اختتم المؤتمر القومي العربي اليوم الثلاثاء أعمال مؤتمره السابع عشر بالعاصمة اليمنية صنعاء . وأكد المشاركون في المؤتمر ان لا مخرج للأمة العربية من حالة التردي الراهنة إلا بتبني مشروع نهضوي تشارك في صنعه كل القوى الوطنية والقومية والإسلامية واليسارية المؤمنة بوحدة الأمة والرافضة للاحتلال الأجنبي وللتبعية والتخلف والاستبداد. وأهاب المؤتمر في بيان صادر عنه موجه إلى الأمة العربية بكل النخب العربية ومراكز البحث الوطنية أن تضاعف من جهودها لصياغة نظرية للأمن القومي العربي وللتكامل السياسي والاقتصادي والخطوات العملية لإنجازها واعتبروا المشروع الصهيوني المدعوم من قبل قوى الهيمنة الدولية مصدر التهديد الرئيس لأمن الأمة والمنطقة مشيرين إلى أن مقاومة هذا المشروع تشكل الحد الفاصل ومعيار الفرز الحقيقي بين مختلف القوى والنظم العربية. وأكد المؤتمرون حرصهم على إقامة أفضل علاقات التعاون مع دول الجوار العربي وعلى الأخص إيران وتركيا والعمق الأفريقي على قاعدة المصالح والعوامل المشتركة , الاقتصادية والثقافية والأمنية والسياسية دون أي تجاوز أو عدوان أو افتئات على هذه المصالح والعوامل المشتركة. وتطلع المؤتمرون إلى مقاربة عربية إيرانية لحل كل القضايا التي تثير الاحتكاك بين الأمة العربية وإيران , ومعالجة جريئة لكل الالتباسات الخطيرة التي تشكل دافعا لهذا الاحتكاك خصوصا في العراق الذي يجب ان تبني العلاقة فيه مع إيران على قاعدة مقاومة المحتل ورفض كل افرازات الاحتلال ومؤسساته وتوفير مستلزمات هزيمته , والالتزام بعروبة العراق ووحدة أرضه وشعبه. وطالب المؤتمرون إيران لوقف كل الممارسات والسياسات والتدخلات في الشأن العراقي التي تتنافى مع هذا الا لتزام وكذلك توقفها عن إثارة النعرات الطائفية والعرقية , وتبنيها للأحزاب الطائفية المساندة للاحتلال الأمريكي والتي تعمل على تقسيم العراق على أساس طائفي. وحسب البيان فأن المؤتمر القومي العربي يعمل على إطلاق مسعى للحوار مع القيادة الإيرانية , ومع القوى الحية في المجتمع الإيراني من أجل تعزيز هذا الهدف , ولفتح السبل امام ولادة تحالف شعبي إيراني عربي , يساهم في تحرير المنطقة وحمايتها من كل عدوان. وحذر المؤتمرون من خطورة المخططات الداخلية والخارجية لاثارة الفتن بكل مستوياتها: عرقية, أوطائفية, أومذهبية, أوجهوية وإضعاف المجتمع المدني وتفكيك عوامل التماسك الوطنية والقومية في الأقطار العربية. مشددين على كل القوى الحية في المجتمع والمؤسسات الرسمية والشعبية المعنية لبذل قصارى جهدها للمحافظة على اللغة العربية باعتبارها الوعاء الجامع للثقافة العربية والإسلامية والعمود الفقري للهوية القومية العربية والعمل على استعادة دورها في كل مجالات العلوم والثقافة. وقال البيان: " ان المؤتمر القومي العربي إذ يؤكد وقوفه إلى جانب كل عمل وحدوي في المغرب العربي وفي المشرق العربي ويدعو إلى تعزيز كل توجه وحدوي رسميا كان أم شعبيا يؤكد وقوفه وبحزم في مواجهة دعوات التقسيم والتفتيت التي تتبنها القوى والنظم الغربية داخل مجتمعاتنا العربية بدعوى عرقية تارة, وطائفية تارة أخرى". معتبرا أن مأزق المشروع الذي تتبناه قوى الهيمنة والاستعمار في تحقيق انتصار ناجز له في الوطن العربي جاء بفعل المقاومة العربية والإسلامية .. وأعلن موقوفة الواضح إلى جانب النضال المشروع ضد الإحتلال في مختلف الأقطار العربية التي تعاني من الاحتلال. وأكد المؤتمر على ان قضية الديمقراطية والحريات السياسية وحقوق الإنسان , وهي جميعها إما مفقودة تماما أو منتقصة بشدة في دولنا العربية. وقال البيان :" ان المؤتمر القومي يستشرف فشل المشروع الأمريكي في تحقيق انتصارا ناجزا له في الوطن العربي وفي محيطنا الإسلامي , ويرى أن مأزق هذا المشروع صنعته قوى المقاومة العربية والإسلامية." وأطلق المؤتمرون نداء عاجلا باسم القوميين العرب يطالب بالإنهاء الفوري لحصار غزة وفتح المعابر العربية - الفلسطينية وبشكل خاص معبر رفح وإمداد الأشقاء الفلسطينين المحاصرين بكل ما يحتاجونه من وقود وغذاء ودواء وكذا مناشدة كافة جماهير الأمة العربية والإسلامية وكل أحرار العالم للرفع من وتيرة دعم الأشقاء الفلسطينيين وخاصة في غزة والضغط من أجل إنقاذ الفلسطينين من جريمة الحصار. وتضمن النداء الدعوة إلى المقاطعة العربية الشاملة للكيان الصهيوني وإيقاف كافة اشكال التطبيع مع هذا الكيان الغاصب. ودعا المؤتمر كافة الفصائل الفلسطينية إلى حوار فوري من أجل الوحدة الوطنية على قاعدة المقاومة والتشبث بالثوابت الفلسطينية. و في ختام أعمال الدورة ال 19 للمؤتمر القومي العربي صدر"إعلان صنعاء" والذي تضمن رؤية القوميين العرب تجاه مجمل الأحداث على الساحة العربية بخاصة في العراق, السودان, لبنان, الصومال, والعلاقة مع دول الجوار وكذا في محور الاعلام العربي .