قال الفنان جابر على احمد– ان ضعف الاهتمام بالموسيقي والغناء والفنون بشكل عام في اليمن هو جزء من خلل قائم يمكن سحبه على الكثير من شئون حياتنا في التربية والتعليم والصحة والرياضة وغيرها. وقال جابر - خلال محاضرة ألقاها في منتدى السعيد الثقافي صباح اليوم الخميس: ان الاهتمام الرسمي بالفنون والموسيقى والغناء لم يرتق الى المستوى المطلوب رغم افتتاح أقسام بهذا الخصوص في بعض الجامعات اليمنية كجامعة الحديدة واب وذمار، مؤكدا ان الموسيقى والغناء في اليمن لن تشهد أي تطور ما لم يتم الاهتمام بالبني التحتية الموسيقية كالمعاهد والمدارس، وإدخال مادة الموسيقى في المدارس الى جانب تكثيف البرامج الإعلامية بهذا الشأن. واعتبر جابر ان الموسيقى هي الحياة فإذا غابت غاب الإنسان عن الحياة، مهونا مما يطرحه البعض بان هناك هجمة شرسة تعرضت لها الفنون في اليمن بعد عام 90م ، مؤيدا دعوة الموسيقي اليمني الكبير نزار غانم للقطاع الخاص ممثلا بمؤسسة السعيد للعلوم والثقافة الى رصد جائزة للغناء والموسيقى ضمن جوائزها السنوية المرصودة للعلماء والباحثين في اليمن والعالم العربي. هذا وكان الفنان جابر على احمد قد تطرق في محاضرته التي عنونها (تحديث الغناء في اليمن) الى جملة من المحاور منها مناقشة مصادر التحديث الغنائي في اليمن الذي بدأ في القرن الثامن عشر ومراحل هذا التجديد، كما وقفت المحاضرة عند اسماء معينة كان لها دور عظيم في هذا المجال مثل ابن علوي الذي ظهر في القرن الثالث عشر، وسلطان هرره، والشيخ جابر رزق، وعبد الله باحسن الذين ظهروا في القرن التاسع عشر. كما تطرقت المحاضرة للفنان القمندان الذي ظهر في النصف الاول من القرن العشرين، وعلى الإنسي، والمرشدي، واحمد قاسم، ومحمد عبده زيدي في النصف الثاني من القرن العشرين. ووقفت المحاضرة على تقييم لمثل هذه التجديدات وموقعها من خريطة الإبداع اليمني، مختتمة بالتأكيد على ان التوصيفات المناطقية للغناء لا يمكن ان تقدم معرفة لانها لا تستطيع ان تشخص او تغوص في تفاصيل المفردة الابداعية باعتبار الإبداع يمثل ظاهرة فردية وليست عامة. حضر المحاضرة مدير عام مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة بتعز فيصل سعيد فارع وعدد من المهتمين من فنانين ومثقفين واكاديميين.