يحتفل اليهود اليمنيون كباقي يهود العالم ابتداء من اليوم السبت بأول أيام عيد الفصح. وقال سليمان يعقوب أحد كبار حاخامات اليهود اليمنيين بمنطقة خارف القبلية -80كم شمال صنعاء- أن المناسبة الدينية تمر عادة بشكل هادئ ولا ترافقها أي مظاهر احتفالية كما في الدول التي فيها يهود كثر. وأشار يعقوب إلى أن العيد يعد إحياء وفرحة باليوم الذي نجا الله فيه نبيه موسى عليه السلام والمؤمنين من بني إسرائيل من فرعون وجنوده. وقال يعقوب: أن قلة اليهود في اليمن إضافة لبعض الاحتياطات تجعلهم يستقبلون العيد بشكل هادئ وتتم الاحتفالات به بعيداً عن أي مظاهر يمكن ملاحظتها مؤكداً أنه ".. لا يوجد شيء بالإمكان تصويره أو مشاهدته، فنحن قبائل ملتزمين ولا نسمح بالاحتفال المختلط كما يحتفل البعض بمناسباتهم الدينية. وأشار يعقوب الى الفارق الكبير بين الاحتفالات بعيد الفصح في اليمن والولايات المتحدة وإسرائيل فهناك الكثير من المظاهر التي شعرنا حتى نحن حين شاهدناها أول مرة أنها غريبة علينا فهناك الكثير من مظاهرة الابتهاج والفرحة التي يمكن رؤيتها". ودعا العلماء المسلمين إلى القيام بواجبهم في توعية الناس بالعلاقة الصحيحة بين المسلمين وغيرهم من تابعي الأديان الأخرى وذلك كي يتحقق التعايش بين جميع الناس فالدين لله والوطن للجميع ويكون منطلق التعايش هو المواطنة القائمة على سيادة القانون. ويستمر عيد الفصح حتى الخميس القادم حيث يمتنع اليهود عن مزاولة أي أعمال مهما صغرت بحيث " لا يقومون بالرد على الهتاف النقال خلال تلك الفترة.." ويعرف عيد الفصح (بيساح) أيضًا بعيد الفطير وعيد الحرية وعيد الربيع ويستمر الاحتفال به سبعة أيام. ويحتفل في هذا العيد بخروج بني إسرائيل من مصر وتخليصهم من العبودية. والحرية هي من أهم العناصر التي يدور حولها هذا العيد. وقبل عيد الفصح بأسابيع تبدأ العائلات وأصحاب المحلات أيضًا بتنظيف البيت وإخلائه من كل ما هو "حاميتس"- أي ما هو مختمر أو يحتوي على الخميرة . وقبيل حلول العيد يتم احراق ما تبقى في البيت من خبز- طبقاً لما أورده موقع الخارجية الإسرائيلية. ويحتفل اليهود بالعيد في حفل تقليدي يدعى بالعبرية "ليل هاسيدر" أي ليلة النظام ويقام في بيت كل يهودي ويقام كذلك في قاعات ومؤسسات عامة بصورة جماعية. وتُتْلى خلال هذا الحفل "الهاغادا" وهي قصة العبودية والخلاص التي تروي عن خروج بني إسرائيل من مصر وتشمل صلوات شكر للمولى سبحانه وتعالى من سفر المزامير وفصول مختارة من المشنة والتلمود. ويُعرَف عيد الفصح أيضًا بعيد الفطير لفريضة أكل الخبز الفطير فيه ("ماتسا" بالعبرية) وتذكارًا للخبز الفطير الذي أكله بنو إسرائيل لدى خروجهم من مصر باستعجال. وهذا العيد يُعرَف أيضًا بعيد الربيع لأنه يحل دائما في موسم الربيع وتفتُّح الزهور وازدهار الطبيعة وفي ذلك رمز لطابعه الزراعي. وتعتبر أيام وسط العيد – وهي الأيام الخمسة التي تقع بين اليومين الأول والأخير منه- أيام عيد أيضًا ولكنها ليست أيام مقدسة وهي تكرس عادة لأداء المزيد من الصلوات وللترفيه. وتنتهي أيام عيد الفصح بيوم العيد الثاني. وفي الختام نذكر ما قاله عزَّ من قائل في كتابه العزيز حول أعجوبة شق البحر وعبور بني إسرائيل في سورة طه في الآيات 77-79 :"ولقد أوحينا إلى موسى أن أسرِ بعبادي فاضرِب لهم طريقًا في البحر يبسًا, لا تخاف دركًا ولا تخشَ فأَتبعهم فرعون بجنوده فغشيهم من اليمّ ما غشيهم وأَضلَّ فرعون قومه وما هدى, يا بني إسرائيل قد أنجيناك من عدوكم وواعدناكم جانب الطور الأيمن ونزَّلنا عليكم المنّ والسلوى". وجاء في سورة الشعراء الآية 64 وما بعدها قوله تعالى: "فأوحينا إلى موسى أن اضرِب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فِرق كالطود العظيم وأزلقنا ثمَّ الآخرين, وأَنْجَيْنا موسى ومن معه أجمعين ثم غرقنا الآخرين" صدق الله العظيم.