، ومن أجل الثقافة اليمنية. وقد تخلل الحفل عرض مصور لأنشطة الملتقى خلال العام الأول من عمره، ثم تلاه قراءة التقرير السنوي من قبل الدكتورة بلقيس الحضراني، وقراءة التقرير المالي من قبل يحيى الشرقي.