بعد نصف ساعة فقط من إعلان اللجنة الاشرافية بالضالع عن فوز اللواء علي قاسم طالب بانتخابات المحافظين، توعدت قيادة أحزاب المشترك بالضالع بأنها ستنتقم من فوزه. وقال أحمد حرمل- المسئول الاعلامي والناطق الرسمي بلسان المشترك بالضالع- في تصريح خاص ل"نبأ نيوز": "أن الأغلبية في محلي محافظة الضالع هم من المشترك، وسيقومون بسحب الثقة عن علي قاسم طالب في أقرب فرصة ممكنة". ويعد أحمد حرمل أحد أبرز المسئولين عن الحراك الميداني للمشترك في الضالع، حيث سبق أن اعتقلته السلطات اليمنية يوم الاثنين 7 أبريل 2008م إثر اشتراكه بأعمال شغب واسعة، ضمن محاولة لمجاميع مسلحة من "الشعيب" اقتحام مدينة الضالع عنوة بأسلحتها، ورفض الانصياع لمنع النقطة الامنية، ثم مباشرتها إطلاق الرصاص، وسقوط سبعة مصابين.. فكان أن قامت الأجهزة باعتقال (14) شخصاً متورطاً في الحادث بينهم أحمد حرمل، الذي تم إطلاق سراحه لاحقاً مساء نفس اليوم بعد توسط قيادات عليا في المشترك الذي مازال يقيم الفعاليات التضامنية مع المعتقلين على ذمة أحداث تخريب الضالع واحراق متاجرها ومؤسساتها العامة والاعتداء على مواطنيها- في واحد من أسوء الأحداث الهمجية التي شهدتها الضالع بدعم وتأييد قيادة اللقاء المشترك. وتأتي نزعة المشترك الانتقامية من المحافظ المنتخب للتو اللواء علي قاسم طالب، ومن قبل مباشرته أعماله، في سياق ما تعيشه القيادة العليا للقاء المشترك من إرتباك غير مسبوق بعد إفلات جميع ساحاتها التنظيمية من قبضتها، والتسبب بإنهيار مفاجيء بقرارها السياسي، بقيام أعداد كبيرة من أعضاء المشترك بضرب المقاطعة عرض الحائط، والمشاركة في الانتخابات رغم أنف القيادة العليا- وهو ما وصفه مراقبون ب"الضربة القاصمة لظهر اللقاء المشترك". ونظراً لخطورة ما حدث على مشاريع المشترك السياسية، فإن قيادات في الحزب الاشتراكي اليمني خرجت عن صمتها وبدأت بتحميل حزب الاصلاح المسئولية الكاملة لما مني به المشترك من نكسة، حيث أنها تقول أن الغالبية العظمى ممن أعلنوا تمردهم على قرار المقاطعة الانتخابية هم من قيادات التجمع اليمني للاصلاح. وكانت "نبأ نيوز" نشرت في ساعة مبكرة من فجر يوم أمس السبت تقريراً تحت عنوان (قيادة المشترك تفقد السيطرة والقواعد تفرض خيار الانتخابات)، كشف حالة الارباك التي سادت قيادة المشترك العليا، وبيّن أيضاً حقائقاً كثيرة عما كان يجري في صفوف تكوينات المشترك.. حيث أورد التقرير ما يلي:- أكدت تقارير مراسلي "نبأ نيوز" الميدانية في عدد من محافظات الجمهورية أن حالة من الارتباك تسود قيادة أحزاب اللقاء المشترك، إثر فقدان قيادته السيطرة على بقية التكوينات التنظيمية، التي كسرت قرار مقاطعة انتخابات المحافظين، وأعلنت عزمها على المشاركة. وتفيد التقارير بأن عدداً من فروع المشترك دعت قيادات أحزابها إلى إجتماعات طارئة في ساعات مختلفة من مساء يوم الجمعة- بعضها ما زال في حالة إنعقاد حتى ساعة إعداد هذا التقرير- على خلفية تقارير أولية تؤكد أن أكثر من 40% من أعضاء اللقاء المشترك ضمن الهيئات الناخبة "من المؤكد" مشاركتهم في الانتخابات، فيما ما تزال هناك نسب أخرى تزيد عن 20% من إجمالي كتلة المشترك "من المرجح" مشاركتهم، إلاّ أنه ليس هناك ما يجزم بالمشاركة. ونقل مراسلو "نبأ نيوز" في عدد من المحافظات عبارات "تهكمية" أطلقها قياديون في الحزب الاشتراكي اليمني، يحملون حزب التجمع اليمني للاصلاح مسئولية "إنفلات الموقف"، وإدخال "الولاءات والمصالح القبلية والمحسوبيات" في العمل السياسي، مستندين في ذلك إلى ما توارد من أنباء من التفاف واسع حول الرموز القبلية، خلافاً للحسابات السياسية.. في نفس الوقت الذي حملت قيادات في التجمع اليمني للاصلاح عناصر الحزب الاشتراكي مسئولية "تغليب المناطقية والعصبية" على الاتفاقات المبرمة بين أحزابها البين.. ففي محافظة شبوة إجتمع اللقاء المشترك حتى ساعة متأخرة من الليل للبت بشأن أكثر من (25) عضواً في الاصلاح و(5) أعضاء اشتراكيين جهروا علناً بالمشاركة، ورفضوا الاستجابة لنداء أحزابهم، فيما تؤكد مصادر "نبأ نيوز" في محافظات عمران أن ما نسبته 90% من أعضاء المشترك سيشاركون في انتخاب كهلان مجاهد أبو شوارب، مرشح الحزب الحاكم؛ في نفس الوقت الذي أفادت التقارير الواردة من عدن، وتعز، والحديدة، وبعض مناطق حضرموت أن عدداً كبيراً من أعضاء المشترك شوهدوا اليوم يستلمون بطاقات الانتخاب، وأن معظم هؤلاء سيشاركون في الانتخابات على خلفيات مختلفة، تعتقد الكثير منها أن هذه الانتخابات "فرصة لا تعوض"، وأن أحزابهم تسرعت في اتخاذ قرار المقاطعة. أما في محافظة الضالع – المثيرة للجدل بسبب أغلبية المشترك- فإن خطب الجمعة أفرزت حالة الانفعال التي بلغتها قيادة المشترك جراء انفلات الأمور من قبضتها في أرجاء مختلفة من اليمن، وأبرزت حجم القلق مما تعتقده قيادة المشترك بالضالع بأنه "إستقطابات من قبل الحزب الحاكم". ومن هنا فإن التقارير التي وردت في الساعات الأخيرة من مساء الجمعة تشير إلى ظهور مؤشرات بأن عدداً غير قليل من أعضاء المشترك ستشارك في الانتخابات، وأن الحزب الحاكم (ربما) ينجح في حشد النصاب المطلوب لإجراء الانتخابات. وتفيد تقارير "نبأ نيوز" أن قيادات اللقاء المشترك في عدة محافظات استنفرت مساء الجمعة عناصرها، وباشرت جولات مكوكية على بيوت أعضائها ضمن الهيئات الناخبة للضغط عليهم ومنعهم من المشاركة في الانتخابات، وأن هذه الجولات ما زالت مستمرة حتى ساعة إعداد هذا الخبر- طبقاً لما تؤكده مصادر "نبأ نيوز" في وادي حضرموت، والضالع، وشبوة، والحديدة، وتعز. هذا وتعتقد مصادر سياسية مستقلة أن نجاح الحزب الحاكم في تنفيذ الانتخابات بمشاركة واسعة من قبل اللقاء المشترك، سيشكل ضربة قاصمة لظهر المعارضة اليمنية، التي ظهرت اليوم في حالة ذهول من التحول المفاجيء بمواقف عناصرها و"تمردهم" على القرارات المركزية لأحزابها.. رغم وجود حديث في الشارع عن إغراءات مادية ووظيفية قد تكون وراء تحول قسم كبير منهم.