حذرت الهيئة العليا لمكافحة الفساد وزير الصحة والسكان الدكتور عبد الكريم راصع من تحويل اليمن إلى موطن تجارب لأي أدوية جديدة، في نفس الوقت الذي حملته مسئولية ما قد يترتب من تبعات إستكمال إجراءات المناقصتين (9 - 12) لعام 2007م مع شركة (جلفار) الاماراتية الخاصة بتوفير الأدوية الخاصة بزارعي الكلى والكبد والقلب . وأوضحت الهيئة- في مذكرة موجهة إلى وزير الصحة الدكتور عبد الكريم يحيى راصع: أن مسألة تحديد أنواع الأدوية وكمياتها وصلاحية استخدامها دونما إحداث أي ضرر على مستخدميها من المرضى هو من مسئولية وزارة الصحة وأجهزتها المختصصة. وأكدت على ضرورة الدقة والمسئولية عند استيراد أية أدوية محليا أو خارجيا ومراعاة أن تكون قد استخدمت وأعطت نتائج إيجابية دونما اية مضاعفات سلبية أو أعراض جانبية، وأن تكون مقرة من قبل منظمة الصحة العالمية ومسجلة لديها ومقبولة التداول لدى وزارة الصحة والهيئة العليا للأدوية، وأن لا يكون اليمن موطن تجارب لأية أدوية جديدة ما لم تُجرب أولا في بلد المنشأ وتنشر نتائج استخدامها في سوق التداول معمدة من المنظمات والجهات الدولية المعنية بذلك. وعلى نفس الصعيد، أكد الاطباء على ضرورة الإلتزام باستخدام العلاج الأصلي بالنسبة لزارعي الكلى والكبد والقلب. حيث وجه استشاري ورئيس قسم الكلى بمستشفى أم القيوين بدولة الإمارات العربية المتحدة مذكرة إلى وزارة الصحة طالب فيها بتوفير العلاج الأصلي لهذه الفئة نظرا لأن له مجال ضيق من حيث المستوى الفعال غير الضار بالدم، حيث أن زيادته أو نقصانه يتسبب في أضرار بالعضو المزروع قد تؤدي رفض الجسم له، لذلك يتم قياس نسبة هذا العقار شهريا وبصورة دورية على مدى الحياة. وأكد على ضرورة استخدام العقار الأصلي سبكلوسبورين نيورال فقط وليس البدائل مثل (سيجما اسبورين ) الذي تنتجه شركة جلفار الاماراتية وذلك للأهمية ولمصلحة المرضى. الجدير بالذكر أن زارعي الكلى والكبد والقلب في دولاة الامارات لم يستخدموا منتجات شركة (جلفار) نظرا لعدم سلامته والمخاطر التي يحملها للمرضى، واستجابة لنصائح الأطباء الذين قاموا بزراعة الكلى للمرضى والمشرفين على علاجهم أكثر من مرة، وتحذيروزارة الصحة الاماراتية. وقد تظاهر زارعوا الكلى في اليمن أكثر من مرة ووصلت احتجاجاتهم إلى رئيس الجمهورية الذي وجه بالاستجابة لمطالب المرضى، إلا أن وزير الصحة مصر على تمرير الصفقة مع شركة (جلفارا) الاماراتية، في الوقت الذي يطالب المرضى باستيراد عقار السيكلوسبرين بدلا عن سجما اسبورين في ظل تصاعد حدة احتجاجات زارعي الكلى. وتصر وزارة الصحة على إدخال تلك العلاجات بدلا عن عقار النيورال الاصلي المستخدم عالميا، وتم تجربة عقار سيجما اسبورين العام الماضي وتضرر منه عدد كبير من المرضى الزارعين متسائلين عن الطريقة التي تم فيها ادخال العقار الى وزارة الصحة رغم عدم مطابقته لشروط المناقصة الأمر الذي يؤكد أن وراء الصفقة اسرار وخفايا..!