تصريحات ما يُسمى بالمبعوث الأممي إلى اليمن حول أن الحل السياسي في اليمن يحتاج إلى مبادرات واتفاقيات ومفاوضات ومشاورات جديدة، والاتفاقات السابقة وخرائط الطرق، وآخرها الاتفاق الذي جرى في مسقط بين نظام العدو السعودي والحكومة في صنعاء والذي قِيل إنه خفض تصعيد تهدئة، وقِيل عنه أيضاً إنه بداية خارطة طريق لحل سياسي ينهي الأزمة اليمنية، ومع ذلك لا هذا ولا ذاك تَحقَّق سوى تجميد الجبهات ووقف القصف السعودي والإماراتي من الجو. وكان واضحاً لكل ذي عقل وبصيرة أن أهدافه لن تؤدي إلى أي حلول لأن السعودية والإمارات ومن يقف خلفهما لا يريد أية حل وخاصةً الأمريكي والبريطاني وكيان العدو الصهيوني.. النظامان السعودي والإماراتي ينفذان مخططات ومجرد أدوات ويلعبان بأوراقهما المحلية وفقاً لمشيئة مَنْ يتبعانه في واشنطن ولندن.. وحتى نكون منصفين جرت بعض الأمور ذات الطابع الإنساني وخاصةً في جزئية فتح الطرق، وحتى هذا أخذ وقتاً ولم يكن يحتاج إلى اتفاقات، وفي كل الأحوال أملته الضرورة. أما ما يخص بقية البنود التي تسرَّبت حينها مثل تبادل الأسرى ورفع الحصار وأمور أخرى، هي في معظمها ذات طابع إنساني وتسهم إلى حدٍّ ما في بناء نوعٍ من الثقة، وكانت النتيجة سلبية أدت إلى تجميد الأمور بانتظار توجيهات جديدة من عواصم القرار في الغرب.. الحديث السابق كان قبل "طوفان الأقصى" وقرار القيادة في صنعاء الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في إسناد غزة بهدف وقف الإبادة ورفع الحصار، ولأن ما قام به اليمن في نصرة غزة فاعلٌ ومؤثّرٌ، وفشل الأمريكي والبريطاني والصهيوني في وقفه، وتَعرَّضت واشنطن وحاملات طائراتها وبوارجها إلى هزيمة وكذلك بريطانيا أما العدو الإسرائيلي فقد كان صراخه مدوياً من الضربات الموجعة على صعيد الحصار البحري وضربات الطيران المُسيَّر، وخسائره الاقتصادية لم تكن متوقعة، وبشكل عام كان موقف اليمن الإسنادي لغزة وفلسطين مفاجأة لأسباب ترتبط بالحرب العدوانية للتحالف السعودي الأمريكي الإماراتي البريطاني والحصار، وكذلك البُعد الجغرافي؛ لتثبت الإرادة متى ما توفَّرت في هذه الأمة أنها قادرة على اجتراح المعجزات، وهذا ما يحصل.. المبعوث الأممي يريد اتفاقيات جديدة، في حين أن القديمة لم تُطبَّق، ولم يكن معروفاً بنودها.. هانس غروندبرغ يريد أن يوحي بأن هناك متغيّراً بفعل اجتياح الإمارات عبر أدواتها للسيطرة على المحافظات الشرقية، وفي هذه الحالة سيكون موضوع هذه الاتفاقيات فصل اليمن وتقسيمه، وهو كما قال بعض المرتزقة يمهّد ويهيّئ الساحة لمعركة مع صنعاء تجمع فيها السعودية والإمارات أدواتهما وفقاً لمخطط جديدٍ، كيان العدو الصهيوني داخلٌ فيه بقوة.. وصراخ بعض المرتزقة تجاه ما يحصل في حضرموت والمهرة وكذلك الدور السعودي يأتي في سياق التمويه لإظهار الأمور وكأنه صراع إماراتي – سعودي، في حين ندرك أن ما جرى قراره ليس بيد الرياض وأبوظبي.. العرادة يعود من الرياض إلى مأرب، وطارق صالح يُستدعى إلى الرياض، والعليمي يفر من عدن ويطلق تصريحات، والمبعوث الأممي يصرّح وحديثه عن اتفاق جديد مصدره أن هناك مؤامرة جديدة لا يمكن فصلها عما حُضّر ويُحضَّر للمنطقة وستفشل ويُهزمون وتذهب كل رهانات وحسابات التحالف الصهيوني الشيطاني أدراج الرياح، وستكون الأثمان باهظة على السعودي والإماراتي، وهذه المرة ستُغلق كل أبواب العبث التشاوري والتفاوضي، والمواجهة أصبحت واضحة بين أبناء اليمن الأحرار المدافعين عن سيادة ووحدة واستقلال وطنهم وبين العدو الإسرائيلي.. وما تبقَّى تفاصيل لن يكون ممكناً الأخذ بها.. وعلى أدوات ومرتزقة الداخل أن يدركوا أن عناوينهم وشعاراتهم قد كُشِفت وفُضِحت؛ وهذه الحقيقة يعيها كل أبناء اليمن.. ولا مستقبل للخَوَنة.