عجزت وزارة الصحة العامة والسكان اليمنية عن توفير الكادر الطبي لعيادة حديثة أنشأتها جمهورية ألمانيا الاتحادية بهدف تقديم الخدمات الطبية لليمنيين من أبناء الفئات المهمشة (الأخدام) في "عصر" بامانة العاصمة صنعاء، وجهزتها بمختلف الأجهزة الطبية الحديثة، فيما تمادت وزارة الصحة في "إحتقارهم"، وعدم الاكتراث حتى لتكليف من يقوم بزيارة العيادة "كما لو أن المهمشين ليسو مواطنين يمنيين"! وذكر رشاد ناجي الخضر- مستشار الاتحاد الوطنية لتنمية الفئات الاشد فقراًباليمن- ل"نبأ نيوز": أن مكتب الصحة بالامانة ووزارة الصحة العامة والسكان عجزت عن توفير أبسط الاشياء، مثل (طبيبي مختبرات، وطبيب بشري، ومحاليل طبية، وأدوية) لعيادة الاختيار الطبية بجمعية دار الطعام الاجتماعية، رغم المتابعة المستمرة للوزارة التي لم تولي الموضوع أية أهمية. وقال: أنه تم الحصول على معونة لشراء اجهزة طبية (جهاز تلفزيون باطنية، وجهاز تخطيط قلب، وأجهزة مختبر متكامل) من سفارة جمهورية المانيا الاتحادية- منحة قيمتها عشرة آلاف دولار- ولنا أكثر من أربعة اشهر، ونحن بانتظار رحمة وزارة الصحة والسكان لتوفير المتطلبات لكي تتمكن العيادة من تشغيل المختبر المتكامل، وذلك ليتسنى له تقديم الخدمات لابناء وأسر المحوى دون جدوى. واكد قائلاً: "لم نلق تجاوب، ولم تعر الوزارة ذلك اي اهتمام، ولم تقم حتى بتكليف المختصين للنزول ميدانياً لزيارة العيادة، ومعرفة احتياجاتها"، متسائلاً عن سبب ذلك التهميش، ولافتاً إلى أن العيادة الطبية تعمل يوميا بطبيب واحد وصيدلي وجهازي تلفزيون للباطنية وجهاز تخطيط القلب فقط، أما باقي الاجهزة فهي أسيرة، وقيد رحمة وزارة الصحة التي لم توفر الاطياء والمحاليل والادوية. وتساءل الاستاذ رشاد الخضر: هل لكون المذكورين مهمشون وأخدام؟ لأليسوا من ابناء الوطن؟ أليست من حق هذه الفئة ان تحصل على حقوقها الطبيعية والحياة الكريمة أسوة بباقي فئات المجتمع؟ أليس من حق هذه الفئة ان تحصل على التعليم والصحة والتثقيف الصحي والبيئي والانجابي، والخدمات الضرورية مثل الماء والكهرباء والصرف الصحي والمساكن؟ أليس من حق هذه الفئة ان تحصل على حقوقها وتأهيلها للدمج الاجتماعي بين اوساط المجتمع كي تشارك في برامج التنمية الشاملة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا؟ فالله سبحانه وتعالى يقول: (إن أكرمكم عند الله أتقاكم)، مستنكراً أن يتعاطى وزير الصحة بلامبالاة ، وتهميش لشريحة يزيد قوامها عن ثلاثة ملايين مواطن يمني. واشار الخضر الى النص الدستوري القائل (المواطنون متساوون في الحقوق والواجبات والمواطنة المتساوية، ولا فرق بين أسود وأبيض، ورجل وإمرأة، ومن حق كل مواطن أن يعيش حياة كريمة)، وقال: أننا نضع ذلك بين يدي القيادة السياسية ممثلة بالأخ الرئيس علي عبد الله صالح، الذي أولىهذه الفئات ما أولاه في برنامجه الانتخابي، معرباً عن أسفه "لم ينفذ شيء من ذلك نتيجة لبعض السياسات الخاطئة الصادرة من بعض مسئولي الحكومة، والاهمال المتعمد والمقصود واللا مبالاة تجاه فئات المهمشين". وأعرب عن ثقته بالقيادة السياسية بمعالجة قضايا المهمشين واتخاذ الاجراءات العملية بتأهيلهم وإعادة دمجهم مع باقي فئات المجتمع. وناشد الخضر رئيس الجمهورية بالتوجيه لوزارة الصحة والسكان لتوفير الأطباء والمحاليل للمختبرات، والعلاجات لكل العيادات الصحية والمرافق الطبية في المحاوي والأحياء التي تقطنها الفئات المهمشة في عموم محافظات الجمهورية، وتوفير الدعم المؤسسي للاتحاد الوطني لتنمية الفئات الأشد فقراً في اليمنأسوة بباقي الاتحادات كي يستطيع الوقوف لاعطاء الدور الواجب على المستوى المحلي والوطني المناط به تجاه الفئات المهمشة. جدير بالذكر أن عيادة الاختيار الطبية بجمعية دار الطعام الاجتماعية هي منظمة طوعية غير حكومية، وعضو الاتحاد الوطني لتنمية الفئات الاشد فقرا في اليمن والذي يمثل اكثر من ثلاثة مليون نسمة، ويضم في عضويته اكثر من (35) منظمة تعني بايصال صوت الفئات المهمشة (الأخدام)، وتتبنى قضاياها قيادة المكتب التنفيذي لهذا الاتحاد وجميعهم من الشباب المتطلع، ومن اوساط وابناء الفئات المهمشة والذي يرأسه الاستاذ نعمان قائد الحذيفي.