قال الدكتور محمد الشعيبي- أستاذ القانون الدولي بكلية الحقوق جامعة تعز- ان من الصعب تحديد ماهية الجهة التي ترصد أو تحصي ضحايا النزاعات المسلحة من الأطفال في اليمن مضيفا في تصريح خاص ل "نبا نيوز" أنه شخصيا لا يدري لمن يوجه هذا السؤال وماهى الجهة التي تقع عليها مسئولية إحصاء عدد الاطفال الضحايا في اليمن نتيجة حركات التمرد او النزاعات المسلحة. وأشار في الوقت ذاته انه لا يستطيع الجزم فيما اذا كانت الاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الاطفال في النزاعات المسلحة تنطبق على أطفال اليمن الذين ذهبوا ضحايا حروب وتمرد كأحداث صعدة او في مواجهات اخرى نشبت بين طرفين كان الاطفال فيها ضحايا تلك الحروب والمواجهات. وحول سؤال يتعلق بتجنيد أطفال دون الخامسة عشرة في الجيش اليمني لا سيما ابناء قادة الألوية والوحدات والمناطق العسكرية قال الشعيبي:- بصراحة هذه مخالفة قانونية واضحة وانتهاك لاتفاقيات حقوق الطفل العالمية والقانون الدولي الإنساني وقانون الطفل اليمني لكنه اشار في نفس الوقت الى ان اقدام قادة الجيش في اليمن على تجنيد أبناؤهم هو بهدف الوظيفة والحصول على الراتب الشهري عبر تجنيد هؤلاء الاطفال. الشعيبي الذي كان قد ألقى محاضرة في مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة بتعز اشار الى ان اشراك الأطفال بطريقة مباشرة وغير مباشرة في الحروب والنزاعات المسلحة تمثل جريمة حرب، وقال في محاضرته التى حملت عنوان (الحماية القانونية للطفل أثناء النزاع المسلح)، أن هناك احصائيات مخيفة تبين مدى ما يتعرض له الأطفال من أشكال العنف فالإحصائيات تشير إلى أن 90 %من ضحايا النزاعات المسلحة مدنيون من بينهم80 % من الأطفال والنساء. وأوضح ان 20 مليون طفل تقريباً يعيشون في دائرة المجهول حيث تذهب الإحصائيات إلى أن اكثر من مليون طفل ماتوا خلال العقد الماضي نتيجة النزاعات المسلحة وأن مايزيد على 6 ملايين طفل مصابون بالإعاقات والعاهات منهم مليون طفل انفصلوا عن ذويهم في حين أن قرابة 1008 آلاف طفل يتعرضون للقتل أو بتر الأعضاء بسبب الألغام الأرضية إضافة إلى أن 300 ألف طفل يجندون بشكل مباشر في الأعمال الحربية. لافتا الى ان هناك فتيات لا تزيد أعمارهن عن 12 سنة تعرضن للاغتصاب و20 ألف أنثى سقطن ضحايا للاعتداءات الجنسية في يوغسلافيا السابقة ناهيك عن الآثار غير المباشرة الناجمة عن فقدان أسرهم ومشاهداتهم لحوادث القتل والاغتصاب، الاحتجاز، التعذيب، الاختطاف.. فيصل سعيد فارع مدير عام مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة بتعز كان قد اشار في مستهل بدء المحاضرة الى التقصير البالغ ازاء الطفولة في اليمن باشكال مختلفة، موضحا ان الاطفال لا يقعون ضحايا حروب ونزاعات فقط بل يقعون ايضا ضحايا عنف واهمال وقهر واستغلال ومتاجرة، لافتا الى انه صار من الاهمية بمكان اعطاء الطفولة في اليمن الرعاية والاهتمام الكبيرين لانها عنوان المستقبل في كل زمان ومكان.