ما أقساها من لحظات، تلك التي عانق فيها سامي الحاج ابنه يضمه بقوة إلى صدره ولسان حاله يقول: حرم الله من حرمني منك ياولدي، ابنٌ محروم وأبٌ مكلوم، فرق بينهما فرعون هذا العصر بوش وعصابته.. لأكثر من ست سنوات دخل المعتقل فيها سامي الحاج شاباً يانعاً وخرج ممداً على ظهره يكسوه الشيب من مفرق رأسه حتى أخمص قدميه، هذا ما فعلته بالشاب في سبع سنوات فكيف بالشيخ محمد المؤيد والذي حكمت عليه بسبعين سنة، ومع هذا وذاك مازال فريق منتخب المشترك والذي يترأسه الإصلاح ككابتن وقائد للفريق يسبح بعزة أمريكا ليل نهار، ولا تفتأ أدبياته أن تستشهد من حينٍ لآخر بتقارير سوداء من بيتٍ يدعى أبيض عن اليمن ووضع اليمن (في تقرير أمريكي الديمقراطية في اليمن متعثرة .. في تقرير أمريكي الجهاديون في اتساع كمي .. في تقرير أمريكي النظام في اليمن يتلاعب .. إلخ). لم نعد نعلم من أين يستسقي الإصلاح مبادئه ومن أين يتلقى دعمه وتوجيهاته هل كما يفترض في دساتيره ولوائحه من كتاب الله الذي يقول: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول) .. وهو المنهج الذي حدد الله مصدر الحكم عند تنازع المسلمون فيما بينهم أو مع ولي أمرهم (فردوه إلى الله والرسول) وليس إلى البيت الأبيض وتقارير منظماته الأمريكية، ولكن إلى الرسول الذي يقول: (اسمعوا واطيعوا، وإن استعمل عليكم عبد حبشي، كان رأسه زبيبة) أم هي السياسة التي ضربت بذلك الدستور عرض الحائط لتمجد وتسبِّح بدستور أمريكا ليل نهار، أم هو الجحود ونكران العشير فلم يعد يرى منتخب اللقاء المشترك بقيادة لاعبه الإصلاح أي خيرٍ في اليمن لا يأتي عن طريقه.. تلك أمريكا الذي يسبح الإصلاح بحمدها ليل نهار وقد تنكر لكل ما جرعته لشبابه ومنتسبيه وحتى مشائخه وهم في معتقلات أمريكا، وكأن سيناريو عملاء الأوطان الذي بدأ في العراق، بدأت يسير على خطاه عملاء ينبشون بمخالبهم قبوراً في اليمن. .. اليمن الذي زاده المشترك عبئاً على عبء وغرس في نفوس أبنائه وشبابه اليأس والإحباط والشكوى والتذمر، وألبسهم أكفاناً يمشون بها ليلعنوا كل موضع قدمٍ يسيرون عليه؛ اليمن هذه الكلمة الطاهرة الطيبة التي لم نجد من منتخب اللقاء المشترك أي فعالية لكي تحث الشباب على الفاعلية والتمازج به ولا تطالعنا صحفه ومنشوراته ومنظماته إلا دعوات للاعتصامٍ هنا، ومظاهرة هناك، واحتجاج هنا، وانقلاباً هناك، ومنظمات مجتمع مدني تنشأ من حينٍ لآخر ما رأينا لها نتاجاً تنموياً يذكر مقابل ما تشحذه من دولارات؛ ولا مشروعاً إبداعياً ولا اقتصادياً وإنما مزيداً من السباب والشتائم ليل نهار لليمن، ورئيس اليمن، وحكومة اليمن، ووزارات اليمن، وكأنها الملاك الطاهر الذي سيحيل جبال اليمن إلى أرتالٍ من الكنوز والذهب والفضة. سامي الحاج .. وما أدراك ما سامي الحاج هو المسمار الذي حرك في قلوبنا مكامن الغيرة على أوطاننا وعلى كل عميلٍ يتاجر باسم وطنه مع أمريكا راكبين قاعدة (الغاية تبرر الوسيلة) حتى وإن كانت هذه الوسيلة هي التحالف مع الشيطان وما أكثر شياطين الإصلاح الذي أعطاهم بعد تحالفهم معاه صكوك الغفران إلى الجنة. * كاتب صحفي – الرياض [email protected]