السيد القائد يحذر من أي تواجد إسرائيلي في ارض الصومال    العليمي يشن الحروب على الجنوب لحماية سرقاته لنفط شبوة وحضرموت    حضرموت.. قنابل ضوئية على محيط مطار سيئون واتهامات متبادلة بشأن اشتباكات الشحر وحدتها تتصاعد    هنأ الشعب بمناسبة جمعة رجب.. قائد الثورة: لابد أن نكون في حالة يقظة مستمرة وروحية جهادية عالية    هل حان الوقت لتجريم الاستعمار    المكلا حضرموت ينفرد بصدارة المجموعة الثالثة بدوري الدرجة الثانية لكرة القدم    قوات النجدة بأمانة العاصمة تستعيد 3 دراجات نارية مسروقة    وكيل وزارة الخارجية يشيد بدورالصليب الأحمر في ملف الأسرى    فلسطين الوطن البشارة    الشؤون الخارجية بالانتقالي تبحث التعاون مع المفوضية السامية وتؤكد احترام المجلس لحقوق الإنسان    العرادة يدشن حزمة مشاريع خدمية وتنموية لتعزيز البنية التحتية في مأرب    اغتيال جار الله عمر.. اللحظة التي دخل فيها ملف الإرهاب في اليمن دائرة التوظيف السياسي    تشييع جثمان الشهيد المقدم توفيق العسيقي في التعزية    الأرصاد: سحب منخفضة كثيفة على سقطرى والسواحل والمرتفعات المحاذية    سياسي جنوبي يثمّن شراكة التحالف مع الجنوب ويؤكد: النصر في 2015 صُنع بوضوح الموقف لا بالمساومات    جوائز غلوب سوكر: باريس والبرتغال ويامال الأفضل    مدارس أمانة العاصمة تحتفي بعيد جمعة رجب    مركز البحر الأحمر للدراسات يصدر كتابين جديدين حول الهجرة الأفريقية غير الشرعية إلى اليمن والقضية الفلسطينية    منذ أكثر من شهر.. مليشيا الحوثي تمنع دخول عشرات الشاحنات المحملة بمادة الأخشاب    الشتاء يتحول إلى كارثة إنسانية: 20 وفاة وآلاف النازحين بالعراء في غزة    عاجل: أهم نقاط البيان.. سيئون تجدد العهد لاستعادة دولة الجنوب وتفوض الانتقالي خيارًا نهائيًا بلا تراجع أو مساومة    ورشة حول الصحة والسلامة المهنية بصنعاء    ميلان يقسو على فيرونا بثلاثية ويعتلي صدارة "الكالتشيو" مؤقتاً    أمين العاصمة يتفقد أعمال صيانة شارع سبأ بمشاركة مجتمعية    خفر السواحل تحذر من السباحة قبالة سواحل عدن وأبين وشبوة    المحرّمي يطّلع على سير العمل في المؤسسة العامة للاتصالات وخططها المستقبلية    تحت شعار الهوية والانتماء.. جامعة صنعاء تُحيي ذكرى "جمعة رجب"    صنعاء.. صدور حكم استئنافي في قضية الصحفي محمد المياحي    صنعاء: المكاتب التنفيذية تُحيي ذكرى "جمعة رجب"    الصين: تأسيس أكثر من مليون شركة جديدة في 11 شهرا    هل بات قادة اوروبا يخشون "سلام ترامب" في أوكرانيا؟!    صحيفة فرنسية: غارات جوية وأزمة إنسانية.. لماذا تصاعدت التوترات فجأة في اليمن ؟!    نيجيريا تسقط تونس في مباراة مثيرة وتبلغ ثمن نهائي كأس أمم إفريقيا    الاعتراف الإسرائيلي بالصومال خطر يهدد الجنوب العربي وخليج عدن    وفاة المخرج المصري الكبير داوود عبد السيد    هروب    رشاد العليمي يسهل لنجله عبدالحافظ سرقة نفط حضرموت    محمد صلاح يواصل تحطيم الأرقام القياسية في «كأس أمم إفريقيا»    في صنعاء.. هل ابتلعنا "الثقب الأسود" جميعًا؟    الصحفي المهتم بقضايا الناس وانشطة الصحافة الثقافية عبدالعزيز الويز    قراءة تحليلية لنص «صدمة استقبلتها بقهقهة» ل"أحمد سيف حاشد"    دوري روشن السعودي: اتحاد جدة يهزم الشباب بثنائية نظيفة    اكتشاف آثار حضارة متطورة في باكستان    ضربة بداية منافسات بطولة كأس العالم للشطرنج السريع والخاطف قطر 2025    القوات المسلحة الجنوبية تضبط مصفاة غير قانونية لنهب النفط داخل مزرعة متنفذ شمالي في الخشعة    اتحاد حضرموت بحافظ على صدارة المجموعة الثانية بدوري الدرجة الثانية    مأرب تحتفي بتخريج 1301 حافظًا وحافظة في مهرجان العطاء القرآني    القيادة التنفيذية العُليا تناقش الجهود المبذولة لتأمين الخدمات للمواطنين ومراقبة أسعار الصرف    ما علاقة ضوء الشمس بداء السكري.. نصيحة للمصابين    العطاس: نخب اليمن واللطميات المبالغ فيها بشأن حضرموت"    الكشف عن عدد باصات النساء في صنعاء    الكتابُ.. ذلكَ المجهول    صدور كتاب جديد يكشف تحولات اليمن الإقليمية بين التكامل والتبعية    تحذير طبي برودة القدمين المستمرة تنذر بأمراض خطيرة    هيئة المواصفات والمقاييس تحذر من منتج حليب أطفال ملوث ببكتيريا خطرة    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    لملس والعاقل يدشنان مهرجان عدن الدولي للشعوب والتراث    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



معارضتنا والحقيقة التي لابد أن نعرفها..
نشر في نبأ نيوز يوم 14 - 04 - 2008

ان الفكر السياسي (الفوقي) السائد حاليا ً في ما يسمى ب"احزاب اللقاء المشترك"، وخصوصا الحزب الاشتراكي والتجمع اليمني للاصلاح والخطاب الرسمي للحزب الاشتراكي بالذات– أصبح اليوم يعكس صوره او نوع من الشوق للنهج الذي سلكه بعض قادة الاشتراكي طوال تاريخه بإعتباره فكرا شموليا (إستاتيكيا ً)، طوباويا ً، وشكلانبا ً، قامعا للأفكار الأخرى بالقوة والعنف الثوري.. أداة للتعطيل والجمود تعيق التقدم والإنطلاق فضلا ً على كونه بات لا يمثل (فكرا وطنيا ً) بل هو نفسه بنفسه لا يعتبر نفسه كذلك (!؟؟) بل يدعي- لنفسه بنفسه- بأنه فكر عالمي وأممي صالح لكل زمان ومكان (؟؟) بينما هو في حقيقة الأمر وفي التصنيف العلمي الأكاديمي لمنظومة التوجهات الفكرية والسياسية ليس سوى فكرا أحاديًا شموليا ينتمي إلى أشد الأفكار تطرفا ً في منظومة الأفكار الإشتراكية. كما أنه– ومن وجهة نظري– يعتبر فكرا ً حاقدً على بيئتنا الوطنية، لم يأت ِ أصلا ً تلبية لمشكلاتها ولا متطلباتها ولا نما فيها نموا طبيعيا ً رشيدا، وتطور مع الجدل الوطني الديموقراطي، بل جاء كنبت شيطاني فجائي فُرض على شعبنا بشكل مزاجي وتعسفي!
وهو فضلا ً عن شذوذه وغرابته عن روح مجتمعنا بات اليوم غريبا ً وشاذا ً أيضا عن روح العصر الحاضر، فقد أستورد إلينا من وراء البحار لحل إشكاليات لا وجود لها في المجتمع أصلا ً يوم جاء الإنقلابيون للسلطة (!؟؟) فضلا ً عن كونه لا يعكس في الواقع حقائقنا الوطنيه وتطلعات شعبنا وتطلعات وتوجهات معظم قواه والنخبه المثقفة والسياسيه.
ولهذا السبب أرى أن هناك ما يمكن أن نطلق عليه اليوم (فراغا ً فكريا ً) رهيبا ً في جانب الفكر السياسي في الحزب الاشتراكي الذي تعود دائما ان ينفصل على نفسه واعتمد التصفيات والانقلابات مبدأ لايحيد عنه الاشتراكي ابدا من ينقلب على نفسه كيف لا نريده ان ينقلب على وحدة وطن ومكسب من مكاسبه.. وكيف لا ينقلب على كل منجز يتحقق، وهم اصلا وجدوا لنسف كل ما هو جميل ونسف كل منجز وتعطيل كل مايخدم الوطن واهله..
ظلت قضية التنظيرات الفكرية والسياسية والاقتصادية المعتمدة على الأحلام والرغبات الشخصية واحدة من أهم معوقات العمل الوطني عند كل الأحزاب اليسارية والقومية التي التزمت بنظريات وأيدلوجيات واتبعتها حد القدسية؛ لذلك نجد معظم الأحزاب اليسارية والتي وجودها يمثل إحدى النبتات للفكر الماركسي، نجد أن تاريخها الوطني والسياسي هو في الغالب عبارة عن جملة من الممارسة الخاطئة للعنف السياسي، مرتكبة عدداً لا متناهياً من الأخطاء بحق قياداتها وكوادرها بمجرد أن تلك القيادات اختلفت معها في الرؤى والتفكير لقضية ما.. فكيف يكون الحال لو كان الاختلاف حول القضية برمتها.
إن هذه الأحزاب السياسية لا تقبل بالآخر وتمارس خطوات صارمة لإلغائه من الواقع: إلغائه فكراً وحياة ورؤى، ويمثل الاشتراكي أحد تلك الأحزاب القائمة على تأميم كل شيء حتى الإرث الوطني والسياسي للقوى الوطنية وتثبت لنفسها كل منجز؛ بدءاً من العمل السياسي والنقابي والطلابي والثقافي والاجتماعي الذي دعا لإنهاء الاحتلال سلمياً، ومروراً ببدء مرحلة الكفاح الوطني المسلح لنيل الاستقلال ووصولاً لقيام الدولة. فالاشتراكي رفض جملة وتفصيلاً الاعتراف بتاريخ نضالات الأفراد والشخصيات والأحزاب والنقابات إلا تلك التي تتبعه!
وصراحة إنني أتعجب بل تأخذني الحيرة والاندهاش عندما أسمع بين الفينة والأخرى تلك الشعارات التي ترفعها بعض القيادات الاشتراكيه اليوم، وكيف أن سلوك هذه القيادات في وادٍ وبرنامجها في وادٍ آخر!!
فنجد أن الحزب الاشتراكي وبعض قياداته تنادي بالمساواة والمواطنة المتساوية وحقوق الإنسان واحترام القانون .
ونسي هؤلاء ماذا فعلوا بنا- نحن أبناء حضرموت!؟ نعم.. نشعر بالحزن والالم، نحن من تعرض اهلنا للضرب والتعذيب في الزنزانات الاشتراكيه.. نحن من هرب اهلنا من حضرموت خوفا على أرواحهم وأرواح عائلاتهم.. نحن يا من نُفينا من وطننا، وسحلنا، وقتلنا، وصفينا في الساحات العامه في واحده من اجرم وابشع المجازر التي لن يغفر التاريخ ولا الانسانيه لمن ارتكبها ابداً!
نحن من هام من تبقى من اهلنا في الخارج وهم يلعنون من نفاهم وتسبب في هجرتهم.. نحن من فقد اهلنا اموالهم وممتلكاتهم التي اممها النظام الشمولي الذي يتباكى عليه جزاروه اليوم.. نحن من اهلنا مورس ضدهم انواع واشكال العذاب والتنكيل والتمييز العرقي البغيض، وكل ذنبهم انهم ولي امرهم فئه قسمة الشعب الى طبقات، وصنفتهم على انهم إقطاع وكهنوت.. كل ذنبهم ان نظام الحزب الاشتراكي اعتمد الطبيقة المفرطة في حكمه، وجند من تمكن الحقد الطبقي والعرقي من قلوبهم لذبح شرفاء واعيان ومشايخ وقبائل حضرموت، وشبوه، وتاميم ممتلكاتهم!
وغير ذلك تأميم مزارع ومساكن وتجارة الكثير والكثير من الشعب.. ووصل الحد لتضييق مصادر لقمة العيش والزج بالشرفاء في السجون، مما دفع الكثير منهم للهجرة اللا اختيارية للخارج والتغرب عن أهله وبلده.. لقد كان نفياً جماعياً لفئة معينة من الشعب..
كل هذا وغيره كثير مما قام به الحزب الاشتراكي، مجزره- مذبحه- مقبره جماعية- سحل علماء- مصادرة حريات- جز رؤوس- تصفيه بينية- اغتيال- تسميم آبار- تلغيم طرقات- هتك اعراض .... الخ
واليوم يأتي هؤلاء ليطالبوا بالمواطنة المتساوية، وحقوق الإنسان، ويضحكون على أبناء شعبنا الأبي بتلك الشعارات المعكوسة عليهم، ظنّاً منهم أن أبناء الشعب ستمر عليهم تلك الأكاذيب، غير مدركين أن عجلة التاريخ لن تعود للوراء مهما نبحوا..!
متناسين، أيضاً، أنهم يتمتعون الآن بهذه الحقوق فلم يمس أي شخص منهم بأذى، وصرنا كلنا متساوون أمام الدستور والقانون، والأغلبية منهم يحضون برعاية خاصة من الأخ الرئيس علي عبد الله صالح، وهو الذي أرسى دعائم الوحدة اليمنية بعد أن انقلبوا عليها صيف 94، وهم من تعودا على الانقلاب على كل القيم والعهود والمواثيق!
فكيف سيثق الشعب اليوم في هؤلاء أو فيما يقولونه؟ بل إني أتعجب أن تصل البجاحة أن يتكلم هؤلاء وبصوت عالٍ في المهرجانات بأنهم هم قادة المستقبل المشرق للبلد، وهم من سيرسون دعائم التنمية والنهوض! متناسين أنهم استعبدونا ثلاثين سنة، وطبقوا علينا- خصوصاً أبناء حضرموت - كافة التجارب العرقية والانتهازية والاستبدادية واللا أخلاقية.. ولعل ساحة شبام حضرموت وأهلها خير شاهد على ذلك.
لقد بقيت الأحزاب الشيوعية تحكم لأكثر من نصف قرن زاعمة أن الشعب كله معها.. ثم تبين بعد تفكك الاتحاد السوفييتي والدول التي كانت تدور في فلكه، أن تلك الأحزاب كانت هامشية ولا وزن جماهيريا لها..! وهذا يشير إلى أن الحكم بعيدا عن اختيارالشعب، لا يؤسس أي مشروع حكمٍ قادرٍ على البقاء، طالما أنه بعيد عن رغبة أغلبية الشعب.
ونحن نعتقد أن التداول على السلطة هو حق لكل الأحزاب والتوجهات، ولكن من خلال 'صناديق الاقتراع' التي هي المقياس الأقرب للعدالة في الوصول إلى الحكم. أما عبارات 'الحزب القائد' و'الحزب الرائد' فهو كلام فارغ لا يستند إلى أساس منطقي، وليس له ما يؤيده في عالم الواقع.
اني أرى فكرا ً سياسيا ً متطرفا في الساحة اليمنية بدأ يملأ الفراغ الهائل في ساحة الفكر السياسي المتزن.. يريد ان يعيد اليمن مرة أخرى إلى قبضة التسلط والإستبداد والوصاية الفكرية والسياسية والشعارات الفضفاضة– وأحيانا المثالية والخيالية، والمعارك الطائشة التي تضر بمصالحنا الوطنية العليا!
ولنجد قوى متطرفة ومتعسفة أخرى تسيطر على الفكر السياسي لما تسمي نفسها "أحزاب اللقاء المشترك"، تريد ان تبحر بالوطن في بحار المغامرات والأوهام الطوباوية والمشاريع الفردية والبطولات الوهمية بعيدا ً عن بر العقل وبر الإتزان، بل وبعيدا ً عن بر الوطن، وبر الأمان!!؟؟
بل ان هذا الفكر وصل إلى حالة من الإفلاس الحقيقي الواضح والفاضح على الرغم من أن أصحابه وحماته ورعاته لا يزالون يكابرون وبرفضون الإعتراف بهذه الحقيقة الكبيرة الواضحة وإشهار إفلاسهم في مجال الفكر السياسي.
ومن هذا المنطلق لابد ان اعرج على الشريك الاخر للاشتراكي وهم "الاخوان المسلمين" في اليمن، وما يسمى ب"التجمع اليمني للاصلاح"، وحقيقته التي لابد ان يعرفها الجميع!
ولا شك ان إنخراط التيارات الأصولية في اليمن تحت مظلة التجمع اليمني للإصلاح.. وتحديدا بعد إتفاقية الوحدة المباركه- كان جزء من التكتيك الذي لجات له التيارات الأصولية في سبيل الوصول إلى السلطة، وهو ما عكس نفسه على مستوى (الغموض) الذي رافق أداء التجمع في اليمن.
غموض بدا واضحا في أهداف الحزب ومبادئه وآلياته وهيكليته الحزبية ومكوناته وقراراته.. ومواقفه من مختلف القضايا! لذلك، فعندما كان التجمع اليمني للإصلاح يخوض حرب صيف 1994م إلى جانب قوات الشرعية كان الجميع يعتقد أن منطلقات إسلامية ووطنية هي التي قادت التجمع لخوض تلك الحرب،، لنكتشف بعد أعوام أنه في الوقت الذيي كانت (قوات الشرعية) تقاتل رافعة شعار "الوحدة أو الموت" فإن التجمع اليمني للإصلاح كان يقاتل إنطلاقا من أجندة خاصة.. وخاصة جداا..!!
أنتهت حرب صيف 1994م، وأعتقد الإصلاح المتشدد أن بإمكانه الإنقضاض على المحافظات الجنوبية بعد أن حملت الشيوعية عصاها ورحلت من الجنوب، وفي ظل عدم وجود قوة حقيقية أو (ايدلوجيا) بديلة.. لكن مشاريع الإصلاح أحبطت، وآماله ظلت مقيدة بسبب عوامل عدة، منها الآلية الديمقراطية التي وجد الإصلاح نفسه مرغما على الرضوخ لقواعدها،، فهو جزء من تعدد سياسي يحتكم للصندوق والإرادة الجماهيرية.
بعد عدة سنوات من 94م وصل 'الإصلاحيون الجدد' إلى نتيجة مفادها أن اللعبة الديمقراطية لم تعد مجديه.. وأن المزاج الشعبي لم ولن يتقبلهم في اليمن،، في مقابل دولة المؤسسات والنظام والقانون.. لذلك فقد عمد الإصلاحيون الجدد ،، على محاولة محاكاة الوضع الفلسطيني من خلال إشاعة مناخات الإحتقان في الشارع.. والدفع بالأمور نحو الفوضى التي تسبق العاصفة..
وتمهيدا لتلك العاصفة التي حدد موعدها بعض قياديه فقد عمد التجمع المتشدد إلى جر النظام السياسي للمستنقع الجنوبي ورفع حالة الاحتقان الشعبي في الجنوب لتحقيق مكاسب عدة.. فمن ناحية.. إن الحدث كفيل بصرف جهود النظام السياسي عن تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية وتشتيت جهود وإمكانات الدولة في معارك عبثية واستنزاف قدراتها.. ومن ناحية أخرى، تعقيد المناخ السياسي اليمني وإجبار السلطة على الرضوخ لمطالب الإصلاحيين الجدد بالعودة لمربع التقاسم السياسي أو تنفيذ مخطط ' المحاكاة'. والهدف الأهم يتمثل في بسط الإصلاح نفوذه على كامل المحافظات الجنوبية كبديل أيدلوجي للاشتراكية المنهارة..
وسيرا في سيناريو (الإنقلاب بالمحاكاة)، فقد قاد تجمع الإصلاح قواعده لساحات الاعتصام في الجنوب..
ووظف كل إمكانياته السياسية والإعلامية في تجسيد حالة الفوضى هناك.. وليس مبالغة القول: أن التجمع اليمني كان هو اللاعب الأبرز في المعتركك الجنوبي .. وأن أجندة الفوضى هناك لم تصب إلا في رصيده هو 'على المدى القريب'.
فقد أستطاع تجمع الإصلاح إدارة اللعبة بما يخدم أهدافه فقط .. دون أن يتيح للآخرين من حلفائه جني أي مكاسب، وأنتهي به الأمر متفردا بالحراك..
وفي ظل هذا الإنفلات الوطني الذي يجتاح التجمع اليمني للإصلاح،، فليس مستغربا أن يكون المخطط الإصلاحي أبعد بكثير مما يتصور الكثي .. بحيث يتم جر الأمور للوصول لحالة من الفوضى، لتجهيز 'الأرض الخصبة' لمحاكاة الوضع الفلسطيني.. ومحاولة سيطرة 'الإسلاميين الجدد ' على 'المحافظات الجنوبية' بتقمص دور حماس في غزة..!!
وأخيرا، مواقف التجمع اليمني للإصلاح من (الوحدة اليمنية) والتي لا يمكن تجاهلها في سياق الحديث عن مخطط كهذا:
فمواقف التجمع أكتنفت بالغموض والضبابية، طوال مراحل الإعداد للوحدة ومن ثم إعلانها،، ودور الحزب في الأزمة التي رافقت (المرحلة الإنتقالية ).. وجميعها تثبت أن قناعات التجمع اليمني للإصلاح لم تكن في أي من الأيام وحدوية،، وأن مواقف (الإخوان المسلمين) في اليمن تجاه (الوحدة) أنطلقت من منطلق نفعي 'النفعية السياسية'!
لم أكن أود أن أتعامل مع زيف 'الإخوان' وأراجيف ما تنتجه مطابخهم وتبثه وسائلهم من شائعات تضلل الرأي العام وتستهدف الخصوم السياسيين، وتجسِّد إفلاس هؤلاء من خطاب رزين ومنطق سليم، ورؤى ناضجة وأداء سياسي برامجي مقنع... إذ أن مثل هكذا إفلاس ليس محصوراً على تجمع 'الإخوان' أداءً وخطاباً وتسويقاً.. فما أكثر الشائعات التي تُطبخ في دهاليز الأحزاب... وما أكثر ما نقرأ منها ونسمع في صحف ومنشورات وخطابات ..إلخ..!!
إن إخواننا في تجمع الإصلاح كانوا- وما زالوا وقد يظلون - يدعون الصدارة- إن لم نقل الانفراد- في التمسك بدين الله وشريعة محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم.. ومثل هذا الإدعاء يتطلب التزاماً فعلياً بقيم الدين الإسلامي الحنيف وسلوكيات المؤمنين الأتقياء، التي لا تلتقي مع الكذب والتضليل والزيف والخداع عموماً، فضلاً عن أن من ينصب نفسه داعية إلى سبيل ربه ملزمٌ قبل غيره- بالاستقامة وتجسيد المثل والأخلاقيات والمبادئ والقيم الدينية السوية، التي ليس منها الكذب والتضليل ومناقضة الأقوال بالأفعال... وهذا ما ندعو إليه الإخوان في تجمع الإصلاح التزاماً بأمر الله تعالى 'يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفعَلُونَ كَبُرَ مقتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفعَلُونَ'.
ولعل آخر ما وصل إليه حزب الإخوان هو إقامة حلف مشترك بينه و الحزب الإشتراكي، ويقولون أن هدفهم الرئيسي من هذا الحلف هو "نصرة المسلمين في كل مكان"..!
يعني بهذا الدمج بين فقهاء حزب الإصلاح اليمني والحزب الإشتراكي اليمني الذي أسس على المنهج الماركسي وإلى الآن شعاره النجمة الحمراء أشبه ما يكون هذا الحلف بالإسلام الماركسي، وهذا هو الإسلام الذي يريده حزب الإخوان اليمني، فحلفهم هذا يخدم إسلام الإخوان وماركسية الإشتراكي.
قد يحتاج الأخوان الى الديمقراطية كوسيلة للوصول للحكم، ولكن بناءهم العقيدى والايديولوجى يحتم عليهم الانقضاض عليها عند أول فرصة.. ابن لادن والزرقاوى وغيرهم من التنظيمات السرية كانوا واضحين فى تكفير الديمقراطية، واعتبارها خروجا على الحاكمية، وهى الدين الأصلى للوهابية والأخوان المسلمين، الا ان الاخوان المسلمين بقبول الديمقراطية انما يخادعون الامة!!
في الاخير أود الوصول الى وجهة نظر شخصية، بان الاخوان في اليمن والاشتراكيون هم وجهان لعملة واحدة.. فبعد حرب 94 انتقلت معظم قيادات وقواعد الاشتراكي للتجمع اليمني للاصلاح، وهي الان التي ترسم سياسته، رغم انهم متوحدون في كل شي،الا انهم استطاعوا خداع الشارع.. فالاخر يتقمص الدين والاسلام، والاخر يتقمص الاشتراكية، وكلا الخطين الهدف منهما الانقضاض على السلطة ونفي الاخر..!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.