خيمت أجواء من القلق في سماء صعدة من إمكانية إنفجار الأوضاع مجدداً بين القوات الحكومية والحوثيين بعد أن لاح انفراج وشيك للأزمة عقب تكليف رئيس الجمهورية للشيخ حسين الأحمر برئاسة لجنة وساطة خماسية أناط بها مسئولية تسوية الإشكاليات القائمة، وإيصال إتفاقية الدوحة الى حيز التنفيذ. وأكدت مصادر وثيقة الصلة بالأحداث ل"نبأ نيوز": أن الشيخ حسين الأحمر– رئيس مجلس التضامن الوطني- هدد مساء الجمعة بالانسحاب من الوساطة إثر التوتر المسلح الذي تسبب به وصول قوات حكومية مدعمة تابعة للحرس الجمهوري الى صعدة، قوبلت بردود فعل مماثلة من جانب الحوثيين. وأوضحت المصادر: أن حشود كبيرة من الحوثيين تجمعت في منطقة "حرف سفيان"، وقاموا بحفر الخنادق والتحصن فيها، وضربوا طوقاً على تلك الجهات، قاطعين الطريق أمام التعزيزات العسكرية القادمة الى صعدة، ومنعوها من العبور والتوغل الى المناطق الداخلية. وأشارت إلى أن لجنة الوساطة، وفي محاولة لتخفيف حدة التوتر الناجم عن التعزيزات الجديدة، اقترحت عبور سيارات الأطقم والقوة الخاصة بها، ومنع بقية الآليات العسكرية من العبور، إلاّ أن ذلك لم يحض بتجاوب من قبل القادة العسكريين. وفي الوقت الذي أشارت المصادر الى قيام القوات الحكومية بضرب مواقع للحوثيين في أربع مناطق بمديريتي "سحار" و"كتاف"، فإنها أكدت أيضاً فشل المفاوضات في مديرية "الصبيحة" بين الجانب الحكومي والحوثيين، والتي كان خلالها كل فريق يطالب الاخر بتسليم مطلوبين ومحتجزين على ذمة قضايا قتل. وتؤكد المصادر ذاتها توتر الاوضاع بشدة- حتى ساعة إعداد هذا الخبر- في منطقة "حرف سفيان"، وخاصة بعد تهديد القوات الحكومية للجماعات الحوثية التي تحصنت فيها بكثافة، بضرب المنطقة إذا لم يخلوا مواقعهم فيها، مرجحة أن تشهد الساعات القليلة القادمة تصعيداً أو "ربما" إنفجار المواجهات ما لم يحدث تدخل رئاسي "عاجل"، وتعاون مع لجنة الوساطة التي كانت حتى مساء الخميس قاب قوسين أو أدنى من إعلان إنفراج أزمة صعدة. هذا وتعتبر أزمة صعدة واحدة من التحديات المعقدة التي اعترضت طريق الدولة اليمنية، وذلك بسبب تعدد الأطراف التي تقف ورائها بين داخلية وخارجية، وتنوع الغايات من وراء استمراها بين سياسية تغذي استمرار الفتنة، واخرى مرتبطة بمصالح قوى نفعية، وثالثة تتخذ أبعاد إقليمية ودولية.. وهو الأمر الذي بات يترجم نفسه كلما لاح بارق إنفراج، وكلما آلت ساحة اليمنية الداخلية الى شيء من الهدوء والاستقرار.