قال الدكتور صالح باصرة– وزير التعليم العالي والبحث العلمي- إن كلية العلوم الإسلامية والتطبيقية بتعز شكلت إضافة جديدة متميزة في مسار تطور التعليم العالي في اليمن, مؤكدا حرص الوزارة على دعمها لتصبح في المستقبل جامعة العلوم الإسلامية والتطبيقية. جاء ذالك على هامش حفل تخرج الدفعة الأولى 2007- 2008م الذي أقيم صباح اليوم الخميس على قاعة المرحوم الحاج هائل سعيد انعم بكلية العلوم الإسلامية والتطبيقية بتعز، والذي حضره إلى جانب باصرة الدكتور أبو بكر المفلحي وزير الثقافة، والأستاذ حمود الصوفي محافظ تعز. وأضاف باصرة: إن الكلية جمعت بين التعليم الديني والدنيوي فهي ابتعدت عن منهج الغلو والتشدد، واتبعت منهج الوسطية والاعتدال الذي ننشده جميعا في اليمن وعلى مستوى العالم. ودعا وزير التعليم العالي والبحث العلمي كلا من وزارة الأوقاف والخدمة المدنية والتربية والجامعات اليمنية الاعتماد على مخرجات الكلية في وظائفها التدريسية وغيرها سواء في وظائف الوعظ والإرشاد أو في الوظائف العادية, شاكرا مجموعة هائل سعيد انعم وشركاؤه في دعم هذا النوع من التعليم الذي يعتمد على الوسطية والاعتدال وكذا دعمها لكل المشاريع التعليمية والثقافية والإنسانية في اليمن ورصد الجوائز الضخمة للمبرزين من العلماء والمبدعين في اليمن وخارجها لما في ذالك من خدمة وطنية تستحق التقدير والإشادة والاحترام. من جانبه نوه حمود الصوفي محافظ محافظة تعز إلى إن ما سمعه من خطاب ديني من قبل العلماء اليوم لا يسع المرء إلا أن يشيد بهذا الخطاب الذي نحتاجه كثيرا في اليمن, مشيرا إلى أن خطاب التشدد والغلو عانى منه اليمن كثيرا مستشهدا بما يجري الآن في محافظة تعز, ورحب الصوفي بمثل هذا النوع من الاستثمار في مجال التعليم الديني الذي يعتمد الوسطية والاعتدال خطابا منهجيا له, موجها التحية والإشادة بمجموعة شركات هائل سعيد انعم وشركاؤه التي ما فتئت تدعم التعليم في اليمن ولا سيما التعليم الديني الذي يركز أيضا على التخصصات العلمية الأخرى كالعلوم والفيزياء والكيمياء واللغات, مؤكدا إن مخرجات هذه الكلية سوف تمثل تنقية للمفاهيم الخاطئة التي ما تزال عالقة في أذهان البعض ويدفع ثمنها الوطن. الشيخ على محمد سعيد –رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات هائل سعيد انعم وشركاؤه– ألقى كلمة مجلس أمناء الكلية، رحب فيها بالحاضرين الاحتفال من داخل اليمن وخارجه من وزراء وأعضاء مجلس نواب وشورى وقادة السلطة المحلية ورؤساء جامعات وعلماء ومشايخ واعيان وأولياء أمور الطلاب والطالبات خريجي وخريجات الكلية وضيوف اليمن من الدول العربية الشقيقة ( مصر – سوريا- الإمارات العربية المتحدة – السعودية ), رافعا باسمه ونيابة عن الحفل برقية شكر وامتنان لفخامة الرئيس على عبد الله صالح رئيس الجمهورية بهذه المناسبة, مثمنا دعمه وجهوده وتشجيعه لكافة مشاريع التنمية في البلاد واهتمامه بالعلم والعلماء وتشجيعه للمبدعين والشباب ومباركته المستمرة لجهود وأنشطة القطاع الخاص وتقديره لإسهاماتهم في خدمة المجتمع. وهنأ الخريجين والخريجات وأولياء أمورهم بهذه المناسبة السعيدة, مشيرا إلى أن الاحتفال اليوم بتخرج الدفعة الأولى من طلبة كلية العلوم الإسلامية والتطبيقية التي تم إنشاؤها عام 2004م من قبل المؤسسة الخيرية لهائل سعيد انعم وشركاؤه هي امتداد لنشاط هذه المؤسسة الواسع في المجالات والأنشطة المتعددة ومنها في مجال تحفيظ القران الكريم الذي احتفل أمس بتخرج عدد 44 حافظا وحافظة في دورتها السادسة عشرة. وأكد رئيس مجلس أمناء الكلية على انه روعي عند إنشاء الكلية تحقيق المعايير الحديثة في بنيتها التحتية والأكاديمية والتزام الوسطية والاعتدال في مناهجها العلمية ونظامها الدراسي لتؤدي رسالتها في خدمة القران والسنة وتخريج جيل من الطلاب المتسلحين بالعلوم الشرعية وينشرون رسالة الإسلام السمحة ويؤدون دورهم في إصلاح المجتمع وإرشاد الناس وتعريفهم بديتهم بعيدا عن التحزب والتمذهب والغلو في الدين وكل ما من شانه تفريق المسلمين وشق صفوفهم , لافتا إلى إن الإقبال على الكلية شجع قيادة المجموعة والمؤسسة على زيادة مساهمتها كرافد تنموي في البلاد وتوسيع نشاطها العلمي بإضافة أقسام جديدة في مجال العلوم التطبيقية (السكرتارية- اللغة الانجليزية- الحاسوب) التي ستبدأ خلال العام الجامعي القادم 2008- 2009م. كما ألقيت على هامش الحفل كلمات عن الأساتذة والعلماء ألقاها الشيخ ناصر محمد الشيباني– عضو مجلس أمناء الكلية، والدكتور عبد السميع عبد الوهاب أبو الخير– عميد كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر– القاهرة، وكلمة عمادة الكلية التي القاها الدكتور عبد الكريم محمد العبيدي وتحدث فيها عن أهل اليمن ومكانتهم في القران الكريم والسنة النبوية وأهمية الأخذ بمنهج الوسطية والاعتدال في الدين الإسلامي والتركيز على إدخال المواد العلمية واللغات في المنهج الدراسي. وحذرت الكلمات من أتباع منهج الغلو والتطرف في الدين الإسلامي الذي يشق عصا المسلمين ويعرض وحدتهم للخطر, وهنأت الخريجين والخريجات وأولياء أمورهم الذين وقفوا إلى جانب أبنائهم حتى تكلل ذالك بالنجاح والتفوق الذي سينعكس عليهم أنفسهم وعلى أبنائهم ووطنهم بالخير والتقدم والازدهار. وأشارت الكلمات إلى أن الغاية الكبرى من إنشاء هذه الكلية والتي هي تخريج جيل متخصص في العلوم النافعة التي تخدم المجتمع وتساهم ببناء الوطن بناء علميا حضاريا يقوم على الأخذ بأسباب العلم والتطور المعرفي والتكنولوجي والعمل على المشاركة في مسيرة التنمية الشاملة التي يشهدها الوطن. وألقى الطالب بكري زيد احمد كلمة الخريجين عبر فيها عن مشاعر الغبطة والسعادة التي يشعر بها وزملاؤه بهذه المناسبة العظيمة, مشيدا ومرحبا بالمنهج الأزهري الشريف النابع من النيل الطهور والفرات الأصيل في إشارة إلى اعتماد الكلية على منهج وكادر تدريسي من مصر والعراق يمثل قيم الوسطية والاعتدال والتسامح والموضوعية المواكب لمتطلبات التطور والعصر. وتخلل الحفل الذي شهد منح درجة التخرج للطلاب المتخرجين من الكلية وتكريم الطلبة الأوائل ومنح شهادات التهنئة تقديم أنشودة ترحيبية نالت الاستحسان قدمها فريق من طلبة الكلية فيما ألقيت قصيدتين شعريتين بالمناسبة القياها الطالب أبو بكر على احمد الظبي, والطالبة ذكرى عبد الله محمد الحمادي نالتا استحسان الحضور. كما تم تقديم درع المؤسسة لعدد من الضيوف المشاركين في الحفل من عدد من الدول العربية الشقيقة. يشار إلى أن عدد الخريجين 163 طالبا وطالبة موزعين على 93 طالب وطالب في مجال علوم القران, 70 طالب وطالبة في مجال العلوم الشرعية، حصل منهم 52 طالب وطالبة على تقدير "ممتاز", 64 طالب وطالبة على تقدير "جيد جداً", 29 طالب وطالبة على تقدير "جيد"، في حين حصل 6 طالب وطالبة على تقدير "مقبول".