أفاد مسؤولون محليون أنه من المتوقع أن يتعرض آلاف الأشخاص من سكان محافظة تعزجنوب شرق صنعاء للنزوح بسبب الجفاف، مؤكدين أن منذ أربعة أشهر وسكان جبل صبر- ثاني أعلى جبال اليمن- يعيشون في ظروف قاسية بسبب الجفاف، حيث يضطرون للمشي لكيلومترات عدة في اليوم بحثاً عن بضعة لترات من المياه. وذكر محمد هزاع- أحد المسؤولين بالمجلس المحلي لمديرية صبر- أن الجفاف قد أثر بشكل سلبي على حياة الناس، "فقد توقفوا عن العمل وأصبح شغلهم الشاغل جلب الماء إلى بيوتهم، حتى أن الطلاب أخذوا يتأخرون عن مدارسهم لمساعدة أسرهم في البحث عن المياه". وأوضح هزاع: أن معظم سكان المنطقة هم من الفلاحين الذين تضررت أراضيهم بسبب الجفاف، مضيفاً: أن "المشكلة تتعلق بغياب المطر إذ أصبح الناس مضطرين للمشي لكيلومترات عدة ليل نهار للحصول على المياه. وأخذ الأطفال والنساء يحاولون جلب المياه حتى عند الساعة الثالثة صباحاً". ونوه إلى أن أربع نساء تعرضن للإجهاض خلال الأشهر الأربعة الماضية نتيجة حملهن لحاويات المياه الثقيلة. من جهته، قال أمين ثابت، الأمين العام للمجلس المحلي لصبر: أن الينابيع الطبيعية قد جفت هي الأخرى، موضحاً: أن "الجفاف الذي تشهده البلاد هذه السنة يعتبر الأسوأ من نوعه"، وأن "الظروف التي نتجت عنه تعتبر صعبة للغاية. فالناس عطشى وهم يريدون الحصول على الماء من أجل الشرب". وأوضح أن الناس في المنطقة يعتمدون على مياه الأمطار المتجمعة في حاويات من الإسمنت، ولكن "المطر لم يبدأ بعد هذه السنة". وحذر ثابت من أنه إذا استمرت الأوضاع على ما هي عليه، فإن الناس سيضطرون إلى النزوح من ديارهم. واشار إلى أن المشكلة ازدادت تفاقماً بسبب رداءة الطرقات مما يجعل من الصعب توصيل حاويات المياه إلى القرى الجبلية. أما بلال الطيب- أحد سكان صبر- فقد ذكر أن نساء القرية يسافرن لمسافات بعيدة وينتظرن في صفوف طويلة للحصول على الماء من الينابيع. وأضاف أن "الفلاحين بدؤوا يبيعون حيواناتهم بأسعار جد متدنية [بسبب شح المياه]". ووفقاً لتقرير البنك الدولي لعام 2007، تعتبر اليمن إحدى أكثر الدول افتقاراً للماء في العالم. كما أن استهلاك الفرد من الماء يقل 2 بالمائة عن معدل الاستهلاك العالمي.