أطلقت أكثر من 300 شخصية من أبرز نخب الفكر والثقافة والعمل السياسي العربي، المشاركون في المؤتمر القومي العربي، المنعقد في الفترة من (10-13) مايو الجاري بصنعاء، مبادرة فريدة للحوار مع القيادة الإيرانية، ومن وصفها ب"القوى الحية في المجتمع الإيراني" في إطار مشروع يرمي إلى "فتح السبل أمام ولادة تحالف شعبي إيراني عربي، يساهم في تحرير المنطقة وحمايتها من كل عدوان"، وتم تضمين ذلك في بيان رسمي. وتطلع المشاركون في المؤتمر إلى "مقاربة عربية إيرانية لحل كل القضايا التي تثير الاحتكاك بين الأمة العربية وإيران، ومعالجة جريئة لكل الالتباسات الخطيرة التي تشكل دافعا لهذا الاحتكاك خصوصا في العراق الذي يجب ان تبني العلاقة فيه مع إيران على قاعدة مقاومة المحتل، ورفض كل افرازات الاحتلال ومؤسساته، وتوفير مستلزمات هزيمته، والالتزام بعروبة العراق ووحدة أرضه وشعبه"- طبقاً لما تضمنه البيان الختامي الصادر عن المؤتمر مساء أمس الثلاثاء. كما طالب المشاركون إيران ب"وقف كل الممارسات والسياسات والتدخلات في الشأن العراقي التي تتنافى مع هذا الالتزام، وكذلك توقفها عن إثارة النعرات الطائفية والعرقية، وتبنيها للأحزاب الطائفية المساندة للاحتلال الأمريكي والتي تعمل على تقسيم العراق على أساس طائفي". وأكدوا حرصهم على "إقامة أفضل علاقات التعاون مع دول الجوار العربي وعلى الأخص إيران وتركيا والعمق الأفريقي على قاعدة المصالح والعوامل المشتركة، الاقتصادية والثقافية والأمنية والسياسية دون أي تجاوز أو عدوان أو افتئات على هذه المصالح والعوامل المشتركة". كما حذر المشاركون من خطورة المخططات الداخلية والخارجية لاثارة الفتن بكل مستوياتها: عرقية, أوطائفية, أومذهبية, أوجهوية وإضعاف المجتمع المدني، وتفكيك عوامل التماسك الوطنية والقومية في الأقطار العربية. ووجهوا الدعوة لكل القوى الحية في المجتمع والمؤسسات الرسمية والشعبية المعنية لبذل قصارى جهدها للمحافظة على اللغة العربية باعتبارها الوعاء الجامع للثقافة العربية والإسلامية والعمود الفقري للهوية القومية العربية والعمل على استعادة دورها في كل مجالات العلوم والثقافة. وأكدوا: ان لا مخرج للأمة العربية من حالة التردي الراهنة إلا بتبني مشروع نهضوي تشارك في صنعه كل القوى الوطنية والقومية والإسلامية واليسارية المؤمنة بوحدة الأمة والرافضة للاحتلال الأجنبي وللتبعية والتخلف والاستبداد. وأهاب بكل النخب العربية ومراكز البحث الوطنية أن تضاعف من جهودها لصياغة نظرية للأمن القومي العربي وللتكامل السياسي والاقتصادي والخطوات العملية لإنجازها واعتبروا المشروع الصهيوني المدعوم من قبل قوى الهيمنة الدولية مصدر التهديد الرئيس لأمن الأمة والمنطقة، مشيرين إلى أن مقاومة هذا المشروع تشكل الحد الفاصل ومعيار الفرز الحقيقي بين مختلف القوى والنظم العربية. كما أكد المشاركون وقوفهم إلى جانب كل عمل وحدوي في المغرب العربي وفي المشرق العربي، داعين إلى تعزيز كل توجه وحدوي- رسمياً كان أم شعبياً- والوقوف وبحزم في مواجهة دعوات التقسيم والتفتيت التي تتبنها القوى والنظم الغربية داخل مجتمعاتنا العربية بدعوى عرقية تارة, وطائفية تارة أخرى"، مؤكداً أن مأزق المشروع الذي تتبناه قوى الهيمنة والاستعمار في تحقيق انتصار ناجز له في الوطن العربي جاء بفعل المقاومة العربية والإسلامية .. وأعلن موقوفة الواضح إلى جانب النضال المشروع ضد الإحتلال في مختلف الأقطار العربية التي تعاني من الاحتلال، مشيراً إلى ان قضية الديمقراطية والحريات السياسية وحقوق الإنسان، وهي جميعها إما مفقودة تماما أو منتقصة بشدة في دولنا العربية. واستشرف المشاركون في المؤتمر القومي "فشل المشروع الأمريكي في تحقيق انتصارا ناجزا له في الوطن العربي وفي محيطنا ، منوهاً إلى أن مأزق هذا المشروع صنعته قوى المقاومة العربية والإسلامية". كما وجهوا نداءً عاجلاً بإسم القوميين العرب للإنهاء الفوري لحصار غزة وفتح المعابر العربية- الفلسطينية وبشكل خاص معبر رفح، وإمداد الأشقاء الفلسطينين المحاصرين بكل ما يحتاجونه من وقود وغذاء ودواء وكذا مناشدة كافة جماهير الأمة العربية والإسلامية وكل أحرار العالم للرفع من وتيرة دعم الأشقاء الفلسطينيين وخاصة في غزة والضغط من أجل إنقاذ الفلسطينين من جريمة الحصار، داعين في الوقت نفسه إلى المقاطعة العربية الشاملة للكيان الصهيوني وإيقاف كافة اشكال التطبيع مع هذا الكيان الغاصب.